لقد كان نواب المجالس النيابية «الصدجية» يدخلون قاعة عبد الله السالم حاملين ملفاتهم وأوراقهم فقط، ولم يكن يُفتقد النصاب إلا قليلاً ويدور نقاشهم وحديثهم في القضايا المدرجة على جدول الأعمال، وعند الاختلاف على قضية يتم التصويت بأخذ رأي النواب فيها، وغالباً ما تكون النتيجة متقاربة ولكنها لصالح رأي النواب، ولم نكن نرى فيها الصراع والخلاف بين النواب أنفسهم.واليوم وفي مجلس «الرأي رأيك يا سمو الرئيس والشور شورك يا بو صباح» نوافق، نمدد، نؤجل، نجد النواب يدخلون قاعة الجلسة كأنهم داخلون طائرة لكثرة ما يحملون بأيديهم، ويضيع وقت الجلسة في جدال عقيم أو فقدان للنصاب، الذي أصبح ظاهرة في الآونة الأخيرة، وعادة ما تكون نتيجة التصويت (يالله من فضلك).الحضور الخمسون، الموافقون 45، المعارضون 4، وواحد ممتنع، وفي اليوم التالي تكون الأخبار المهمة في الجلسة وصور الصفحات الأولى لطلعات النواب، طائرة فيصل الدويسان التجسسية، وتلفون محمد العبد الله الجديد، وفي جلسة الحالة المالية للدولة التي تحولت إلى سرية لم يشد انتباه الصحافة والقنوات الفضائية إلا «نباطة» النائبة صفاء الهاشم، التي أخشى وبأسلوبها الفريد أن تقنع لجنة الداخلية والدفاع في البرلمان بشراء كميات كبيرة منها لتوزع على القوات الخاصة لتفريق المتظاهرين، فقد جربها العديد من النواب وأبدوا إعجاباً بها كما ظهر في الصور.أما الشيء الآخر الملفت للنظر فقد كان كاميرا أنس الصالح وزير المالية، الذي تفوق على المصورين المحترفين بتصوير وجوه النواب بعد أن بهرهم بردوده في الجلسة السرية، وأتمنى أن يقنع الصالح اللجنة المالية في البرلمان بشراء كل الموجود منها في السوق وتوزيعها على المواطنين مع البطاقة التموينية حتى يصوروا ما يشتهون مما لا تقدر على إعطائهم إياه الحكومة، مثل المساكن المريحة والشاليهات على البحر، وقسائم الإنتاج الغذائي المتنوعة التي تحولت وبقدرة قادر إلى أماكن للترفيه والتسلية للمحظوظين من القوم، ووضع هذه الصور أمام أعينهم لعل وعسى تتحقق هذه الأحلام في القرن المقبل لأحفادهم.