توسّع نطاق قضايا العنف ضد النساء بعدما بلغ ذروته في التظاهرة الحاشدة للنساء في يوم عيد المرأة العالمي ببيروت والصدى المدوّي لها في الأوساط البرلمانية والسياسية المختلفة، عبر التوقيع على عرائض وإعلان مواقف مؤيدة لإقرار القانون في المجلس النيابي.المخرجة لارا قانصو اشتغلت على الموضوع من ناحية ميدانية من خلال عرض مسرحية «عرس زهوة» على خشبة مسرح مونو، فما دامت المرأة اليوم تجهر بما تتعرض له من أذى بعض الرجال لماذا لا تكثر الحالات المرويّة بما يؤمن ضغطاً إيجابياً يدفع في اتجاه إقرار القانون، لذا نبشت من الماضي غير البعيد قصة صديقتها المغدورة قبل عشرين عاماً زهوة التي قتلتها عائلتها لأنها أحبت شاباً وتحدّت رفضهم له بأن ذهبت معه «خطيفة»، فدفعت الثمن حياتها، بينما كل مشكلتها أنها أحبت شاباً بعينه لم يقبلوا به زوجاً لها.«عشرون عاماً والقصة بكل ميلودراميتها لم تغادر ذهني ولا لحظة على مدى عشرين عاماً يوم كنت وإياها في العشرين، بدت الصورة وكأنها تعاتبني على تكاسلي في عرض قضيتها، وشاءت الظروف أن أعمل في المسرح وأعثر على فكرة توصل الجريمة المرتكبة بحق زهوة إلى الجميع». هذا ما قالته لـ«الراي» المخرجة قانصو وهي تبدو مرتاحة لخطوتها المسرحية التي أثارت الاهتمام وجعلت من الجريمة القديمة فعلاً جرمياً معاصراً يمكن البناء عليه في الحملة المركزة للفوز بإقرار قانون يمنع ويجرّم العنف ضد النساء.مروة خليل جسّدت دور المغدورة زهوة، وكان صوت المطربة دالين جبور مؤثّراً في جنائزيته وهي تؤدي أشعار عباس بيضون ومحمود درويش ومارغريت دوراس عن المرأة والحرية والعزلة والإنسان، وكأن الكلمات مجرّد نعي، وصرخة في وجه كل من فقد إنسانيته من الرجال ودخل في أتون كراهية ليست من شيم الرجال أولاً ولا هي تعبّر بأي شكل عن فحولة يريد الذكر الشرقي إثباتها لنفسه قبل الآخرين في كل مناسبة.