يقضي مصطفى يومياً ما لا يقل عن 15 إلى 20 دقيقة، وهو يدور حول «نفسه» أو حول العمارة التي يسكنها، يبحث ويبحث دون جدوى عن موقفه لركن سيارته... ولكن جهوده غالباً ما تبوء بالفشل.فالرجل الذي امتلأت جيوبه بالأوراق الصفراء الخاصة بمخالفات منع الوقوف، لم يعد يغامر بركن سيارته كما كان يفعل سابقاً في نفس المكان الذي اعتاد عليه بجوار البناية.يقول مصطفى الذي يخوض شجارات يومية مع حارس العقار «3 مخالفات متتالية حُررت في حقي خلال أسبوع واحد، 15 ديناراً دفعتها خلال أسبوع، هل هذا يجوز؟». ويضيف «لا أنكر بأنني كنت مخالفاً، ولكن ما العمل إذا كان صاحب العقار قد قام بإنشاء بناية مؤلفة من 36 شقة، في حين أن مواقف السيارات المخصصة للمستأجرين لا يتجاوز عددها 20 فقط».قصة مصطفى تختصر معاناة الآلاف الذين باتوا في بعض الأحيان يفضلون الخروج من منازلهم مستعينين بالتاكسي، أو حتى انهم يصرفون النظر عن الخروج بشكل نهائي من أجل الموقف فقط.هذه المعضلة تدفع الكثيرين للتساؤل، على أي أساس يتم إنشاء المباني السكنية، وكيف يعقل أن تكون المواقف فيها أقل من عدد الشقق، كما تدفع للتساؤل عن حق المستأجر في موقف خاص لقاء الإيجار الشهري الذي يدفعه.البنايات والعمارات في مختلف المناطق لاسيما حولي والسالمية تختنق من الازدحام المروري بفعل تكدس السيارات في الأماكن غير المخصصة للوقوف، في وقت يعاني المستأجرون من ضياع وقتهم وفلوسهم، بينما لا يكترث صاحب الحلال لمشكلة من المفروض انها تعنيه بالدرجة الأولى، ولكن السؤال الأهم يبقى من المسؤول عن هذه المخالفات ومن يدفعها المستأجر أم صاحب العقار؟في الفروانية كما غيرها من المناطق البعيدة عن محافظات الكويت بنايات ملتصقة بعضها البعض وتصل إلى الطابق الثامن أو العاشر، وكل منها لا يحتوى إلا على 10 مواقف للسيارت لعدد 30 أو 40 شقة، مع الإشارة إلى أن هذه المناطق تشهد إنشاء بنايات جديدة ما ينذر بـ «طامة كبرى» في المستقبل القريب.المواطن والوافدمستأجر آخر يشير إلى مشاكل مع سكان البنايات المجاورة اذا وقف في مكان مخصص لغيره، ليكرر التساؤل ذاته «أين أركن سيارتي؟»من جانبه، يقول ابو احمد وهو مواطن يقطن في بناية في حولي من 8 طوابق، ان البناية بها 20 موقفا للسيارات ويقطن بها 32 أسرة وغالبية الاسر تملك عدد 2 سيارة، فانا يوميا في خلافات بسبب مواقف السيارات مع من يقف في مكاني رغم انني من أول سكان البناية واحتفظ بحق اختيار موقف السيارة لي.واشار ابو احمد إلى أن البناية ايضا بها عدد صالونين للسيدات ما يسبب مشاجرات يومية على المواقف من قبل رواد الصالون الراغبين في موقف سيارات ليست من حقهم، ما يزيد من مشاكل مواقف السيارات نهارا، أما ليلاً «من سبق وقف... أكل المخالفة».حلول موقتةوفي ظل هذه الأزمة لجأ بعض السكان في العديد من العمارات والبنايات إلى ركن السيارات خلف بعضها البعض وإعطاء مفاتيح السيارة لحارس العقار أو نسخة منها في حال خروج أحد السكان قبل الآخر، بينما يعمد آخرون إلى العودة للمنزل مبكراً حتى يضمن مبيتا للسيارة في مكان بعيد عن المخالفات. ويرى أهل الاختصاص ان الحل هو ان يلتزم اصحاب البنايات ببناء سرداب موقف سيارات يتسع للسيارات، بالاضافة إلى تخصيص مواقف سيارات خارجية بجانب العمارة تكفي لعدد سكانها، ولكن هذا الحل من الصعب تحقيقه كون السرداب يؤجر بأسعار باهظة تجعل استغناء مالك عن عاداته أمراً صعباً للغاية.حارس العقارأبو بدر حارس أحد العقارات في منطقة الفروانية، يقول ان أكثر المشاكل التي تؤرقه هي مواقف السيارت، وان أغلب السكان في البناية ليس لهم موقف وان عدد المواقف المتاحة لا تتعدى 13 موقفا وعدد الشقق 40 شقة، وان جميع العقود المكتوبة حاليا يكتب فيها ليس للمستأجر مكان محدد لموقف السيارات منعا للمطالبة لاحقا بحق الموقف مع مالك البناية.ويرى ابو بدر انه لا ينام طوال الليل بسبب السكان كون ان كل ساكن يرغب في توفير مكان له للوقوف ويتم استدعائي ليلا لتوفير المواقف التي لا أملك منها شيئا سوى ارضاء السكان.تأجير الموقفوبين هذا وذاك، أشار احد قاطني بنايات حولي إلى ان البناية التي يسكن فيها لا يوجد مواقف محددة للسكان، فانه يؤجر موقف السيارة من الحارس شهرياً بواقع 5 دنانير أو يضاعف «إكرامية» الحارس الشهري من أجل ضمان الموقف، وبهذا يعمل الحارس على تأمين الموقف من خلال ركن سيارته حتى يأتي المستأجر صاحب «الإكرامية» لـ «يصفط» في المكان.في المقابل، يقول آخر انه يسكن في الجابرية وليس لديه موقف سيارة في البناية التي تسكن فيها، فيقوم بترك سياراته أمام إحدى الجمعيات التعاونية ويقوم بالسير إلى منزله لمدة 10 دقائق، ولسان حاله يقول «10 دقائق... ولا 5 دنانير».

