يبدو أن الكلام الصريح مزعج لأننا ببساطة تركنا الأسماء وأعني اسم العائلة هو الدافع Motive لقبول الرأي الآخر من عدمه!صحيح أن ظهور النفط غير المعادلة في الأيام الأولى حتى ظهر لنا الدستور الذي حقق المشاركة في اتخاذ القرار وتوزيع الثروة!نتكلم باستحياء.. نعم باستحياء لأن نوابنا في مناطقنا المنسية همهم الزيادة واطلاق اسم على شارع وتركوا الأهم!يتوسطون ويضغطون ليس لمنح الكفاءة منصبا قياديا «وهو حق مشروع» بل لشخص من «ربعهم» وإن كانت شهادته « ثانوي ونازل»... ويحق لنا هنا وفي هذا المقال بعد عقود من توزيع «الكراسي» أن نشعر بخيبة أمل!قطاع خاص ومراكز حساسة لا تطبق بها قواعد حسن الاختيار... هذا ليس قولي إطلاقا إنه إحدى نتائج بحث الدكتوراه ولأننا درسنا وبحثنا في علم القيادة وتحديدا القيادة الأخلاقية لا نجد سببا مقنعا في عدم تطرقنا إلى جانب تجاهل الكفاءات من أسماء لا تجد لعائلتها ثقلا سياسيا أو اجتماعيا... إنهم منسيون بالضبط، كما هو الحاصل في مناطق تفتقر إلى أبسط الخدمات لدرجة أنك لدى دخولك إلى إحدى الجمعيات فيها تستطيع أن تميز الفرق بينها وبين المناطق الداخلية!يقولون لا فرق بين داخلية وخارجية... صحيح من جانب ديموقراطية بلا مبادئ وهي ما شدد عليها أحد الزملاء المختصين في دراسات علم الاجتماع بـــ Principles No... صحيح إن المبادئ تطبق على المشتهى حسب مستوى الارتياح والحاجة!أول سؤال يطرح هو «من ولده»... من هو يمثل من؟... عند اختيار مرشح لمنصب قيادي وفي القطاع الخاص الممارسة ذاتها وبتطبيق مكشوف!تركنا عباءة «الحياء»... وأخذنا بالشفافية لأن الكفاءة لا عائلة لها فهي علم ومعرفة وخبرة لا تجلبها لك العائلة... بل إن الفرد هو من يصنعها من خلال مجهود فردي!نقولها بعد متابعة حالات فساد لا حصر لها: لماذا؟.. لأن المنصب القيادي منح لمن لا يستحق سواء من ناحية الكفاءة والمعايير السليمة في الاختيار أو من جهة معيار النزاهة والرشد اللذين يعتبران من أهم الخصال التي يجب أن تتوافر في المرشح لمنصب قيادي!يقول صاحبي وفي حرقة... «إنهم مطية»... يتبعون ولا يتبعون؟وزد على ذلك إننا بين الفينة والآخرى نسمع عن العدل والمساواة اللذين نص عليهما مواد الدستور الكويتي لكن عندما تكون المفاضلة بين قطع القماش تختلف النظرة فقد يعجبك الثوب لكن ليس بالضرورة أن يكون تحت ذلك الثوب «رجلا» وأعني رجلا قياديا!مبادئ ديموقراطية سليمة... على الواقع «لا مبادئ» كما يصف محدثي!نقاش طويل... اتضح من مضمونه أن ما قيل لي من قياديين معمول به على نطاق أوسع!لذلك.. إن كنت مازلت تأمل بقيادة تحويلية في ظل منهج اختيار القياديين الحالي فأنت ببساطة: تحلم!وعلى ذلك أدلة... أسهلها مراجعة أسماء القياديين في المؤسسات الحكومية وطبعا القطاع الخاص «مفروغ منه»... وحينئذ ستشعر بنبض سريع أعلى رأسك من هول ما تراه وهو مؤشر لارتفاع الضغط لديك!إننا نعيش في عالم ثانٍ... أقسم بالله إننا نعيش في عالم ثانٍ وإن كان يعج بالكفاءات المنسية يبقى خارج خريطة الاختيار الأمثل ولن تقوم لنا قائمة من دون إصلاح لمفهوم أحبتنا حول تنصيب القياديين ولنترك الاختيار مبنيا على الكفاءة بعيدا عن اسم العائلة ولتكن الحوكمة هي التي تحدد ذلك... والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter : @Terki_ALazmi
مقالات
د. تركي العازمي / وجع الحروف
ديموقراطية... Principles No!
06:28 ص