كشف مدير عام المركز الوطني لتطوير التعليم الدكتور رضا الخياط، عن حرب خفية تشنها بعض المؤسسات التعليمية الأخرى على وزارة التربية، وصراع دائر ومحاولات لإفشال دور المركز الوطني والطعن فيه.واستنكر الخياط خلال حلقة نقاشية نظمتها الجمعية الاقتصادية الكويتية مساء أمس الأول، تحت عنوان «البرنامج الاستراتيجي لتطوير التعليم في المركز الوطني»، الاتهامات التي توجه الى الوزارة في أن مخرجاتها متدنية المستوى في ما بالمقابل نجد كذلك مخرجات هذه المؤسسات دون المستوى المطلوب، مؤكداً أن التعاون بين وزارة التربية ومؤسسات التعليم الأخرى في الجامعة والتطبيقي ممكن أن يحقق قفزات أفضل في مستوى المخرجات بدلا من الضرب والجدل والصراع الدائر.وأوضح الخياط أن الدورة المستندية في الأجهزة الحكومية غريبة جدا اذ يتجاوز انجاز اجراءاتها عاما كاملا من المراسلات، وقال ان هناك خللا في ثقافة العمل في الجهاز الحكومي التي تعاني من سلبيات تتجاوز الـ70 في المئة مؤكداً وجود غالبية ساحقة من موظفي الأجهزة الحكومية الذين يتفاخرون بأنهم يأخذون رواتبهم كاملة دون أن يعملوا في مؤسستهم الحكومية التي تكون دائما ما تجزل الثواب دون عقاب للتسيب الوظيفي.وذكر الخياط أن المركز الوطني لتطوير التعليم يواجه العديد من التحديات والتي من أهمها نقص الكوادر المالية لاستقطاب العقول المتخصصة واللازمة لإنشاء وتشييد مؤسسة وطنية لتطوير التعليم، مبيناً ان ذلك لا يتم من خلال رواتب زهيدة خصوصا اذا ما اردنا ان نستعين بخدمات متخصصين من الجامعة تكون رواتبهم تتجاوز 3 آلاف دينار ومستويات رواتب العاملين بالمركز لا تتجاوز 1200 دينار لاسيما وان المركز دون كادراً رغم اننا نستحق قبل اي مجال آخر، فخلق عقول للمركز يحتاج كادر وهي صعوبة نواجهها مع ديوان الخدمة المدنية لإقرار الكادر للمركز الوطني لتطوير التعليم.واضاف الخياط ان متخذ القرار التربوي يعتمد على دراسات انطباعية وطبيعة عمل المركز الوطني تركز على بناء معلومات علمية تستوجب من متخذي القرار الاستعانة بها لاسيما وان هذه المعلومات التي نعمل فيها تخص تطوير ثلاث خدمات تعليمية تتمحور حول المناهج وتنمية المعلم والقياس والتقويم.وأكد أن المركز الوطني جهاز مستقل عن وزارة التربية له مجلس أمناء يترأسه وزير التربية وزير التعليم العالي احمد المليفي مشيرا الى انهم يعملون على توطين الكفاءات الوطنية المتخصصة للعمل في المركز الوطني وانشاء شبكات استراتيجية مع المعنيين في وزارة التربية على المستويين المحلي والعالمي.ولفت الخياط الى أن وزارة التربية مطلوب منها ان تعنى بدرجة تعلم الطالب، والانتقال من نظام تعليمي معني بصحة الاجراءات الى نظام تعليمي اكثر شمولية وعناية في تعليم الطلبة وتطوير عملية التعليم بصورة مستمرة، ليس لها نقطة نهاية، لاسيما واننا نعمل في هندسة وعقل الانسان لخدمة المجتمع وذلك التطوير بالتأكيد يستغرق وقتا.وبين ان «وزارة التربية قبل اربع سنوات كانت استجابتها لعمل القياس والتقويم ليست بالمستوى المطلوب، خصوصا حينما تجد مركزاً جديداً يسعى لتقييم اداء عملها»، منوها الى «اهمية اعادة هيكلة مؤسسات التعليم فوزارة التربية تقدم خدمات تعليمية وتقوم بتقييم ادائها لهذه الخدمات وهو ما يتعارض مع مبادئ الحوكمة، وحاليا نسعى الى تغيير هذه الآلية من خلال ثلاث جهات تعمل لتطوير التعليم، فالمجلس الأعلى للتعليم يضع السياسات التربوية ووزارة التربية تنفذ والمركز الوطني يقيم وذلك في اطار صنع نظام للحوكمة بصورة افضل.وأشار الى ان «البرنامج المتكامل لتطوير التعليم يسعى الى صنع شراكة مع وزارة التربية، في تطوير واصلاح التعليم من خلال ستة مشاريع نحاول من خلالها معالجة الخلل والمشاكل، فالبرنامج يقوم بتقديم جرعة لقلب النظام التعليمي، عبر تطوير المناهج وبناء المعايير وتطوير الادارة المدرسية ورخصة المعلم ومشروع ميزة الوطني ومسابقات تيميز وبيرلز والتميز المدرسي والاختبارات الوطنية».وقال الخياط ان «مشروع رخصة المعلم سيبدأ تطبيقه مطلع 2015، عبر مدخلين تطويري ومحاسبي كأساس لتطوير اداء المعلم الذي يحتاج بعد تخرجه الى رخصة يتم تجديدها من 3 الى 5 سنوات، مضيفا ان هناك فرقاً لإدخال متخصصين لتقييم المدارس وجودتها تربويا، والاختبارات الوطنية تقوم باختبار قدرات الطلبة وهناك لجنة من الجامعه والتربية لوضع نظام للاختبارات الوطنية، الا ان النتائج وثمرات كل هذه البرامج لن تؤتى الا نهاية 2018- 2019.واسترسل الخياط قائلا «التعليم المبكر في الكويت غير ناضج وليس متكاملاً مبينا ان الحضانات تتبع وزارة الشؤون ورياض الاطفال تتبع التربية دون وجود تنسيق بينهما او تكامل، ويمكن لاي شخص ان يحصل على ترخيص حضانة دون رخصة من وزارة التربية او اشراف لها على عمل هذه الحضانات».وأضاف «تم تشكيل لجنة عليا لتطوير الحضانات وهم بصدد وضع وثيقة للتعليم المبكر خلال شهرين لاعتمادها من وزارة التربية وصدر قرار وزاري بانشاء ادارة للتعليم المبكر للمرة الأولى في الكويت».وألمح الخياط الى ان «التربية» تعمل على «اعداد مناهج المرحلة الابتدائية الجديدة التي ستطبق العام الدراسي المقبل، فيما يجرى اعداد معايير المعلم اضافة لتدشين تنفيذ مشروع الادارات المدرسية في سبتمبر الماضي تمهيدا لتطبيقه في كل المدارس بعد تقييم التجربة».
محليات
كشف عن صراع دائر ومحاولات لإفشال دور المركز الوطني لتطوير التعليم
الخياط: حرب على «التربية» تشنها بعض المؤسسات التعليمية
رضا الخياط
11:52 ص