بالرغم من الشهرة التي يحققها نجوم الفن والإعلام في مصر من خلال عملهم في المجال الذي ينظر له الكثيرون بانبهار، إلى جانب المبالغ الكبيرة التي يحصل عليها هؤلاء كأجور لأعمالهم، فإنهم سرعان ما يحرصون على الاتجاه للمشاركة في مشاريع أخرى بعيدة عن الشهرة والكاميرات لتأمين مستقبلهم ضد المصائب وتغيّر الحال الذي يصيب الكثيرين منهم عندما تقل الأدوار وتنخفض الأجور أو تنساهم شركات الإنتاج.«الراي» ترصد تجارب عدد من النجوم وآرائهم في المشاريع الخاصة البعيدة عن الفن، وكانت البداية مع الإعلامية بسمة وهبة التي قالت إنها قامت بعمل مشروع «كافيه بلكونة»، «ليس على سبيل (البيزنس) بالمعنى المعروف للكلمة، ولكن في الأساس كان من أجل أن أحافظ على الجلسة الطيبة والروح الأسرية التي تجمعني بأصدقائي الذين أحبهم كثيراً».وأضافت: «أعتبر (كافية بلكونة)، هو بيتي وليس مشروعي الذي أحقق من خلاله أرباحاً مادية أو إيرادات لأنني لست ممن تشغلهم فكرة جمع الأموال، ولكن الناس هم الأهم بالنسبة إليّ، ولذلك لا أسمح بدخول كثير من الأشخاص الذين أشعر بأنهم لا يشبهون ضيوفي في بلكونة، وهم لهم طبيعة خاصة تتميز بالرقي».وعن فكرة أن الشهرة والأضواء ليس لها أمان، قالت: «لا أحسبها بهذا الشكل، أسعى دائما إلى أن تكون لي رسالة وهدف في الحياة».أما الفنانة سمية الخشاب فقالت: «لم أعتبر (الأتيليه) الذي افتتحته مجرد (بيزنس)، ولكن هواية ورغبة حققتها، فكنت طوال حياتي أحب تصميم الأزياء كما أن والدتي بارعة فيها».وأضافت: «وجدت نفسي أقوم بتصميم ملابسي والسواريهات التي أرتديها في المناسبات المختلفة، ما يجعل الكثيرون يسألونني عن مكان شراء ملابسي، فأبادر بالإجابة أنها من تصميمي، ما دفع الكثيرين لأن ينصحوني ويشجعوني على الاستمرار بالاحتراف في هذا المجال، وبالفعل بدأت مشروعي».بدورها قالت الفنانة معالي زايد إنها ترتبط بشكل كبير جداً بالمزرعة التي تمتلكها في الريف وتعيش فيها أكثر الأوقات راحة وسعادة. وأضافت: «أصبحت أرتبط بهذه الأرض أكثر من أي شيء، وبالفعل أعتبره (بيزنس)، فالأرض عرض، وليست هناك سعادة توازي سعادتي بجني المحصول والخير، وأسعد بإخلاص الفلاح لأرضه وارتباطه الشديد بها، حيث يجد فيها حياته».وأكملت: «أصبحت أقضي معظم الوقت في العزبة وسط المزارعين والفلاحين وأعمل معهم بيدي وأحصد الأرض وأجمع المحصول، وهو إحساس أكثر من رائع  يشعرني بسعادة من نوع خاص، ولكنه في الوقت نفسه لا يغنيني عن عشقي الأول والأخير للفن الذي أحببته كثيراً ومنحته الكثير من عمري ووقتي ومجهودي».من جهتها قالت الفنانة إنجي شرف، التي تمتلك محلاً لملابس الأطفال والسيدات في مصر الجديدة، إنها لجأت لهذا المشروع بعد إنجابها، وترى أن الفن غير مأمون، كما أن العائد المادي الذي تحصل عليه من الفن تنفقه على الملابس وأدوات التجميل الخاصة بالشخصيات التي تؤديها.