حين احتُكم إلى الشارع في 8 مارس من العام 2005 للقول «شكرا سورية» إثر اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، جاء الرد سريعاً بعد أيام في تظاهرة مليونية رفعت في 14 مارس من العام نفسه شعارات «الحرية والسيادة والاستقلال»، والتي أجبرت قوات النظام السوري في غضون نحو شهر على الانسحاب من لبنان نحو المقلب الآخر من الحدود.14 آذار أو «ثورة الأرز»، التي أبت في سنواتها التسع إلا أن تستكمل طريقها الذي شقته الجموع الغفيرة في ساحة الشهداء في العاصمة بيروت في يوم «الوفاء لرفيق الحريري» نحو «بناء الدولة»، ضمدت جراحها في كل مرة نزفت فيها شهيدا من قادتها، لتواصل السير بـ «اللي بقيو».غير أن الظروف الأمنية التي وضعت قيادات هذه القوى في ما يشبه الإقامة الجبرية، أثقلت خطواتها، وإذا بالصورة الجامعة التي كرستها لحظة 14 مارس 2005 تهتز بين الحين والآخر، تارة عند معركة قانون الانتخاب (اقتراح «الأرثوذكسي»)، وطورا عند توزع أطراف هذا التحالف بين الحكومة وخارجها بعد رفض «القوات اللبنانية» المشاركة فيها.وبينما جاء اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري مع زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون في روما (في اطار التمهيد لتشكيل الحكومة) دون علم «القوات اللبنانية ليُحدِث أزمة طارئة بين أقرب الحلفاء، او ما يُعرف بـ «سين سين» 14 آذار (الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع)، كان لا بد من معرفة «ماذا يعني أن تكون 14 آذارياً في العام 2014»، وهو السؤال الذي ستطرحه هذه القوى في الاحتفال الذي تحضّر له بشكل مشترك في الذكرى التاسعة «لثورتها» يوم الجمعة في البيال بحضور قياداتها أو ممثلين عنهم، حيث سيتم تحديد المواقف من المسائل السياسية المطروحة على الساحة اللبنانية.«الراي» في هذه المناسبة استرجعت مشهد العام 2005 مع مَن عايشوه، سألت عن متانة التحالف ومكانة الحلفاء، توقفت عند دور الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار في رأب أي صدع وسألت عن الإدارة الـ 14 آذارية للخلافات والاستحقاقات المقبلة، ولا سيما انتخاب رئيس الجمهورية.

فارس سعيد: «14 آذار» تتجدّد وفق قاعدة الحفاظ على شروط ... «الربيع العربي»

[d18ba487-7d6a-4fb1-a636-d9348a183330]• خرج وليد جنبلاط من «14 آذار» وعندما نزور الشوف أو يأتي أحد منها نشعر بأنهم «14 آذاريون»• «14 آذار» مسيرة فريدة في تاريخ لبنان المعاصر وهذه حركة تموت قياداتها فداء للناس وليس العكس• بقي من «14 آذار» فكرة أن لا خلاص للبنان إلا بحل لبناني لجميع الطوائف وأن لا حلول جزئية داخل كل طائفة على حساب لبنان• تصدّينا لمحاولة نظام الأسد منذ انطلاق الثورة السورية دفْع الطوائف في لبنان لأن تعيش همومها بمعزل عن الأخرى• على «14 آذار» تقديم مرشح للرئاسة يتناسب مع شروط الدولة اللبنانية ونظام المصلحة العربية الذي يواجه النفوذ الايراني• «الأمانة العامة» لا تستطيع أن تتجاوز كل شيء ... فعلى الجميع أيضا أن يتحمل مسؤولياته والحفاظ على «14 آذار»أكد منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار الدكتور فارس سعيد أن «فكرة 14 آذار بقيت ناصعة البياض، في حين ان هندسة 14 آذار تنهض وتخسر»، موضحا أنه «أمام الاستحقاقات السلطوية قد تبرز خلافات داخل 14 آذار وهذا أمر طبيعي، فتحالفنا هو تحالف واسع ومن مروحة ومشارب سياسية مختلفة وبالتالي الأعجوبة هي كيف بقيت وليس ماذا بقي منها».وأشار الى أن «الأمانة العامة حافظت على خط بياني داخل 14 آذار، انما لا تستطيع أن تتجاوز كل شيء. فعلى الجميع أيضا أن يتحمل مسؤولياته والحفاظ على 14 آذار».