في أبريل 2014 قدم ائتلاف المعارضة مشروع الاصلاح السياسي بعد طول انتظار.نختلف معه... نتفق معه... نتحفظ على بعض منه... يبقى مؤشرا لتغيير تحولي في قيادة المشهد السياسي وهو ما كنا نطالب به منذ عقود... فنحن كنا وما زلنا نبحث عن رؤية المعارضة أو أي رؤية صالحة تنتشل البلاد من حالة التيه السياسي!أعجبني تغيير المادة 80 من الدستور التي كان يفترض أن يحدث منذ عقود مضت وذلك لاعتبارات اجتماعية وسياسية عدة أولها ان عدد السكان قد ارتفع بشكل كبير منذ العام 1963 وعدد النواب ظل كما هو وكذلك عدد الوزراء!عدد النواب يفترض أن يتم تغييره الى ما بين 75 - 100 نائب تماشيا مع زيادة عدد السكان الكبيرة! وعدد الوزراء ينبغي أن تتم زيادته الى 20 وزيرا على أقل تقدير حيث الواقع يؤكد ضياع فعالية بعض الوزراء وتحديدا الوزراء ممن أوكلت له أكثر من حقيبة وزارية ناهيك عن وزراء تتبعهم هيئات ملحقة تحتاج الى وزير متفرغ!الاصلاح يبدأ من مبادرة... مبادرة قابلة للتطبيق ومدروسة بعناية، وأعتقد بأن وثيقة ائتلاف المعارضة أعدت بشكل محترف ومن يرى خلاف ذلك فليتقدم بملاحظاته عليها لا أن يرفضها من دافع نفسي!قياديا... أرى ان النفوس ما ان تدخل تأثيراتها وانعكاسات ميولها في موضوع الا وهي تفسده وان كان جوهره اصلاحياً، وأتمنى من المولى عز شأنه أن يعين البعض في تقبل وجهة نظر الآخر وأن نخرج بمشروع اصلاحي متكامل الجوانب نستطيع من خلاله محاسبة المقصر بدون عناء وتدخل من النفوس التي قد يكون بعض أصحابها يعارض لأسباب خاصة من مصالح وخلافه!كنت أقسمت لزميل لي قبل أيام بأن مشكلتنا ليست بالنصوص.. انها في نفوس تجير الأمور لمصالحها!مجاميع تحركها قيادة خفية وصراعات بين أقطاب تركت دون تدخل مما جعل أمر الاصلاح صعبة آليات معالجته!فلوس تنهب... وقيادات لا أعلم حقيقة عن معايير الاختيار لها! وللتدليل... لقد بلغ الأمر حالة سيئة الى درجة انه حتى مع توافر الدليل الرسمي على سرقة للمال العام لا تجد من يحاسب السارق!وثيقة ائتلاف المعارضة قدمت تصوراتها بمشروع... فما هي الخطوة المقبلة؟هل سيتم التصعيد؟ أم تتقبل الحكومة والكتل الأخرى هذه المبادرة ويخرج الجميع بصيغة توافقية هدفها الأول والأخير الفرد الكويتي الذي يتم تجهيزه لقيادة كويت الغد!الأمر ستكشفه رموز «الحبكة» المضادة لائتلاف المعارضة فان كانت صالحة منزهة من افرازات الأنفس وتأثير العوامل الخفية فانها منطقيا سترى النور وان ظلت كما هي عليه فسنفقد الخطوة الأولى والمعدة بشكل محترف من قبل ائتلاف المعارضة ونعود للمربع الأول عنوانه التيه على كل المستويات!التنمية المنشودة تبدأ بتعديلات دستورية واصلاح للممارسات الخاطئة التي أثرت على المجتمع الكويتي وجعلت الجميع يشتكي من سوء الخدمات و«النهب» المبرمج كما يحلو للبعض وصفه والذي تؤكده قضايا برزت على الساحة ونشرتها معظم الصحف!الزبدة... كانت الحكومة تقول في سابق العهد للمعارضة: هاتوا برنامجكم الاصلاحي؟... ها هو الآن بين يديكم... راجعوه ولتكن المناقشة موضوعية ولينتهي الأمر بالاتفاق كي ينتهي السيناريو المتبع ويبدأ فصل جديد يحاسب فيه الكبير قبل الصغير... ويتم تنصيب الأصلح للمناصب القيادية ليسهم في دفع عجلة التنمية التي نحلم ببلوغ ولو غاية من غاياتها الطيبة على أرض الواقع... والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter : @Terki_ALazmi