| بيروت - من هيام بنوت |

الملحن زياد بطرس من بين الفنانين اللبنانيين القلائل الذين لا يخافون التعبير عن مواقفهم السياسية بجرأة ووضوح وصراحة بالغة، ومثله شقيقته الفنانة جوليا بطرس المعروفة بوطنيتها وايمانها بالقضايا العربية العادلة.زياد يعرف كيف ينتقل من التحدث في الفن الى التحدث في السياسة، ببراعة وطلاقة مطلقة، من دون ان يخيفه شيء او يردعه رادع.ووصف بطرس معظم المسؤولين بالجماعة الحرامية والكوميسيونجية ومن يصفونه بــ «الحربوق» في لبنان ليس في الواقع سوى مسؤول كبير.ونفى امكان حصول سلام بين لبنان واسرائيل، مؤكداً ان اسرائيل سترمى في البحر، وهي لن تستمر ولن يكون لها وجود، ومكانها ستعود فلسطين الحبيبة، واليهود سيكونون جزءاً من هذه الدولة، مشيراً الى انها باتت عاجزة عن القيام بحرب اقليمية، واذا حصلت حرب جديدة فلا بد وان تنكسر فيها مجدداً، مشيراً الى انها بعد هزيمتها في لبنان في العام 2000 و2006 تغيرت استراتيجيا المعركة معها، بعد ان تم اكتشاف نقطة ضعفها، المتمثلة في جيشها، وبعد هزيمة هذا الجيش تأثرت كل دولة اسرائيل وتفككت.وأوضح بطرس، انه مستعد لحمل السلاح ومحاربة اسرائيل، وهو لم يشارك في معارك ضدها لان المقاومة لم تكن بحاجة اليه ويعتقد انها الآن ليست بحاجة اليه ايضاً، مؤكداً انه يقاوم على طريقته.«الراي» التقت الملحن زياد بطرس في هذا الحوار، الذي تحدث خلاله عن عدد من الموضوعات السياسية:• ما رأيك بالتغييرات التي طرأت على برنامج «سوبر ستار» وهل ترى انها تخدم هذا النوع من البرامج؟- لا اعرف ما هي نظرة المسؤولين عن البرنامج في ما يتعلق بهذه التغييرات، وهم يجب ان يجيبوا على السؤال. نحن مطلوب منا التنفيذ فقط.• بصراحة، ألم تصب بــ «عقدة» بسبب كثرة الانتقادات التي توجه اليك كعضو لجنة تحكيم، حيث انك تتهم دائماً بالقسوة على المشاركين؟- هذا الامر لا يهمني اطلاقاً.• توجيه هذا السؤال اليك في شكل دائم، الا يسبب لك الازعاج؟- هذا السؤال اصبح مثل «شربة المياه» ونوعاً من الكليشيه، الكل يسأل السؤال نفسه.• ثمة اولويات اهم في البلد، من توجيه هذا السؤال اليك؟- كل الناس يقولون ان مع انتخاب رئيس الجمهورية، تتوقف الكهرباء عن الانقطاع والمياه تتحول الى انهار في البيوت، وتنخفض اسعار السلع، ويصبح ثمن صفيحة البنزين 2000 ليرة، هم يتوقعونه «مخلّصاً» سيأتي الى هذه الدنيا.• انت متشائم؟- لست ذلك، ولكنني ارى ان لا شيء في لبنان له معنى. كل شيء اسمه مسؤول في هذا البلد لا معنى له. كلهم جماعة حرامية «كوميسيونجية» يعملون في السمسرة، وهذا الشخص الذي يصفونه بــ «الحربوق» في لبنان هو ليس الا مسؤول كبير في بلدنا.• الى اين يمكن ان نصل بالبلد؟- عند نيللي مقدسي.• هل تتوقع سلاماً بين لبنان واسرائيل؟- الاوراق الموقعة لا معنى لها، سواء نصت او لم تنص على السلام مع اسرائيل. لا يوجد سلام مع الشيطان.• هل ترى ان لبنان يتحضر لخطوة مماثلة؟- نحن لا نتحضر لخطوة مماثلة، بل ان هذه الخطة رسمت منذ فترة طويلة، ما معنى اغراق البلد في الديون، وانتشار الفساد فيه وتركيع الناس؟ كل هذا يحصل بسبب «السلام المنتظر». يحصل السلام، يعفون لبنان من ديونه، لكن هذا لن يحصل ابداً.