خلف قرار الوكيل المساعد للتعليم العام في وزارة التربية الدكتور خالد الرشيد، بشأن تراجعه عن اجراء موازنة في ميزانيات معلمات رياض الأطفال وتحقيق العدالة في توزيع الأنصبة، حسرة في قلوب الكوادر التعليمية، تركت الميدان التربوي يغلي لما وصفه كثيرون بـ«نكسة الخضوع» لـ«المهددين بالاعتصام».وأكدت بعض مديرات رياض الأطفال لـ«الراي» أن الوكيل الرشيد أصدر قراراً خلال الفترة السابقة بالموافقة على تعديل الأنصبة، ثم تفاجأ الجميع بقرار لاحق تراجع فيه عن تحقيق العدالة، لمجرد أن 50 معلمة لا ترغب بالتدريس، وتفضل العبث «بهاتفها المحمول» مؤكدات أن الدوام المدرسي في هذه المرحلة وان بلغ ذروته فلن يتجاوز الساعتين في اليوم الواحد من زمن الدوام البالغ 4 ساعات و50 دقيقة «فلماذا فوضى الاعتصام والقبول بظلم الغير؟».وحذرت المديرات وبعض المعلمات المتظلمات من ارتفاع الأنصبة من سياسة الخضوع لجمعية المعلمين، كلما توجه اليها عدد من المعلمين، مظلومين كانوا أم ظالمين، وقالت احداهن «ان جمعية المعلمين هي جمعية نفع عام فبأي حق يسمح لها بالمشاركة في الاجتماع الذي عقد بمكتب الدكتور الرشيد لحل هذه الأزمة؟ وأي منطق ذاك الذي منحها توجيه أسهم نقدها الى مسؤولي التربية؟».وأوضحت أن التوجيه العام لرياض الأطفال قام منذ شهر أكتوبر الفائت بحصر ميزانيات المناطق التعليمية الست ومدارس التربية الخاصة، فتبين لديه وجود تباين في عدد المعلمات اذ يزيد عددها كثيراً في بعض الرياض، فيما ينقص عددها في رياض أخرى، فكانت مشكلة النقص والتكدس التي دفعت الموجهة العامة للرياض وداد المكيمي الى تقديم كتاب عاجل الى الوكيلة مريم الوتيد لاجراء الموازنة بأسرع وقت ممكن.وأضافت المديرة التي آثرت عدم ذكر اسمها «بعد شهرين رفعت الموجهة كتاباً آخر الى الوكيل الرشيد، ثم كتاباً ثالثاً الى مدير التنسيق، الا أن جميع المحاولات لم تلق آذاناً صاغية، وانتهى الأمر بمعاقبة بعض مديري الشؤون التعليمية» مؤكدة أن الوكيلة الوتيد أبدت للموجهة المكيمي اقتناعها 100 في المئة بمقترح التوجيه، وشددت على ضرورة اعادة توزيع الأنصبة وتحقيق العدالة فوراً بين المعلمات دون تفرقة أو تمييز.ولفتت المديرة الى أنه «وبعد دورة طويلة من الاجراءات التي تركت الموجهة وبعض موظفاتها يبحثن عن الكتاب من قطاع الى آخر، وافق الوكيل الرشيد على اجراء التعديل وتم ابلاغ مديري المناطق بذلك، وأبلغونا بدورهم لتحديد الفائض والنقص ان وجدا، ولكن «الزلة التي لا تغتفر» كان خضوع الوزارة الى بعض الجهات الخارجية.الى ذلك تطرق مسؤول تربوي رفض ذكر اسمه الى قضية اقحام جمعية المعلمين في كل شأن تربوي، دون النظر الى تحقيق المصلحة العامة اذ تبين عدم المام أعضائها بشؤون رياض الأطفال، مؤكداً أن استفساراتهم كانت شاهدة على عدم امتلاكهم معلومات عن هذه المرحلة، حيث قال أحدهم ان التوجيه يكلف المعلمات بالشؤون الادارية كتدريس المكتبة، فيما «يجهل عضو الجمعية أن تدريس المكتبة من صميم عمل معلمة الروضة».