من المنتظر أن يكون مجلس الأمة قد ناقش في جلسته يوم أمس مقترحات لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والبرلمانية بشأن زيادة علاوة الأولاد، وفقا لما أشار إليه رئيس اللجنة النائب فيصل الشايع في تصريحاته بداية الأسبوع الجاري. وعلى الرغم من أن ساعة كتابة هذا المقال جاءت قبل موعد الجلسة، إلا أنني وجدت أنه من الضرورة أن أطرح بعض الرؤى والأفكار حول الاقتراحات المتوقعة.فمن ناحية المبدأ، فإن هذا الموضوع وغيره من المقترحات المتعلقة بالزيادات والعلاوات والمنح أضحى ملازما مع كل مجلس تعيشه الحياة البرلمانية في الكويت، وفي معظم الأحيان لا يأتي عن دراسة متأنية وتلبية لحاجة ملحة. الشاهد، أن ما لاحظناه أن هذه المساعي تهدف في الغالب إلى دغدغة مشاعر المواطنين وتحقيق المكاسب الانتخابية، بل ان معظم الزيادات والعلاوات التي شهدناها خلال العشر سنوات الماضية والتي بلغت خمس مرات كانت نتيجة لصفقات حكومية - برلمانية أو بسبب الرغبة في تخفيف الضغط الشعبي في قضايا ليست ذات علاقة وغيرها من الأسباب.المدهش في الموضوع، أن المقترحات التي تطرق لها النائب فيصل الشايع لا تلبي الحاجة وتتواكب مع النمو المضطرد في الأسعار وتكاليف المعيشة، فأفضل مقترح هو ذلك الذي تقدم به النائب صالح عاشور القاضي بمنح مبلغ 25 دينارا لكل طفل وبحد أقصى خمسة أطفال، فهل مبلغ 25 دينارا كافٍ ويحقق الغرض من زيادة هذه العلاوة!ما الحل؟ من المعروف أن استثمار هذه المبالغ التي يمكن أن تنفق إذا أقرت هذه الزيادة هو الحل الأمثل. وعليه، لماذا لا تقوم الحكومة بتقدير تكلفة هذه الزيادة وأن يقابلها مشاريع في المستقبل القريب والبعيد لتخدم شريحة الأطفال وأولياء أمورهم بدلا من أن يستمر مسلسل الإنفاق وصرف الأموال الطائلة بلا جدوى، لنضرب عصفورين بحجر؟لماذا لا تفكر الحكومة مثلا في إنشاء مراكز طبية متخصصة في علاج الأطفال؟ ولماذا لا تقدم الحكومة مزيدا من الدعم للمواد والمنتجات الخاصة بالطفل؟ لماذا لا تتبنى الدولة فكرة إنشاء مراكز ثقافية وتعليمية تساهم في بناء الطفل وتهيئته لبناء المستقبل الذي يريده؟ ولماذا لا تقوم الدولة بالاستثمار في القطاع التعليمي وتحسين مستوى المناهج وصقل مواهب المدرسين لمساعدتهم في تربية الأبناء؟ لماذا لا تزيد الدولة عدد المنح الدراسية للابتعاث؟ ولماذا لا تقوم الدولة ببناء جامعات ومعاهد جديدة تستوعب الكم المتوقع من مخرجات الثانوية العامة؟ ولماذا لا تقوم الدولة ببناء مشاريع ترفيهية وخدمية تختص بالطفل لقضاء أوقات فراغهم بما هو مفيد؟فالقائمة تطول، والنواقص تتزايد مع مرور الوقت ويا ليت أن يعي صاحب القرار أن هناك أمورا أهم بكثير من زيادة رواتب وعلاوات الموظفين. بحسبة بسيطة فقط، نجد أن ما يمكن أن يتحقق لو أنجزت هذه المشاريع أفضل بكثير من الزيادة المقترحة وذلك لكل من المواطن والدولة! واقع الحال يقول وهو كذلك، أن الحكومة الحالية وما سبقها من حكومات لا تعي ذلك، وعليه الحصول على تلك العلاوات والزيادات أفضل من لا شيء، وهذا ما هو صحيح بكل أسف!boadeeb@yahoo.com