• كيف تستذكر مشهد 14 آذار 2005، عشية ذكرى انطلاقة هذه الثورة؟ـ لا شك أن هذه مسيرة فريدة من نوعها في تاريخ لبنان المعاصر، وبأن شهداءها افتدوا من خلال شهادتهم قواعد 14 آذار والناس والجمهور والرأي العام. وهذه حركة تموت قياداتها فداء للناس وليس العكس، وقد غابت عنا وجوه عديدة من 14 آذار كانت لها أفضال كبيرة، كما خرجت من صفوف 14 آذار زعامات كانت لها أفضال. ما بقي من 14 آذار هي الفكرة بأن لا خلاص للبنان الا من خلال حل لبناني لجميع الطوائف وأن ليس هناك حلول جزئية داخل كل طائفة على حساب لبنان. هذه الفكرة هي فكرة أساسية يجب أن نحافظ عليها، والسؤال الذي سنطرحه هذه السنة هو ماذا يعني أن تكون 14 آذارياً في العام 2014؟ وهو سؤال صعب ولا بد من طرحه داخل 14 آذار وعلى الرأي العام اللبناني والعربي ربما أيضاً، في مرحلة تخوض المنطقة مخاضاً كبيراً من أجل الانتقال من مرحلة الى مرحلة أخرى.• هذا السؤال برسم مَن؟ـ هذا ليس سؤالاً موضوعاً على قاعدة أن هناك لجنة فاحصة وممتحنين، فنحن لا نمتحن أحد ولسنا بوارد أن نكون لجنة فاحصة. ما نريده هو تجديد الذات من خلال 14 آذار، والاجابة هذا السؤال هو من أجل اطلاق حوار داخلي وعلى مستوى الرأي العام؛ ماذا يعني أن تكون 14 آذارياً في العام 2014؟فكرة 14 آذار هي فكرة الحرص على الوحدة الداخلية، وبأن لا حلول لأي أزمة في لبنان الا من خلال توحيد اللبنانيين حول حلّ؛ هذه هي الفكرة الأساسية للرابع عشر من آذار. لم يخرج الجيش السوري من لبنان لأنه كان هناك فريق مسيحي رافض لوجوده وفريق مسلم شبه متعاون معه. لقد خرج الجيش السوري من لبنان عندما توحد المسيحيون والمسلمون في مواجهة هذا الجيش. لقد انتزعنا المحكمة الدولية عندما وحدنا جهودنا كمسيحيين ومسلمين ولبنانيين بشكل عام؛ ننهض معاً ونسقط فرادة. لبنان أمام استحقاقات كبيرة: رئاسة جمهورية، رأي في ما يجري في سورية، المخاض في المنطقة مصر وتونس.. الربيع العربي، العالم العربي المتغير، ماذا يعني أن تكون 14 آذارياً في هذا التبدل الهائل الموجود اليوم في المنطقة؟ هذا هو السؤال الأساس.• بعد 9 سنوات على انطلاقتها، ماذا بقي من «ثورة الأرز»؟ـ فكرة 14 آذار بقيت ناصعة البياض، وهندسة 14 آذار تنهض وتخسر. فأمام الاستحقاقات السلطوية قد تبرز خلافات داخل 14 آذار وهذا أمر طبيعي، فتحالفنا هو تحالف واسع ومن مروحة ومشارب سياسية مختلفة وبالتالي الأعجوبة هي كيف بقيت وليس ماذا بقي منها.• في رأيك هل غياب القيادات لدواع أمنية أثّر على وضع 14 آذار؟ـ لا تدار حركة وطنية بهذا الحجم بالرسائل البعيدة، هذا أمر فريد من نوعه ولم يشهد لبنان أن تكون هناك مراسيم جوالة داخل فريق سياسي. والعلاقة الخاصة والشخصية والجلوس حول طاولة والكلام والاتفاق والاختلاف يتطلب من كل 14 آذار أن تكون جاهزة بهذا الاتجاه.حصل خلاف على محطتين: مقاربة قانون الانتخاب ومقاربة المشاركة بالحكومة أو عدمها. ما قمنا به كأمانة عامة لقوى الرابع عشر من آذار هو المساهمة في تجاوز الاختلافين. كما أنه أعمق من الخلاف على قانون الانتخاب والمشاركة بالحكومة، حصل شيء نتيجة الأحداث السورية انعكس علينا كأربعة عشر آذرياً وكلبنانيين بشكل عام، وهو محاولة دفع الطوائف لأن تعيش همومها بمعزل عن الأخرى. أي دفع المسيحيين الى القول ان ما يجري هو حرب بين المسلمين وانهم غير معنيين بها، ودفع السنّة الى القول ان الاعتدال في داخلهم لا يؤمن التوازن المطلوب مع «حزب الله» وعلينا أن نذهب باتجاه التطرف، ودفع الشيعة الى الالتفاف حول حزب ورّطهم بقتال قاس في سورية والمنطقة ووضعهم في مواجهة موصوفة مع الغالبية السنية في المنطقة. وحاول النظام السوري دفع الطوائف الى عيش همومها بمعزل عن الأخرى، فقمنا