المرونة أو الليونة في طبيعة تعاملك مع مجريات الحياة الخاصة بك كفرد تبقى في إطار الخصوصية وكل حر في تكوين طبعه وهو واقع يعتمد على ثقافة الفرد التي استوحاها من البيئة التي ترعرع فيها!إذا كان خليلك مصلحا فأنت «أوتوماتيكي» تتأثر به وتجد نفسك محاطا بسياج حوكمة صالحة وهذا ما يؤكده الحديث الشريف «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل».. وقس حقيقة هذا الحديث الشريف على ثقافة المجاميع لدينا!أمر في غاية الغرابة.. حين تجد البعض يسير خلف شعارات الإصلاح وهو لا يعلم باطن الأمور.. وقد يكون ذلك من باب ثقته المطلقة بمطلقي الشعارات قبلية كانت أم فئوية أم مذهبية وهو بلا شك سلوك خاطىء، وقد ترى البعض متمسكا بحالة السكوت تجاه حالة الإفساد ليس لأن السكوت من ذهب لكن لقناعة شخصية تكونت لديه فما هو فاعل إذا كان السواد الأعظم يقول لنا خلاف ما يفعل!المراد إن الكويت منذ العام 1985 وهي متمسكة بإسلوب المناورة السياسية منها والاجتماعية كل حسب ثقله لحظة ظهور أي مسألة خلافية خاصة في طريقة معالجة المتسببين في الفساد الذي تحول مع مرور أكثر من ثلاثة عقود إلى نهج اعتيادي مألوف!اتخاذ القرار الإصلاحي لا تفيد معه المرونة عندما تكون القضايا مرتبطة بهموم الشارع.. لأن المرونة تفقد الفرد الشعور بالأمان وهنا للاستدلال أذكر أن أحد المسؤولين اكتشف حالة تعدياً على المال العام ومثبتاً بكتاب رسمي فماذا تتوقعون منه؟قام هذا المسؤول برفع كتاب لوقف السرقة لدرجة إنه اكتشف إن مسؤولين كباراً بالجهاز التنفيذي على علم بها... حاول ووجد سداً منيعاً وفي الآخر «فنشوه» ولم يستفد من صندوق المسرحين وغيره الكثير بعضهم «فنش» وبعضهم اتبع طريق «الهون أبرك ما يكون»!المرونة في الإصلاح لا توقف القرار المطلوب اتخاذه عندما تصبح ملامح الفساد بينة... فالقرار الإصلاحي واجب اتخاذه!وأنا على المستوى الشخصي وحسب ما ذكره علماء الاجتماع والقيادة إن الوضع Attitude يحتاج إلى عمر جيل كي يصبح بالإمكان تعديله من إفساد إلى إصلاح من خلال استراتيجية عمل إصلاحية محددة أهدافها زمنيا!عندما نقول عمر جيل فنحن نعني ما بين 10- 30 عاما والأقرب 10 أعوام وهو في العادة يحتاج إلى رجال دولة من قياديين أصحاب رؤى مستقلة عادلة وبالتالي وفي ظل التركيبة القيادية لا أظنه ممكنا!الحل الوحيد الذي يوصلنا إلى فرض حالة الإصلاح ممكن الأخذ به عن طريق توفير كوكبة من المستشارين ممن يصدقون في قولهم ويمنحون النصيحة غير المعلبة... ووجودهم يحتاج إلى دعم من أصحاب القرار كي يتم تنفيذ توصياتهم بما فيها عزل القياديين ممن هم دون المستوى وإحالة كل فاسد إلى القضاء!لا تتركني لهوى نفسي... امنحني قانوناً يحترم.. احكم سلوكياتي وفق مسطرة حوكمة سليمة عادلة!مما تقدم? أرى أننا مقبلون على هفوة تلو أخرى.. ولن نتمكن من الرجوع الى الوراء لأن إسرافنا في المرونة في اتخاذ القرار الإصلاحي جعل السواد الأعظم من القائمين على شؤون البلد والعباد دون المستوى وأعني قياديا وأخلاقيا وهنا ومن منطلق المسؤولية الدينية والاجتماعية الصالحة نطلب الفزعة من الحكماء لعلهم يوقفون مسلسل المرونة بأسرع وقت ممكن وإن لم يتحرك الحكماء فلن تتأثر عجلات قطار الإفساد... والله المستعان!Twitter : @Terki_ALazmiterki.alazmi@gmail.com