أما عبير صبري، التي تملك محل ملابس للمحجبات بأرض الغولف بمصر الجديدة، فقالت إنها أدركت أنها بحاجة إلى مشروع خاص حتى لا تحتاج لأحد، كما أن مقولة «الفن ما بيأكلش عيش» صحيحة، والدليل أن كثيراً من عمالقة الفن رحلوا من دون أن يتركوا وراءهم ثروة تُذكر لأن أموال الفن تُنفَق عليه. وأشارت إلى أنه على الرغم من خلعها للحجاب فإن ذلك لم يؤثر على مشروعها الذي تقضي فيه أوقاتها عندما لا يكون لديها عمل فني.الفنانة سحر رامي هي الأخرى تمتلك مصنعاً للملابس تبيع فيه أحدث الموديلات، حيث تصنعها داخل مصر وتبيعها بأسعار متميزة ومعظم زبائنها من الوسط الفني، وقالت إنها أنشأت هذا المصنع من أجل حبها للملابس.ويمتلك كمال أبورية قرية سياحية في شرم الشيخ، تشاركه فيها زوجته ماجدة زكي، ويوجد كمال هناك بكثرة حتى يعرف شؤون قريته. ورأى أن «العمل بالفن ليس مضموناً، فأحياناً يقدم الفنان عملاً أو اثنين في العام ومن الممكن أن يظل عاماً بلا عمل، لذلك قررت أنا وزوجتي إقامة هذا المشروع ليكون نوعاً من الأمان».وفي هذا السياق هناك الكثير من الفنانين الذين قاموا بعمل مشاريع خاصة بهم بعيداً عن الفن، ما يؤمن حياتهم ولا يجعلهم مضطرين لقبول أي عمل أو الخضوع لشروط أحد من صناع الفن إذا لم تكن تناسب احتياجاتهم ورغباتهم وحالتهم المزاجية أيضاً، ومن بين هؤلاء يعتبر الفنان أحمد حلمي الأشهر في هذا المجال الذي افتتح منذ سنوات عدة مطعماً شهيراً في القاهرة على اعتبار المثل المصري القائل إن الأكل لا يمكن أن يخسر في بلد شعبه يعشق الأكل بشهية غير متوافرة في كثير من بلدان العالم.ولم يكتف حلمي بالمطعم، بل تخصص في امتلاك حق توكيل من أحد أكبر شركات وشبكات المحمول في مصر، والتي حصرت حق التفاوض واتخاذ القرار في بعض اللوحات الإعلانية والبانرات الخاصة بها في مصر على الفنان أحمد حلمي. كما قرر أن يفتح شركة إنتاج خاصة به هي التي حولته من نجم شباك إلى منتج أيضاً لأفلام نجوم الشباك، فهو منتج فيلمه الأخير، كما قام بخوض تجربة الإنتاج التلفزيوني للفنانة منى زكي، زوجته، من خلال بطولتها في مسلسل «آسيا» الذي عرض في شهر رمضان الماضي.وافتتح الفنان الشاب أحمد عز أخيراً نادياً رياضياً، ويعتبره المشروع الأقرب إلى شخصيته واهتماماته، فهو يحافظ على الرياضة والمرونة التي تدعم مكانته كنجم شباك في السينما لسنوات عدة في الجيل الجديد.أما الفنان أحمد السقا، فاتجه للبيزنس من خلال معرض سيارات في حي مصر الجديدة بالقاهرة. وقال عنه: «اخترت المشروع لعشقي لقيادة السيارات واهتمامي بمعرفة أنواعها وأحدث موديلاتها ولكن انشغالي بالأعمال الفنية يجعلني أتابع المشروع عن طريق الهاتف، ولا أتردد عليه إلا في أوقات محدودة».وقالت الفنانة سماح أنور: «شاركت في (الزيرو 900) لأنني وجدت أن لدي من الخبرات ما يؤهلني لخوض تجربة أخرى أساعد من خلالها الناس الذين يبحثون عن حلول لمشكلاتهم، وقد يكونون في حاجة لمن يسمعهم ويناقش معهم ما يدور في رؤوسهم. وأضافت: «هذه الخدمة أقوم بتأديتها بحب، وبالطبع هي لها مقابل وعائد مادي ولكنه لا يوازي أهمية الخدمة التي نقوم بها، وأتمنى أن أستطيع مساعدة كل من يحتاج للمساعدة».