أيضا بخطوات في مقابل هذا التخطيط، وقد عقدنا خلوة في زحلة في يونيو الماضي ضمت العديد من الشخصيات السياسية المسيحية والاسلامية، السنية والشيعية ومن مناطق عدة في بعلبك، للقول ان العيش المشترك في البقاع ولبنان هو مسؤولية وطنية مشتركة. وحضّرنا لاجتماع في مجدليون ـ صيدا في يوليو 2013 للرد على مَن كان يريد أن يضع الطائفة السنية بمواجهة الجيش اللبناني بعد أحداث عبرا. وفي طرابلس قمنا بمؤتمر كبير تحت عنوان اعلان طرابلس أعلنا فيه مواقف سياسية واضحة جداً. من هنا ألخّص العام 2013 بالارتباط القهري بين أحداث سورية وأحداث لبنان.• بالمقارنة بين اليوم والأعوام التي سبقت ولا سيما عند انشائها، هل ما زالت أمانة قوى الرابع عشر من آذار قادرة على الدور المحوري نفسه الذي لطالما اضطلعت به، وهل كلما تضاءل دور الأمانة طفت الاختلافات والخلافات أكثر بين الأفرقاء داخل هذا التحالف؟ـ الأمانة العامة حافظت على خط بياني داخل 14 آذار، انما لا تستطيع أن تتجاوز كل شيء. فعلى الجميع أيضا أن يتحمل مسؤولياته والحفاظ على 14 آذار. أنا أؤكد أن 14 آذار كفكرة عابرة للطوائف وقادرة على مقاربة كل المواضيع من مساحة وطنية وليس من مساحة طائفية لا تزال قائمة، والأمانة العامة مؤتمنة على هذه الفكرة.تصبح الأمانة العامة ضعيفة عندما تبرز الخلافات بين الأفرقاء من شخصيات وأحزاب وأيضا رأي عام غير منظم حول لعبة السلطة، اي الدخول في الحكومة أو عدم الدخول فيها، قانون الانتخاب واعتماد هذا القانون أو ذاك... هنا تكبر الاختلافات ويضعف الدور الجامع للأمانة العامة، انما نصرّ على استكمال هذا الدور ونصر على أننا لسنا فقط مؤتمنين على فكرة 14 انما على الدماء التي سقطت داخل 14 آذار.• اليوم تتبدل ملامح الصورة، نرى انفتاحا بين «المستقبل» والتيار «الوطني الحر»، ونجد أن قوى الرابع عشر من آذار مشاركة في الحكومة بينما آثرت «القوات اللبنانية» البقاء خارجها. أي دور تلعبه الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار في تقريب وجهات النظر؟ـ في موضوع الحكومة لعبنا دوراً كبيراً، ونحن اليوم على قاب قوسين من الاحتفال بالذكرى التاسعة للرابع عشر من مارس التي سنطلقها في البيال ونأمل أن يكون هذا المشهد جامعاً يضم مختلف الأفرقاء داخل الرابع عشر من آذار وحتى الذين لديهم بعض الملاحظات ولا سيما الذين يقدمون وجهات نظر مختلفة حول مقاربة المشاركة أو عدم المشاركة في هذه الحكومة، ونعتبر أن نهار 14 مارس سيكون مشهداً جامعاً لكل 14 آذار.• مَن سيشارك في هذه المناسبة؟ـ لن ندخل لعبة الأسماء، لكنني أؤكد أن كل أطراف 14 آذار ستكون ممثلة. وفي رأيي أن أهم ذكرى لـ 14 آذار ستكون هذه السنة، أولا بسبب الأوضاع السياسية المعقدة في لبنان والمنطقة، وثانياً بسبب الاختلافات في وجهات النظر حول نقطة المشاركة أو عدم المشاركة في الحكومة، وثالثاً بسبب دخول 14 آذار ولبنان ابتداء مما بعد 14 مارس الى استحقاق رئاسة الجمهورية فوراً.• في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، وعلى بعد أشهر، كيف ستخوض قوى الرابع عشر من آذار هذه المعركة.. هل ستكون موحدة، هل ستخوض معركة أصلا أم أنها ستذهب الى تسوية ما على غرار تسوية اتفاق الدوحة؟ـ على 14 آذار أن تسعى الى تقديم مرشح يتناسب مع شروط الدولة اللبنانية وشروط نظام المصلحة العربية. نظام المصلحة العربية هو نظام المصلحة الذي يواجه النفوذ الايراني في المنطقة بكل أشكاله، أكان في العراق أو سورية أو في لبنان. وشروط الدولة اللبنانية هي شروط اتفاق الطائف والدستور اللبناني. وأعتقد أن من مسؤولية 14 آذار أن تذهب بهذا الاتجاه.