بدا من الصعب في بيروت امس فصل الجولة 21 من المواجهات بين منطقتيْ جبل محسن وباب التبانة في طرابلس بشمال لبنان عن مسار «حافة الهاوية» في البحث عن توافق «قيصري» على البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام.فالاشتباكات التي اندلعت بعد قتل المواطن وليد برهوم من سكان جبل محسن (سني متزوج من علوية) على يد مسلحين ملثمين على متن دراجة نارية وسط طرابلس، حملت بحسب اوساط طرابلسية اشارات الى انها بمثابة إما «ضغط بالنار» للدفع الى تنازلات في مفاوضات «الشوط الأخير» حول البيان الوزاري تحت وطأة المخاوف من «انفجار كبير» بحال «تفرّق» المتعايشون حكومة سلام، وإما انها بمثابة «رسالة اعتراض» على أي تفاهم يحوّل الحكومة «عاملة»، وهو ما قد لا يحبّذه أطراف «على الأرض» في عاصمة الشمال او رعاة اقليميون يفضّلون ابقاء الوضع اللبناني في «فوهة بركان».وفي اليوم الثاني على اشتباكات طرابلس، استمرت عمليات القنص التي ادت امس الى سقوط عدد من الجرحى فيما اُعلن وفاة اسماء حسن حروق متأثرة بجروح كانت أصيبت بها الخميس خلال الاشتباكات التي ادت ايضاً اول من امس الى مقتل شخصين بينهما الطفلة فاطمة العشي التي تبلغ العاشرة من العمر (في التبانة) واصابة 22 شخصاً بجروح.وفيما أكمل الجيش اللبناني مساعيه لتوقيف قاتليْ وليد برهوم اللذين باتا معروفيْن بالاسم وهما: عمر.م. وفايز.ع، استقدم تعزيزات كبيرة من خارج طرابلس منعاً لأي انفلات للوضع، وسط اعلان «الحزب العربي الديموقراطي» (العلوي) عن ان مستشفى الملا في طرابلس محاصَرة من مسلحين من التبانة للحؤول دون توقيف الجيش أحد المطلوبين من الجرحى.وفي موازاة ذلك، ساد «حبس الأنفاس» من تداعيات محتملة لتوقيف جهاز الامن العام اللبناني جلال كلش وهو مدير مكتب رئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان وإمام مسجد التقوى الشيخ سالم الرافعي وذلك اثناء سفره الى تركيا مع الرافعي.واشار الشيخ نبيل رحيم الى ان الامن العام أوقف كلش وسلمه الى الجيش اللبناني لـ «وجود وثيقة بحقه»، مرجحاً انه «سيتم اطلاق سراحه بعد وقتٍ قصير»، ومشيراً الى ان «الرافعي دعا الى اجتماع لهيئة علماء المسلمين لدرس الوضع واتخاذ الخطوات اللازمة»، وسط معلومات عن اتجاه لقطع الطرق في طرابلس بحال لم يُفرج عن كلش.