خيّم الهدوء الحذر أمس على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا غداة التوتر الشديد الذي شهده مع محاولة اغتيال المسؤول عن «جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية» (الاحباش) الشيخ عرسان سليمان في عملية جاءت لتصب الزيت على «نار» الغليان الذي عاشه أكبر مخيمات لبنان خلال تشييع قائد كتائب «العودة» أحمد رشيد (المنشق عن «فتح» والمحسوب على القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان) واشقاؤه رشيد وخالد اضافة الى حسن مشعل الذين كانوا قتلوا في المعارك التي دارت قبل اربعة ايام في مخيم المية ومية المجاور مع مجموعة «أنصار الله» (القريبة من «حزب الله») بقيادة جمال سليمان.وقد تعرّض مسؤول جمعية «الأحباش» لمحاولة الاغتيال مساء الاربعاء قرب محل الشايب في الشارع الفوقاني لمخيم عين الحلوة وذلك بإطلاق النار عليه أثناء تأديته واجب العزاء فأصيب في رأسه إصابة بليغة، وتم نقله إلى «مستشفى حمود» في صيدا حيث يرقد في قسم «العناية الفائقة» وحالته حرجة جداً.ورأت دوائر مراقبة ان أن ما يجرى في حين الحلوة هو في اطار محاولة اجهاض «المبادرة الفلسطينية» التي كانت وقّعت عليها القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية لتنظيم العلاقات اللبنانية - الفلسطينية وتحييد المخيمات عن الأزمة السورية، في حين لم تستبعد اوساط اخرى ان يكون مسلسل التوتير و«التصفيات» في سياق مخطط لتفكيك صواعق تفجير موقوتة يمكن ان تجرّ المخيمات الى قلب الصراع في سورية وتضعها على تماس مباشر مع الصراع اللبناني - اللبناني.