تلميذان أجبرا على خلع حذاءيهما ليتلقيا «فلقة» بعصا غليظة على أقدامهما وأماكن اخرى من جسديهما وسط حال رعب لدى التلميذين وبكائهما جراء ألمهما من ضرب «الأستاذ» الذي اختار عوضاً عن أن يعلّمهما دروسهما ان «يعلّم على جلدهما».مشهد من «العنف المدرسي» شق طريقه الى الواقع اللبناني الذي كان مشغولاً بملف العنف المنزلي الذي يحصد شهرياً امرأة تُقتل نتيجة الضرب حتى الموت او إطلاق النار بالرصاص (كما حصل مع رقية منذر التي نشرت «الراي» قصتها اول من امس) او بدس السمّ او بتحطيم الجمجمة بـ «طنجرة الضغط».وشكّل فيديو «الأستاذ الوحش» الذي التقطه احد التلاميذ ويظهر فيه «المعلّم» وهو «يتلذذ» بضرب الطفلين في مشهد اقرب الى «السادية» مرفقاً بأقذع عبارات الشتم والاهانة، مادة «غزت» مواقع التواصل الاجتماعي قبل ان تتلقف الشريط محطات التلفزة لتندفع مواقف التنديد وتبدأ تحركات على مستويين:* الاول المدرسة التي حصلت فيها الحادثة وهي «المقاصد» في الجنوب (ضيعة العرب - النبطية) والتي اقفلت امس استنكاراً لتصرف الاستاذ بعد أن أعلنت جمعية المقاصد صرفه واتخاذ صفة الادعاء الشخصي في حقه.وكانت جمعية «المقاصد» اصدرت بياناً اعلنت فيه انه «بعدما تناولت وسائل التواصل الاجتماعي فيلما مصورا يظهر أحد معلمي مدرسة مقاصدية في محافظة الجنوب، تبلغ رئيس الجمعية والمشرف على ادارة الشؤون التربوية في الجمعية بالأمر، وعقدا اجتماعا سريعا بحضورهما والمسؤولين التربويين والنقابيين والقانونيين في الجمعية، للاطلاع على مضمون الفيديو، وآلمهم منظر تلامذتنا المقاصديين وهم يضربون على أرجلهم، وقرروا بنتيجة الاجتماع اقفال مدرسة المقاصد الأربعاء استنكاراً لتصرف المعلم المقاصدي بحق تلامذته وصرف المعلم من الخدمة استنادا لأحكام المادة 26 من قانون 16 يونيو 1956 واتخاذ صفة الادعاء الشخصي بحق المعلم الذي أساء لكرامة التلامذة المقاصديين، وقيام رئيس الجمعية على رأس وفد تربوي ونقابي وقانوني بزيارة المدرسة لمتابعة التحقيق».* وزارة التربية اللبنانية التي اعلن وزيرها الياس ابو صعب العمل لفصل الاستاذ وكي لا يتولى اي مهمة تربوية اخرى، قائلاً انه «لا يحق لأحد ان يتجرأ في العصر الذي نعيشه وان يتعامل بهذا الشكل العنيف مع الطلاب. نحن كنا نتحدث عن العنف الأسري لكن المفاجأة اليوم أن شخصا يفترض ان يكون مربيا يتعاطى مع طلابه بهذا الشكل. نحن سنتخذ الاجراءات القصوى بحق المدرس والمدرسة التي هي مدرسة خاصة وليست حكومية وانا شخصيا سأطلب اكثر مما يسمح لي القانون من اجل معاقبة هذا المدرس اما عن طريق التمني او الضغط. الا اننا لن نسمح لهذا الشخص ان يستمر في المكان الموجود فيه ولا سيما بعد الفيديو الذي شاهدناه والذي لا يرضى احد ان يحصل في مدرسة في لبنان تشرف عليها وزارة التربية».واضاف ابو صعب: «خلال ايام سنكشف عن الاجراءات التي سنتخذها ولكن اريد ان اذهب الى ابعد مما يسمح لي القانون في اتخاذ التدابير من اجل معاقبة هذا الشخص الذي ارتكب هذه الجريمة بحق الاطفال».وفي المقابل برزت مفارقة تنفيذ عدد من اهالي ضيعة العرب عند مدخل مدرسة المقاصد اعتصاماً احتجاجا على طرد الاستاذ (موسى ضاهر) الذي اتهم بضرب تلاميذه وتعنيفهم. وأكد هؤلاء تأييدهم لهذه الطريقة في تأديب الاولاد.