في فبراير الماضي نشر خبر «المبارك يبدأ بنفسه ويخفض مصاريف ديوانه».. خبر جميل نود أن نربطه بمفهوم خفض التكاليف المعروف بــ Reduction Cost على النحو التالي: يستطيع كل منا خفض مصروفاته بطريقة تناسب تغطية احتياجاته الرئيسية وفق حسبة لا تؤثر سلبا على النمط المعيشي في ما يخص مستلزمات الحياة اليومية، لكن بالنسبة للقطاع الحكومي فالأمر مختلف كما ونوعا، ولا يمكن خفض المصاريف بالطريقة التي يراها المطلعون على طبيعة أعمال مؤسسات الدولة!وللبدء بالبحث في منهج خفض المصاريف? يفترض من سمو رئيس مجلس الوزراء تشكيل فريق للبحث وفحص الميزانية العامة للدولة فعلى سبيل المثال: مشاريع وزارة الأشغال ترتفع تكلفتها من عشرات الملايين إلى مئات الملايين ولا رقيب ? جامعة الكويت في الشويخ تبني شبرات «كيربي» بدون أدنى مساءلة من قبل وزير التربية والتعليم العالي... أين هم من بناء أبراج أو على الأقل مبانٍ من دورين بالامكان الانتهاء منها في 6- 9 أشهر وهي رغم إنها «كيربي» تجدها تتأخر أشهرا وسنوات!شوارعنا وتوسعتها تجد مشاريعها «عامل» فوق و«شوية» عمال في طرف المشروع!.. والقدرة على فهم الاحتياج الحالي والمستقبلي غير متوافرة!نحن كما يرى الشارع الكويتي نعاني من «فسفسة فلوس» والشاطر من يستطيع القفز بربحه من المليون إلى عشرة... أو مئة و«أنت ماشي» بينما الحال تبقى على ما هي عليه لا تتجاوز التنظير منهجا وقلة «الدبرة» عند الربط بالواقع الفعلي!سمو الرئيس حفظك الله ورعاك... تعلم بأننا في بلد مساحته صغيرة جدا ومن السهل جدا تحويله إلى واحة من نعيم لو إننا اخترنا قيادات نزيهة تعمل بمسطرة أخلاقية وتتخذ قراراتها من مرجعية إستراتيجية يضعها القيادي الفذ، لكن أين القيادي «الصح» من المشاهد التي نعيش السيناريوات الخاصة بها!نفس سيناريو «اللهط» يختلف المخرج ويختلف الأبطال لكن «الحبكة» لم تتغير!إن كنا نريد خفض المصاريف، فعلينا التفكير مليا في مستوى قياديينا وإن كنا لا نستطيع تغييرهم فعلى الأقل نحضر من يعيننا على فهم «تطاير» مئات الملايين وتأخر تنفيذ المشاريع!ولنقل إن هذه إمكانيات «أحبتنا» ولهذا تتأخر المشاريع... إذاً، فلنحضر شركات عالمية هي ومعداتها للكويت لتنفيذ المشاريع العالقة منذ سنوات و«علينا الشحن» ولتكن مباني «الكيربي» لهم في منطقة بعيدة لحين انتهائهم من تنفيذ المشاريع في عدة أشهر بدلا من بناء «الكيربي» لطلبتنا وموظفي مؤسساتنا!لم نتطرق لمشاريع معينة... ولم نتحدث عن «الكويتية» ولم نبحث في قرارات وزارة التربية والتعليم ولم نعرج إلى أحلام وزارة الصحة و«بعثرة» الاستثمارات... فقط تطرقنا إلى المشاريع التي أزعجتنا من قفزات تكلفتها المالية وبطء تنفيذها الذي أزعج المواطن والمقيم!يا سمو الرئيس... الحل سهل جدا جدا جدا لكن التطبيق صعب لأسباب ليست بخافية على الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب حيث الدواوين قد فتحت المجال للتعلم بطريقة أفضل من مدارسنا التي ينهي طالب الإبتدائي مرحلتها وهو لا يجيد كتابة اسمه!لأننا نحب «فلان» نرشحه للمنصب القيادي ولأننا نقدر مجموعة مرشح أو نفوذ مرشح آخر نقوم برفع اسمه مرشحا لمنصب قيادي وفي المقابل نحصد الخطأ تلو الآخر ونعيش مسلسل «بعثرة» الملايين وتأخر المشاريع ولا خطة زمنية قصيرة المدى للتنفيذ ولا تكلفة مقبولة والسبب واحد!أعيدوا خطة عمل اختيار القياديين... حاسبوا المقصرين ليكونوا عبرة ومن ثم «هاتوا» معايير سليمة لاختيار القياديين وستوفرون مليارات الملايين وستلاحظون التميز في تنفيذ مختلف المشاريع وخلاف ذلك لن نستطيع توفير دينار واحد ولن نتمكن من تنفيذ مشروع في زمن قياسي.. والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter : @Terki_ALazmi
مقالات
د. تركي العازمي / وجع الحروف
سمو الرئيس والتوفير المنطقي?!
06:30 ص