تَقاسَم المشهد اللبناني امس عنوان الخطة الأمنية الحازمة التي تحظى بغطاء جامع وغير مسبوق والتي بدأ تطبيقها في طرابلس والبقاع الشمالي، والواقع السياسي المحتقن الذي ظهّرته جلسة مجلس الوزراء (مساء الاثنين)، وهما العنوانان اللذان عكسا رغبة في سكب «مياه باردة» على الوضع الامني وإطفاء بؤر الوتر وفي الوقت نفسه احتدام «الكباش» حول استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية الذي دخلت البلاد مداره منذ 25 مارس الماضي.وتقاطعت القراءات امس عند اعتبار «الهزة العنيفة» الاولى لحكومة الرئيس تمام سلام انعكاساً لاشتداد الخلاف الناشب بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان و«حزب الله» والذي شهد في الساعات الاخيرة تطورات حادة للغاية بعد انعقاد جولة جديدة للحوار في قصر بعبدا قاطعها «حزب الله» الذي حاكى بخطوته سليمان و«الرئيس المقبل» بأن موضوع سلاحه وانخراطه في الحرب السورية «خط احمر».وبحسب اوساط متابعة، فان المبارزة الكلامية والسياسية بين سليمان و«حزب الله» بلغت درجة غير مسبوقة من الحدة على اثر ابراز الرئيس اللبناني تسجيلا صوتيا في جلسة الحوار يثبت موافقة جميع الاطراف بمن فيهم «حزب الله» على «اعلان بعبدا» قبل سنتين مبرّراً خطوته تجاه الرئيس نبيه بري بأن «ثمة من يقول لنا ان اعلان بعبدا لم يناقش ويدعونا الى ان نغليه ونشرب زومه»، ومؤكداً بذلك وضمناً انتهاك الحزب لهذا الاعلان بتورطه في القتال في سورية.وتبعاً لذلك أجمعت المعطيات على ان «حزب الله» تعمّد الرد ضمناً على تصرف سليمان بعرقلة موضوع التعيينات الامنية التي كانت مدرجة على جدول اعمال مجلس الوزراء الامر الذي فتح باب المخاوف لدى الكثير من الجهات المشاركة في الحكومة من ان يكون ما حصل في الجلسة الحكومية الاخيرة نذير صفحة تصعيدية لن تكون الحكومة معها قادرة بسهولة على مواجهة تحدياتها المتراكمة.وقالت مصادر وزارية من الفريق الوسطي امس لـ «الراي» ان الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء التي اتفق على عقدها اليوم ستظهر مدى القدرة على الفصل بين مناخ المواجهة بين رئيس الجمهورية والحزب والذي اخاف الافرقاء الاخرين من ان يؤدي الى شل الانتاجية الحكومية بعدما عمد الحزب بشكل غير متوقع الى نقل المواجهة الى مجلس الوزراء.واشارت الى ان المساعي نشطت امس على هامش الجلسات التشريعية التي بدأها مجلس النواب وتستمر لثلاثة ايام لاقرار نحو 70 مشروعاً وقانوناً متراكماً من اجل تحييد العمل الحكومي عن التصعيد السياسي خصوصاً ان ثمة من يخشى ايضاً ان يكون لهذا التصعيد مزيد من التعقيدات على الاستحقاق الرئاسي.
خارجيات
الاستحقاق الرئاسي «الملعب الخلفي» لشدّ الحبال المتصاعد
خلاف سليمان - «حزب الله» يهزّ حكومة سلام
09:07 م