• من المعروف أن عددا من الشخصيات في قوى الرابع عشر من آذار تطرح نفسها كمرشحين لرئاسة الجمهورية اللبنانية، هل ستخوض 14 آذار هذا الاستحقاق بمرشح واحد؟ـ أعتقد أننا سنتوصل الى مرشح واحد.• على صعيد الشارع، هل لا تزال هذه القوى تعوّل على شارعها؟ـ على مستوى الشارع صحة 14 آذار أحسن من صحة قياداتها، هناك 14 آذاريين على كل المستويات: هناك عامل 14 آذار، طبيب 14 آذار، مزارع ومهندس 14 آذار.. وسياسي 14 آذار. 14 آذار أصبح مناخاً عاماً يتجاوز التنظيمات الحزبية وهذه الشخصية وتلك. وأنا سعيد جداً عندما أزور المناطق وأرى اللحمة الشعبية قائمة بين جمهور 14 آذار. وهنا يحضرني التذكير بما جرى في العام 1943 حين كان مشروع الاستقلال مشروعاً نخبوياً، اذ أن غالبية المسلمين كانوا يريدون الوحدة مع سورية وغالبية المسيحيين كانوا يريدون بقاء الانتداب الفرنسي، وما حصل هو تحالف بين نخبة اسلامية ونخبة مسيحية. اما 14 آذار فهي تحالف شعبي، وليس تحالف قيادات، لا بل تحالف القيادات ربما يخضع لمقصات السلطة ومقصات التبدلات انما شعبياً حتى اليوم خرج وليد جنبلاط من 14 آذار العام 2009 وعندما نزور الشوف أو عندما يأتي أحد منها نشعر بأنهم 14 آذاريون.• استمرار تحالف 14 آذار، وسط التباينات هل هو نزولاً عند الضغط الشعبي؟ـ هذا بالطبع معطى، ولكن هناك معطى أهمّ وهو أن أفرقاء 14 آذار غير قادرين على فك هذا التحالف لأن أحداً غير قادر على العيش وحده. فتيار «المستقبل» اذا خرج من 14 آذار يصبح تياراً سنياً يتجاوزه اليمين السني أي التطرف الاسلامي السني. و»القوات اللبنانية» أو «الكتائب» اذا خرجا من 14 آذار يصبحان لوناً من ألوان المسيحية السياسية وبالتالي ستتجاوزهما أيضا التيارات الأخرى. سر هذا التحالف ليس بأنه فقط قوة دفع من قبل الناس وهذا مهم، وانما الأهم أن أي فريق داخل 14 آذار غير قادر على الخروج منها. الوحيد الذي استطاع الخروج منها لأن طائفته «جامدة» خلفه اسمه وليد جنبلاط، ومع ذلك كان الأمر صعباً كثيراً عليه والى الآن لا يزال المناخ الدرزي العام 14 آذارياً. فرغم أنه بالنسبة لهم كل ما يفعله وليد جنبلاط «منيح» وكيفما «برم» يقولون أنهم خلفه، انما الاحتكاك بالناس في القرى يبيّن أنهم 14 آذاريين.• في الحصيلة، 14 آذار في عامها التاسع هل ذبلت الفكرة أم أنها تتجدد في كل مرة؟ـ تتجدد على قاعدة الحفاظ على شروط الدولة وشروط نظام المصلحة العربية، التي هي شروط الربيع العربي.عضو كتلة «القوات اللبنانية» وصف العلاقة بين جعجع والحريري بأنها «باتت عذرية»

زهرا: أزمة معلنة «عالآخر» مع «المستقبل» وقادرون على تجاوزها ... فالعتب بين الأحبّة

[f2a9b579-cf3e-48e0-adf9-03789bdfec3d]• العتب على «المستقبل» ليس على مبدأ لقاء الحريري مع عون بل لأنه حصل دون إعلامنا بإجرائه• «ثورة الأرز» من الأسفل أنجزت الكثير فيما الإدارة من فوق ترددت كثيراً وتحتاج إلى إعادة تصويب للقضية• «14 آذار» حركة لبنانية عابرة للطوائف ومشروع بناء دولة فعلية وواجبة الاستمرار مهما كانت الصعوبات• نحن في ورشة تفكير دائمة للتخلص من معوقات بناء الدولة وعلى رأسها دويلة «حزب الله» وارتباطاته الإقليميةأكد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا أن «14 مارس 2005 هي نقطة تحول استراتيجية للمسار الوطني والسياسي في لبنان الحديث»، لافتا إلى «أنها كانت لحظة عبور الطوائف باتجاه الوطن ولبنان أولاً بين مكونات أساسية لبنانية ولحظة شعبية بامتياز غير موجهة من قيادات سياسية ولا من مرجعيات لا دينية ولا اجتماعية».وكشف أن «هناك أزمة معلنة «عالآخر» بين «القوات» وتيار «المستقبل» لأننا صريحون وقادرون على التجاوز»، موضحاً «أننا عتبنا على بعض التحركات أخيراً، ولكن العتب لا يحصل إلا بين الأحبة». وأشار إلى «أن التواصل بين الدكتور جعجع والرئيس الحريري هو عبر الهاتف»، معتبرا أن «العلاقة باتت عذرية».