• جلس على ذاك الكرسي في ذاك المقهى يتحدث «كورة»، وكأنه تشيزاري مالديني او ربما فرانتس بكنباور.«راس الشيشة» استسلم لنيران كلامه، فاحترق «الراس» بفعل تنهداته السخيفة بين فواصل كلام.هو ايطالي الهوى، الا انه لم يقتنع بتتويج «الازوري» في مونديال 2006 ولا بتأهله الى ربع نهائي «يورو 2008»،... ولا حتى بشيء.وعندما تبادره سائلاً عن التاريخ، يعاجلك برد كبير، كبير بحجم عينيه المنفتحتين جهلاً، ليرد: «نحنا» ابطال العالم اربع مرات.يا أخي، كيف لك ان تعتز بألقابك الأربعة ثم تنتقد من حقق اللقب الرابع؟مجرد كلام في ذاك المقهى، كلام يذهب بلا رجعة، تماما كدخان الشيشة المتمسكة بقبضة ذاك «المشجع الايطالي»، والمرتاحة من نَفَسِه خصوصا ان كلامه الكثير ألهاهُ عنها.وينتقل في تحليله للحديث هن الالمان، ويوجه سهامه الى ميكايل بالاك قائلاً: ما هذا المنتخب الذي يقوده لاعب «سكّه» كبالاك؟مسكينة آذاننا الصاغية، لا يعلم ذاك «الجاهل» بأن بالاك، لاعب تشلسي الانكليزي، هو صاحب اعلى أجر في انكلترا (120 الف جنيه استرليني في الاسبوع)، اي ما يعادل 60 الف شيشة بحريني معسل في الاسبوع.ويضيف: المانيا لا تستحق ولوج ربع النهائي، ضارباً الطاولة على ما فيها من استكانات شاي فارغة.لا شك في ان محللي «الجزيرة» لو سمعوا لكانوا قرروا التنحي والاستماع الى خبيرنا الكبير.الصحف البرتغالية تحدثت عن القوة الالمانية الا ان أخانا لا «يريد»، فهو خليفة المحلل الكبير الراحل عبده صالح الوحش.لنسلّم جدلاً ان أحدهم اقرضني 100 دينار (5 ورقات من فئة الـ20)، وفي يوم الاستحقاق رددت له نقوده ولكن بـ10 ورقات من فئة الـ10، فهل له الحق باتهامي بعدم الامانة؟ذاك الجالس في المقهى يريد من ايطاليا ان تمتع وتفوز وتتأهل ولا تعتمد على الحظ ولا على التوفيق.يريد ان ان تقنعه المانيا رغم انها اقنعت حتى مدرب البرتغال، البرازيلي سكولاري.يا أخي، المهم هو رد الدين في موعده وليس اكثر من ذلك.ايطاليا بلغت ربع النهائي، والمانيا بلغت نصف النهائي، واثبت الفريقان علو كعبيهما. فماذا تريد اكثر يا راعي الشيشة؟لمَ تريدني أن أسلك طريق الدائري السادس لبلوغ منزلي في السالمية في الوقت الذي اميل فيه الى سلوك شارع الخليج لبلوغ مأربي؟المهم ان اصل الى المنزل.من هو بالاك؟ لا شيء. لم يفعل اي شيء امام البرتغال.نعم، لقد سرق الهدف الثالث في غفلة عن الحكم، ولكن ماذا فعل الارجنيتني دييغو مارادونا في ربع نهائي مونديال 1986؟لمَ تغاضَ الحكم عن الخطأ الذي اقترفه البرازيلي ريفالدو قبل ان يسدد كرته الشهيرة نحو المرمى الالماني فيصدها اوليفر كانّ قبل ان تعود الى رونالدو ليلكزها هدفا اول في نهائي مونديال 2002؟كيف منح ذاك الحكم المكسيكي سيئ الذكر ركلة جزاء مشكوك في صحتها للالمان في نهائي كأس العالم 1986 وسجل منها اندرياس بريمه هدف التتويج الالماني الثالث؟المهم يا أخي أن تصل، لا كيف تصل.والأهم ان تدع آذاننا تستريح، والاكثر أهمية ان «تشيّش» فحسب لأن مستوى تفكيرك «الكروي» يتناسب مع قرقعة نرجيلة تسمع ولا ترد، تسحب منها انفاسها ولا تموت، تبقى رهينة قبضتك الهشة قبل ان تخونك «متباهية» في قبضة آخر.• خسارة كرواتيا أضنت عشاق هذا المنتخب الرائع الذي كان يستحق ولوج نصف النهائي.كرواتيا أثبتت عشقها لكرة القدم من خلال جماهيرها، وحبها لـ«يورو 2008» من قبل لاعبيها، الا ان وصلها المفترض مع «المجد الاوروبي» لم يكتب له «التنفيذ»، فراحت «القبلة الكرواتية» ادراج الرياح، ولم تجد من يتلقف لهفتها للقب كان قريبا فابتعد، اختفى، مات. • بالإمكان التعليق على المقال في موقع جريدة «الراي» على الانترنت: www.alraimedia.com
سهيل الحويكSouheilh11@yahoo.com