هل سحَبَ الجيش اللبناني بدخوله عرسال (البقاع الشمالي) امس وانتشاره فيها واستقباله بنحر الخراف ومسيرات التأييد فتيل فتنة أطلّت بـ «رأسها» في «ليلة فكّ أسْر» البلدة التي كانت محاصَرة من جارتها اللبوة؟ ام ان «لغم» عرسال الذي كاد «ينفجر» بـ «كل لبنان» ما زال «صاعقه» قابلاً لفتح «بلاد الأرز» على المزيد من «عصْف» الحرب السورية في ضوء معركة يبرود؟هذان السؤالان أرخيا بثقلهما امس على المشهد اللبناني الذي جاء دخول الجيش الى عرسال وتمرْكزه فيها كما في بعض جرودها المتاخمة لسورية (قبالة منطقة القلمون) لـ «يسكب مياها باردة» عليه، غداة تحوُّل تداعيات سقوط يبرود بيد «حزب الله» والجيش السوري «كرة نار» كاد ان يسقط معها لبنان في «المحظور» بعدما «تقطعت اوصاله» لساعات بقفل الطرق الدولية التي تربط بيروت بالجنوب والبقاع امتداداً الى عنجر والمصنع، وصولاً الى اللبوة، وعرسال، وكذلك الشمال، وسط إشكالات وتبادُل قطع طرق ذات أبعاد مذهبية في أكثر من منطقة وارتفاع منسوب «الغليان» مع مقتل حسام الشوا (40 عاماً) خلال تفريق الجيش اللبناني تجمعاً داعماً لعرسال في محلة قصص في بيروت ومحاولته فتح الطريق الذي ترافق مع قطع طرق في المدينة الرياضية وكورنيش المزرعة والناعمة.ومع «الدخان» الذي كان لفّ لبنان ليل الثلاثاء و»الغضبة» الالكترونية التي واكبت التحركات على الأرض تحت عنوان «كلنا عرسال» التي كانت وجدت نفسها معزولة بالكامل منذ ان وقع التفجير الانتحاري في بلدة النبي عثمان البقاعية ليل الأحد «انتقاماً ليبرود» كما اعلنت «جبهة النصرة في لبنان»، بدا وكأنّ حكومة «المساكنة الاضطرارية» بين فريقيْ 8 و 14 آذار «تحترق» في الشارع الذي ظهر «فاقد الثقة» بها عشية جلسات التصويت على الثقة بها التي انطلقت في البرلمان امس ولا سيما مع مظاهر خطيرة رافقت «رفع الصوت» لفكّ الحصار عن عرسال وتمثلت في إضرام النار في صور للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله والقائد العسكري الراحل للحزب عماد مغنية في طرابلس ومناطق أخرى في ظلّ تهديد بـ «المعاملة بالمثل» لجبل محسن على طريقة «كل يوم حصار لعرسال سيقابله يومي حصار للجبل».وتحت وطأة المخاوف من ارتدادات غير محسوبة لحركة الشارع المندفع في غضبه على واقع الحكومة ككل كما على الاستقرار في لبنان ولا سيما ان ملف عرسال «انفجر» في غمرة استمرار «حريق» طرابلس، استنفر المسؤولون والقادة اللبنانيون في محاولة لتأمين مخرج يوفّر لعرسال «مظلة أمنية» شرعية لطالما طالبت بها لردّ «التهمة» عنها بإيواء «ارهابيين» وللبلدات الشيعية المجاورة لها «الطمأنينة» في ظل اعتبارها البلدة ممراً للسيارات المفخخة التي تنفجر بالآمنين، فكان «الجيش هو الحلّ» وإن «الاحتوائي» لمشكلة يبقى «اجتثاثها» أبعد من إجراءات أمنية، وذلك نظراً لارتباطها العضوي بالأزمة السورية وانخراط «حزب الله» فيها.وما ساعد في الضغط نحو احتواء ملف عرسال انه سرعان ما وجد له مكاناً على «رقعة الشطرنج» الاقليمية - الدولية التي تتقاطع فيها الملفات الساخنة وتتشابك، بدليل المتابعة الدولية الحثيثة للتحركات الاحتجاجية التي كان يشهدها لبنان من قبل ممثلي الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن الذين اشارت تقارير الى انهم كانوا على اتصال في ما بينهم ومع رئاستي الجمهورية والحكومة خوفاً من ان تكون لهذه التحركات عواقب غير محسوبة.