• بعد 9 سنوات على انطلاقتها، ماذا بقي من مشهد 14 مارس 2005 ومن الذكرى نفسها؟ـ في الواقع، 14 مارس 2005 هي نقطة تحول استراتيجية للمسار الوطني والسياسي في لبنان الحديث. كانت لحظة عبور الطوائف باتجاه الوطن ولبنان أولاً بين مكونات أساسية لبنانية ولحظة شعبية بامتياز غير موجهة من قيادات سياسية ولا من مرجعيات لا دينية ولا اجتماعية. الناس قالوا كلمتهم ورفضوا استمرار الوصاية السورية والاحتلال ووضعوا استراتيجية وصول إلى بناء الدولة، طبعاً من دون التفاصيل التي تبقى من مهمات الفرقاء السياسيين.لا شك أنه بالتجربة بعد تسع سنوات، الثورة من الأسفل أنجزت الكثير فيما الإدارة من فوق ترددت كثيراً، وهي تحتاج إلى إعادة تصويب للقضية. ونحن في ورشة تفكير دائمة في قوى 14 آذار بمكوناتها وفعاليات المجتمع المدني والناشطين حول السبيل للتخلص من المعوقات التي تعترض بناء الدولة، وعلى رأسها دويلة «حزب الله» وارتباطاته الإقليمية. لذلك من واجبنا استمرار ضخ الدم في هذه الحركة السيادية الاستقلالية وتجاوز كل المطبات التي نمر بها على صعيد الإدارة السياسية اليومية والظروف القاهرة التي نتعرض لها، ولذلك تتمسك قوى الرابع عشر من آذار حاليا بإعلان بعبدا بمعناه العميق وهو تحييد لبنان بالمعنى الميثاقي، فالميثاق الوطني اللبناني قام على الحياد بين الشرق والغرب في العام 1943، ولا يمكن أن يستمر الميثاق الوطني مرجعاً للدولة اللبنانية وعلاقة الجماعات اللبنانية إلا من خلال تحييد لبنان عن الصراعات باستثناء طبعاً الالتزام بالقضية العربية الأولى أي قضية فلسطين، وهذا هو الحياد الإيجابي الذي يجب أن يرفده بناء دولة ومؤسسات واستقرار وازدهار وإلا يكون حياداً سلبياً وليس إيجابياً. ولذا فان 14 آذار حاجة دائمة ومستمرة على الأقل على المدى المنظور، وهي المشروع الوحيد المطروح على صعيد الأمل ببناء دولة فاعلة وحقيقية ومرجعية لكل السيادة والقرارات الوطنية. وإن حصلت بعض العثرات على طريقنا، فذلك لا يلغي الأساس وهو أن 14 آذار هي حركة لبنانية عابرة للطوائف ومشروع بناء دولة فعلية وواجبة الاستمرار مهما كانت الصعوبات.• هل تعتبر ما وصفته بـ «العثرات» إن كان على صعيد موضوع قانون الانتخاب أو المشاركة بالحكومة، دليل ذبول 14 آذار أم هي دليل صحة داخل هذه الحركة؟ـ أكرر، لا نريد إلقاء الشعر. الحركة الشعبية أنجزت فوراً تحرير لبنان من الاحتلال السوري، أما الحركة السياسية فتعثرت وتم الانقلاب عليها من قبل قوى الثامن من آذار وواجهت عراقيل نتيجة الأوضاع الإقليمية. وهذه العثرات لم تبدأ بقانون الانتخاب بل قبلها بـالـ «سين ـ سين» (التفاهم السعودي - السوري) والسابع من مايو 2008 والدوحة، وبالتالي ينبغي ألا نقزّم الموضوع لحد التباين في وجهات النظر داخل 14 آذار. هناك ظروف أكبر وسلاحٌ تصرّف ودول «مانت» أنه «ماشي الحال» ومرروا لهم اجتياح بيروت وأعطوهم ثلثاً معطلاً (في اتفاق الدوحة) وإلخ... وبالتالي هذه مصاعب كبيرة جداً، و14 آذار لو لم تكن حركة شعبية مؤمنة بحقها في إيصال البلاد إلى بر الأمان لما استمرت إلى الآن.• إذاً هي مستمرة لأن الإرادة الشعبية تريد لها الاستمرار؟ـ ولاقتناع الفرقاء السياسيين أن الخلفية لم تكن يوماً إلا البحث عما هو أفضل من أجل مشروع بناء الدولة عند كل مكونات 14 آذار.• عشية 14 آذار هل من أزمة صامتة بين «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل»؟