• ما موقفك من السلام مع اسرائيل؟- لن يحصل مثل هذا السلام.• وما هي توقعاتك؟- اسرائيل سترمى في البحر، لا اقصد ان الشعب الاسرائيلي سيرمى في البحر، ولكن دولة اسرائيل لن تستمر ولن يعود لها وجود، وسنعود الى فلسطين الحبيبة، والديانة اليهودية تكون جزءاً من هذه الدولة وأهلاً وسهلاً بالجميع. اسرائيل لن تتمكن من حكمنا بعد اليوم، كما كان الامر عليه في السابق. هي اليوم لم تعد تتحكم بنا.• تتوقع حرباً اقليمية؟- كلا، اسرائيل عاجزة عن ذلك.• واذا حصلت؟- سوف ينكسر الاسرائيليون مرة جديدة.• وهل تتوقع سلاماً بين سورية واسرائيل؟- كلا، المشكلة ان «بصلتنا محروقة» ونريد كل شيء بسرعة. مقاومة الشعوب لكي تحقق نتائج نحتاج الى صبر ومثابرة ولابد وان يتحقق الانتصار. قبل 20 عام كان يقال ان اسرائيل سوف تهزم، كان هذا الكلام يثير الاستهزاء، ولكن هزمت في العام 2000 وحصل الانسحاب من الجنوب وكان تعليقهم على هذا الامر «لو ان اسرائيل تريد البقاء في لبنان لكانت فعلت، ولكنها انسحبت لانها هي من يريد الانسحاب». وفي حرب يوليو منيت اسرائيل بهزيمة كبرى، وهذا ما جعل الجميع يفهمون ان استراتيجية المعركة بيننا وبين اسرائيل تغيرت، بعد ان اكتشفنا نقطة ضعفها و«ضربناها». نقطة ضعف اسرائيل تكمن في جيشها، وعندما تلقى هذا الجيش ضربة قوية، تأثرت كل دولة اسرائيل. اسرائيل تلقت الكلمة الاولى، واذا كانت مستعدة للكلمة الثانية فأهلاً بها.• هل انت مستعد لحمل السلاح ومحاربة اسرائيل؟- من دون ادنى شك.• هل سبق ان شاركت في حرب ضد اسرائيل؟- كلا، لانهم لم يكونوا بحاجة اليّ، وأعتقد انهم الآن ايضاً ليسوا بحاجة اليّ. انا اقوم بعملي وأواجه بطريقتي الخاصة. كل انسان يقاوم بطريقته.• هل ترى ان الشعوب العربية يمكن ان «تتحرر» مع الوقت، او انها ستبقى ممنوعة من قبل الانظمة؟- لا يمكن ان اتحدث عن الشعب العربي لانني لا اشعر انني عربي.• وبم تشعر؟- اشعر انني مقاوم.• مقاوم عربي؟- بل مقاوم لبناني.• بأي معنى، لا تشعر انك عربي؟- الا يستقبلون الكندي في الدول العربية ويفرشون له السجاد، في حين انني كعربي اتعرض للذل في المطارات العربية؟ اما اذا تقدمت لطلب تأشيرة دخول الى اي بلد عربي عليّ الانتظار اسبوعين كاملين الى حين الانتهاء من دراسة وضعي.• برأيك ما هو الحل؟- لا حل للمشكلة اللبنانية، لان هناك أناساً في لبنان خيارهم هو اسرائيل.  • هل ترى ان ابعاد هؤلاء عن السياسة يحل المشكلة؟- كلا، لان هؤلاء توجد وراءهم جماهير، بصرف النظر عما اذا كانت اقلية او اكثرية، وهؤلاء لا يمكن الغاؤهم، لمجرد انهم لا يتوافقون مع رأينا. اتمنى من الله ان يساعدهم لمعرفة عدوّهم وصديقهم، ومقولة ان من يكون ضد اسرائيل هو مع جهة اخرى لم تعد مقبولة، اذ بامكان ان يكون احدنا ضد اسرائيل في صراعه الوجودي، وضد السوري في الشواذات التي ارتكبها في لبنان، ولكن السوري ليس عدونا التاريخي، بل هو اخونا ومعظم اللبنانيين صاهروا سوريين وبالعكس. اذا كنت ضد اسرائيل فهذا لا يعني انني اصبحت سورياً، لانني لم ولن اكن كذلك في يوم من الايام. انا لبناني «على راس السطح».• شقيقتك جوليا هل تحمل افكارك وتوجهاتك نفسها؟- لا اعرف.