ورغم الارتياح الذي قوبل به انتشار الجيش في عرسال بعد فتحه الطريق المؤدية اليها من بلدة اللبوة وإزالته السواتر الترابية، فان اوساطاً مراقبة بدت «مرتابة» من المرحلة المقبلة، مستدلة على ذلك من المؤشرات الآتية:* وضع إعلام «8 آذار» دخول الجيش عرسال في اطار محاربة «القاعدة» وتحرير عرسال من قبضة «خاطفيها» سواء الذين يطلقون الصواريخ على قرى محيطة او يرسلون السيارات المفخخة، مقابل تحذير صحيفة «المستقبل« نقلاً عن مصادر مطلعة من ان ثمة « طابوراً بعثياً تابعاً لحزب البعث العربي الاشتراكي » بدأ يستهدف الجيش في عرسال لجر البلدة إلى مواجهة مع الجيش من جهة و»حزب الله» من جهة ثانية”. علماً ان «حزب الله» عبّر عن ارتياحه لدخول الجيش عرسال معتبراً بلسان وزيره حسين الحاج حسن ان هذا كان مطلب اهالي اللبوة « وسيساعد على ضبط الامن وضبط اعمال من يسيئون الى عرسال».* رسم علامات استفهام حول مدى قدرة الجيش الذي اشارت تقارير الى ان قوة من نسور «المجوقل» التابعة له انتشرت في وادي عطا الواقعة في جرود عرسال والمشرفة على بلدة فليطا السورية على مواجهة التداعيات المحتملة لمعركة فليطا ورنكوس المجاورتين والتي قد تدفع آلاف المسلحين لـ «النزوح» الى جرود عرسال.وغداة تحذير الرئيس سعد الحريري من «مخاطر حملات التحريض والتجني التي تستهدف مدينة طرابلس وبلدة عرسال»، مطالباً الدولة بـ «رفع الضيم عن عرسال» ومكرراً أن «حزب الله هو المسؤول عن استدراج الحريق السوري الى لبنان والمشاركة في حرب قرر فيها أن ينصر نظام بشار الأسد»، عُقد قبل بدء جلسات الثقة بالحكومة اجتماع امني ترأسه الرئيس ميشال سليمان وخلص الى الطلب من الوزارات والاجهزة الامنية تكثيف التنسيق واتخاذ الاجراءات الكفيلة بعودة الهدوء والحفاظ على الاستقرار ولا سيما في عرسال التي تمركزت فيها ايضاً قوة من الأمن الداخلي.

شقيق حسام الشوا لـ «الراي»: الجيش اللبناني قتل شقيقي وفتح تحقيقاً

| بيروت - من أسرار شبارو |لم يمر يوم التضامن مع عرسال من دون دماء... فحسام الشوا سقط في منطقة قصقص في بيروت مضرجاً بدمائه، بعدما تواجد بالقرب من مجموعة شباب عملوا على قطع الطريق بالاطارات المشتعلة للمطالبة بفتح طريق اللبوة - عرسال التي قُطعت بالسواتر الترابية على خلفية سقوط صواريخ من المجموعات السورية المعارِضة للنظام (على اللبوة المؤيدة لـ «حزب الله») ثم وقوع التفجير الانتحاري في بلدة النبي عثمان البقاعية بعد ساعات على سيطرة الجيش السوري و«حزب الله» على مدينة يبرود السورية.حالة من الحزن والذهول خيمت على أهل الضحية. أصوات البكاء ملأت ارجاء منزل العائلة الذي قصدته «الراي» في محلّة كركول الدروز ببيروت. «فحسام الشاب العازب الهادئء لم تفرح العائلة به، أنهى عمله في محل السمك الذي يعاون والده فيه في منطقة الطريق الجديدة، وركب الدراجة النارية مع صديقه وانطلقا إلى مكان التحرك لاستطلاع ما يحدث، وما هي لحظات حتى أصابت رصاصة خلفية رأسه، فسقط أرضا وتوفي في الحال». هذا ما أكده شقيق الضحية محمد الشوا متهماً الجيش اللبناني «بقتل شقيقي ابن التاسعة والثلاثين عاماً، فالرصاصة متفجرة وموجهة إلى رأسه، ولم يكن المقصود تفريق الشبان وفتح الطريق إنما القتل العمد».محمد أكد أن الجيش اللبناني فتح تحقيقاً بالموضوع «والمعطيات التي لدينا تشير إلى توقيف الجندي الذي أطلق النار، لكن لا شيئاً مؤكداً، نحن بانتظار التحقيق، لكن راحت على يلي راح».ويُذكر ان اطلاق نار سُجل في «الطريق الجديدة» خلال تشييع الشوا الذي «نعته» مواقع التواصل الاجتماعي ومناصرو عرسال ومؤيدون لقوى 14 آذار.