ـ أبداً، أزمة معلنة «عالآخر» لأننا صريحون وقادرون على التجاوز. نعم عتبنا على بعض التحركات أخيراً، ولكن العتب لا يحصل إلا بين الأحبة. بين الأخصام نرى فعلاً ورد فعل، فيما الأحبة يتعاتبون في ما بينهم. فبحسب المثل اللبناني «العتب صابون القلوب».• هل عاتبتم «تيار المستقبل» على لقائه الأخير مع العماد ميشال عون؟ـ طبعا، بالإعلام وبالاتصالات المباشرة، والعتب ليس على إجراء اللقاء فهو طبيعي، بل على عدم إعلامنا بإجرائه لأن من غير الطبيعي أن نعلم عنه من تسريبة للعماد عون على «فايسبوك».• هل برأيك الخطر الأمني الذي «يحتجز» القيادات «زاد الطين بلة» في التواصل المباشر بينها؟ـ على كل حال هذا من نتاج الجهد الجبار الذي يبذله المحور الإيراني ـ السوري و«حزب الله» وحلفاؤهم في لبنان لمنع هذه القيادات الوطنية من أداء دورها الطبيعي وفي ظروف طبيعية. بالطبع أريد العودة مرة أخرى الى المثل اللبناني «البعيد عن العين بعيد عن القلب»، وبالتالي بالتواصل المباشر تحل 70 في المئة من المشكلات مهما كبرت، هذا إن كانت مشكلات، فنحن نتحدث عن عتب ونقص في التنسيق لا عن مشكلات فعلية.• ما من تواصل دائم بين الدكتور جعجع والرئيس الحريري؟ـ عبر الهاتف، باتت علاقة عذرية (يضحك ممازحاً).• ماذا عن الاستحقاق الرئاسي... كيف ستخوض 14 آذار هذه المعركة وهل ستقبل بتسوية ما على غرار اتفاق الدوحة؟ـ 14 آذار مجموعة قيادات سياسية وأحزاب وشعب، وبالتالي يجب وأعتقد أن النية متوافرة لمقاربة الاستحقاق الرئاسي من منطلق إيصال أفضل من يمكن إيصاله إلى رئاسة الجمهورية. والأفضل بالنسبة لنا هو واحد من قيادات 14 آذار. من الطبيعي أن يجد كل فريق في نفسه الأهلية والصلاحية الأفضل، لكن هذا لا يلغي تفكيره بالآخرين وبالظروف الموضوعية لمَن ستسمح بالوصول.الأولويات متدرجة من الشخصية الأمثل التي لا يمكن وقف مسيرة بناء الدولة في وجودها، إلى الأقل قدرة حسب الظروف الموضوعية التي نواجهها في مرحلة الانتخابات وهي على بُعد أسابيع منا.• هل مسألة التسوية واردة أم أنتم مصرون على خوض المعركة؟ـ سأتحدث باسم «القوات اللبنانية» - إذ لا يمكنني الحديث باسم 14 آذار قبل اتخاذ موقف مشترك من هذا الموضوع ـ النيات موجودة لكن لم يُعلن موقف مشترك بعد من قبل 14 آذار. و«القوات اللبنانية» ليست معنية بأي تسوية قد تفرض على اللبنانيين بأي شكل من الأشكال.• ماذا عن صحة شارع 14 آذار؟ـ شارع 14 آذار «عم يشارع»، فهو غير مرتاح لما يجري. في الواقع يمكننا إسقاط ما قلته في بداية الحديث أن جمهور 14 آذار حقق نصره عندما تحرك، لكن القيادات لم تتمكن من تحقيق النتائج نفسها لظروف موضوعية طبعاً.وأكرر أن جمهور 14 آذار لم يتلكأ يوماً في النزول إلى الشارع عندما دعت الحاجة، على العكس قد تكون قيادات 14 آذار ليست على مستوى توقعات الجمهور وليس العكس.عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» اعتبر أن هذا التاريخ لا مثيل له في المنطقة

منيمنة: حريصون على علاقتنا بـ «القوات» و«14 آذار» باقية رغم بعض الخيبات

[e77bf85a-4fcc-427d-abc5-00f0f7cefccb]• القوى السياسية في «14 آذار» لم تنجح بوضع ميثاق عمل واكتفت بالشعارات الأساسية التي لا تفضي وحدها لبلوغ الأهداف الكبرى• تذليل الشكوك يتم بالتواصل اليومي وعدم الخضوع لتحريض الخصم للإيقاع بين «المستقبل» و«القوات»• اللقاء مع عون والتيار «الوطني الحر» بشكل عام هو توجه دائم عند «المستقبل»رأى عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» الوزير السابق حسن منيمنة أن «يوم 14 مارس 2005 لا مثيل له في تاريخ لبنان، وربما في تاريخ المنطقة. فهو ربما الحشد الأكبر الذي عرفته المنطقة نسبة إلى عدد سكان لبنان، وقد كان حشداً لا سابق له وعفوياً»، مشيرا إلى أن «مشاركة الناس وإن جاءت بدعوة من القوى السياسية، فإن الذين نزلوا في ذلك اليوم كانوا من الأكثرية الصامتة التي تلتزم عادة بيوتها ولا تشارك مشاركة فعالة بالنشاطات السياسية».