وأضاف «ثم تقدم العضو الآخر بسؤال آخر الى التوجيه منتقداً فيه اشراف معلمة الرياض على الأطفال أثناء تناول وجباتهم الغذائية، فيما يعتبر هذا الواجب من أهم واجبات معلمة الرياض، فسلامة الطفل وصحته أمانة في عنقها، وليس في عنق العاملات الأجنبيات، خاصة وأن هناك أطفالا مصابين بأمراض معينة، ويجب الاشراف الكامل على نوعية الوجبات التي تقدم لهم.من جانبها، وجهت الموجهة المكيمي كتاباً الى الوكيلة الوتيد استعرضت فيه أهم المبررات لاجراء الموازنة بين المعلمات ومنها.تحقيق العدالة بين معلمات الفصل الواحد بشكل خاص ومعلمات الرياض بشكل عام والفائدة التربوية التي سنجنيها من مرافقة معلمات الفصل للاطفال في غالبية الفترات التربوية وفي اكبر قدر ممكن من الوقت واستثمارا لوفرة المعلمات حيث يعتبر وجود 3 معلمات أو 4 حتى 5 معلمات في الفصل الواحد ظاهرة جديدة على الميدان ويجب استثمارها وقد يؤدي الفراغ لكثير من المشاكل والمشاحنات اضافة إلى وجود انشطة تعليمية تحتاج إلى تواجد معلمتي الفصل معا كالنشاط الحركي والانشطة الخاصة. وكثافة الفصول من الاطفال يعتبر سببا رئيسيا لضرورة تواجد معلمتي الفصل حتى يتمكنا من ادارة وضبط الفصل. ووجود عدد من اطفال الحالات الخاصة التي تحتاج إلى رعاية خاصة وزيادة اهتمام وذلك يتحقق بوجود المعلمتين وتواجد المعلمتين يكون من افضل الحلول لعلاج وحل مشكلة الغياب وتوزيع جدول الاحتياط وتواجد المعلمتين يساهم في نقل وتبادل الخبرات.كما وجهت كتابا آخر إلى الوكيل الرشيد بينت فيه اوجه الاستفادة من الاعداد المتوافرة من الكوادر التعليمية وفق الاولويات وقالت فيه انه «من منطلق الاستفادة من الاعداد المتوافرة من الكوادر التعليمية حيث بلغت الزيادة 1642 معلمة روضة موزعة على جميع المناطق التعليمية نتقدم بآلية الاستفادة من تلك الزيادات مرتبة وفق الاولويات وذلك من خلال اعتماد اللازم لرياض التجربة 1 والتجربة 2 (مشروع ادخال المواد) ثلاث معلمات للفصل الواحد لوجود وتطبيق منهج مكثف وروضة جديدة بحاجة إلى تأسيس. وروضة تعاني من كثافة في عدد الاطفال أو كثافة عدد الفصول، وروضة يغلب عليها معلمات مستجدات، وروضة يكثر فيها النقل لكونها في اطراف المنطقة».وارفقت المكيمي في كتابها صورة من كتاب الوكيل الرشيد بالموافقة على اجراء التوزيع حيث اكد في كتابه إلى مديري المناطق «ايمانا منا بأهمية الاستفادة المثلى من اعادة توزيع الكوادر الوطنية في مرحلة رياض الاطفال في ظل وجود زيادات تمثل عبئاً على ادارات مدارس رياض الاطفال يرجى التكرم بالايعاز لجميع مديرات رياض الاطفال نحو تنفيذ مقترح التوجيه الفني العام لرياض الاطفال علما بان الجداول المرفقة تمثل كيفية الاستفادة من الزيادات الحالية بمدارس رياض الاطفال».والجدول التالي يوضح ميزانيات الهيئات الاشرافية والتعليمية لجميع المناطق.