وأكد أن «14 آذار باقية رغم الخلافات في وجهات النظر التي لا يوجد آلية لحلها داخل قوى الرابع عشر من آذار، ورغم بعض الخيبات في مسيرتها»، موضحا أن «التواصل مستمر بين «المستقبل» و«القوات اللبنانية» حتى أكاد أقول أن هناك تواصلاً شبه يومي بين قيادات «المستقبل» و«القوات»، ومشددا على «أننا حريصون جداً على هذه العلاقة وتوضيح مواقفنا وسياستنا دائما وعلى إبقاء علاقتنا مع «القوات اللبنانية» بالمقام الأول».• عشية انطلاقة ثورة 14 مارس، كيف تتذكر المشهد في العام 2005؟ـ أعتقد أن هناك إجماعاً أن يوم 14 مارس 2005 لا مثيل له في تاريخ لبنان، وربما في تاريخ المنطقة. فهو ربما الحشد الأكبر الذي عرفته المنطقة نسبة إلى عدد سكان لبنان، وقد كان حشداً لا سابق له وعفوياً. ومشاركة الناس إن جاءت بدعوة من القوى السياسية، فإن الذين نزلوا في ذلك اليوم كانوا من الأكثرية الصامتة التي تلتزم عادة بيوتها ولا تشارك مشاركة فعالة بالنشاطات السياسية.كان المشهد رائعاً لأنه كان جامعاً لكل أطياف لبنان وطوائفه ومذاهبه. وكل قواه السياسية المتنوعة كانت موجودة في هذا الحشد الضخم الذي ألتقى فيه المسلم مع المسيحي، السني مع الشيعي والدرزي والماروني، أبناء الساحل مع أبناء الجبل، سكان الأشرفية مع سكان طريق الجديدة. كان مشهداً لا مثيل له ويعبّر فعلياً عن رغبة اللبنانيين بطي صفحة سيطرة النظام السوري على لبنان والامتهان السوري للبنان طوال عقود. وكان مشهداً ينضح برغبة اللبنانيين في التطلع نحو قيام مجتمع جديد ودولة جديدة فعلياً. كانت لحظة انفعالية هائلة تعكس فعلياَ بَواطن نفسية اللبنانيين الراغبة بالتحرر من كل القيود وبالوحدة الوطنية الداخلية وببناء دولة حديثة على أسس ديموقراطية. كل هذه المشاعر والأحاسيس، هي التي دفعت هذه الحشود التي لم يسبق لها النزول إلى وسط بيروت، للمشاركة بحدَث 14 مارس.• بعد 9 سنوات على انطلاقتها ماذا بقي من 14 آذار إيجابياً وسلبياً؟ـ بقي الكثير، و14 آذار باقية. فإذا نظرنا إليها كفكرة وروح فهي موجودة وباقية وستبقى. فمن غير الممكن أن هذه اللحظة التي عكست كل هذه التطلعات اللبنانية أن تزول. صحيح أن هناك خيبات واجهت المسيرة بعد حالة 14 مارس 2005، لكن هذه الروح والرغبة والتطلع إلى تلك العناوين التي رُفعت يومها ما زالت باقية ومستمرة وستستمر. صحيح أن القوى السياسية التي تشكل واجهة 14 آذار ليست على انسجام تام بكل المواضيع، إلا أن هذا أمر طبيعي، لأنه في الأساس كان التقاء هذه القوى السياسية على عناوين عامة وشعارات كبرى هي حرية لبنان وسيادته واستقلاله وهي عناوين كبرى وتأتي التفاصيل أحياناً لتعوق بلورة هذه الصورة. القوى السياسية في 14 آذار لم تنجح بوضع ميثاق عمل في ما بينها ولم تنجح في وضع برنامج لرؤيتها للبنان الجديد وبقيت مكتفية بالشعارات الأساسية التي لا تكفي وحدها لتحقيق مسار يوصل إلى الأهداف الكبرى التي حملتها 14 آذار. لذلك أحيانا نشاهد الاختلاف في المواقف تارة حول قانون الانتخاب وتارة أخرى حول تشكيل الحكومة، لكن 14 آذار باقية رغم الخلافات في وجهات النظر التي لا يوجد آلية لحلها داخل قوى الرابع عشر من آذار. فكل قوة عملياً مستقلة في رأيها وقرارها وما من آلية لتفرض أكثرية رأيها على أقلية داخل هذه القوى. فهذه الخلافات ستبقى موجودة ونأمل أن يتم إيجاد حلول أو صيغ للحد من هذه الخلافات، أو وإن بقيت هذه الخلافات، ان يتم وضعها تحت سقف 14 آذار وعدم خروجها الى أبعد من ذلك.• هل يمكن القول ان استمرار تحالف 14 آذار هو قدَر، ما دام الشعب يفرض على هذه القوى الاستمرار في التحالف؟ـ لم تصل القوى السياسية في غالبيتها بعد إلى وضع سقوف لمواقفها تحت سقف مصلحة الدولة أو مصلحة الشعب بشكل حقيقي. أحياناً تؤخذ الأمور بمصالح فئوية أو مصالح حزبية ضيقة، وهناك ضرورة لوضع سقف لوجهات نظر هذه القوى السياسية وهو كما قلت سقف مصلحة الدولة ومشروع قيام الدولة ومصلحة الناس في هذا البلد، وهذا أمر قابل للتحقق لكنه بحاجة إلى جهود كبيرة ونيات جدية فعلية تتجاوز بقليل منها المصالح الضيقة ذات الطابع الطائفي أو المذهبي أو المصلحي الفردي.• عشية ذكرى 14 آذار هل من أزمة صامتة بين تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية»؟ـ التواصل مستمر حتى أكاد أقول ان هناك تواصلاً شبه يومي بين قيادات «المستقبل» و«القوات»، وأتصور أن هناك حرصاً من الطرفين. ونحن من جهتنا حريصون جداً على هذه العلاقة وتوضيح مواقفنا وسياستنا دائماً وعلى إبقاء علاقتنا مع «القوات اللبنانية» بالمقام الأول.أحياناً هناك شكوك تتناول مواقف طرف من الطرف الآخر نسبة إلى هذا الموقف المتخَذ أو ذاك، ولكن أعتقد انه يتم تذليل هذه الشكوك بالتواصل اليومي وعدم الخضوع أحيانا لتحريض الخصم للإيقاع بين قوى الرابع عشر من آذار وخصوصاً بين تيار «المستقبل» و«القوات اللبنانية».• هل برأيكم الخطر الأمني يؤثر على تواصل قيادات «المستقبل» و«القوات اللبنانية» ويظهر الخلافات بطريقة نافرة؟ـ لا أعتقد أن هذا هو السبب، لأن التواصل قائم ولا سيما مع وسائل الاتصال العديدة في أيامنا والتي سهلت التواصل مهما أبعدت المسافات بين الأشخاص وفرضت الظروف الأمنية عليهم عدم التحرك والالتقاء المباشر. فالتواصل مستمرّ بصورة دائمة. وكما قلت السبب هو إيجاد قواعد أساسية يلتزم بها الطرفان أبعد من موضوع العناوين العامة الكبرى أي ضرورة الوصول إلى مرحلة يتم فيها وضع برنامج سياسي لقوى الرابع عشر من آذار يشكّل سقفاً لمواقف هذه القوى.• على بُعد أشهر من الاستحقاق الرئاسي، كم الكلفة المتوقّعة لهذا الاستحقاق على قوى الرابع عشر من آذار وهل ستخوضون المعركة موحدين حول مرشح واحد؟ـ تيار «المستقبل» أعلن عبر الرئيس سعد الحريري أنه مع مرشح مسيحي قوي، وكأنه يدعو القوى المسيحية في 14 آذار إلى التوافق هي بالدرجة الأولى على مرشح قوي في ما بينها. ونحن سنعمل على التوفيق بين مرشحي قوى 14 آذار لإظهار مرشح يلقى الإجماع داخل هذه القوى بالدرجة الأولى.• تم تأويل انفتاحكم على الجنرال عون على أنه في إطار الاستعداد للاستحقاق الرئاسي. ما رأيكم في ذلك؟ـ كما قلت منذ قليل، هناك أطراف تستغل هذا اللقاء أو ذاك لتوسيع شقة الخلاف بين قوى الرابع عشر من آذار. اللقاء مع الجنرال عون والتيار «الوطني الحر» بشكل عام هو توجه دائم عند «المستقبل»، واللقاء لم يكن الأول بين الطرفين وهذا انفتاح واجب تجاه كل القوى السياسية في البلد، لأننا نعتقد أن المقاطعة والعزل مبادئ ساقطة ولا مكان لها في الحياة السياسية اللبنانية. التقينا مع الجنرال عون وهناك رغبة عونية أساساً باللقاء مع تيار «المستقبل» في هذا المجال، وكان حينها موضوع كيفية تشكيل الحكومة. وأعتقد أن هذا هو الموضوع بغض النظر عن خلفيات كل طرف من هذا اللقاء. نحن كان اهتمامنا الكبير بأن ينتج عن هذا اللقاء إنضاج لموضوع الحكومة، وربما التيار العوني اعتبر أن هذا اللقاء هو مدخل لتصحيح العلاقة مع «المستقبل» وأن يكون ذلك ربما تمهيداً لموضوع انتخابات رئاسة الجمهورية.ليس المهم كيف ينظر كل طرف من زاويته، يبقى أننا قاربناه أولا من زاوية ضرورة استمرار الحوار مع كل الأطراف اللبنانيين ومن بينهم التيار العوني، وثانياً تسهيل عملية تشكيل الحكومة بتخفيف التصلب الموجود عند بعض الأطراف.