زوايا

صفقة بـ 190 مليوناً

تزامنا مع الاحتفالات الوطنية في البلاد، احتفل أحد المستثمرين بإتمام صفقة عقارية خاصة بمبان قديمة في منطقة الدعية قيمتها 190 مليون دينار، في حين تبلغ مساحتها الإجمالية 223327 مترا مربعا. وتعد تلك الصفقة أكبر الصفقات العقارية المجمعة خلال العام الحالي.

... عودة «المخازن»

عادت القسائم التخزينية وصفقاتها إلى التداولات بعد غياب طال أكثر من 6 اشهر، اذ تم بيع مخزنين في العارضية الاسبوع قبل الماضي بقيمة 3 ملايين دينار لمساحة 2000 متر مربع. ويرى البعض ان هذه الصفقة تشكل مؤشراً على ان القسائم التخزينية الصناعية ستنشط من جديد.

بناية بـ 4 ملايين

دخلت منطقة الفنطاس بقوة على خط الطلبات العقارية للبنايات الاستثمارية بقوة بعد ان التهبت الاسعار في منطقتي السالمية وحولي، حيث باع مستثمر عقاري بناية استثمارية الاسبوع الماضي مساحتها 1181 مترا بقيمة 4 ملايين دينار، ومن المرجح ان ينهي خلال أيام صفقة مماثلة بالقيمة نفسها.

يوم بـ 214 مليوناً

سجلت وزارة العدل في يوم العمل الأخير قبيل عطلة الأعياد الوطنية 33 صفقة ما بين عقد ووكالة عقارية، وتجاوزت قيمة الصفقات المذكورة 214 مليون دينار، وكانت الصفقات الاكثر تداولا للعقار الخاص بواقع 25 صفقة، مقابل 8 صفقات للعقار الاستثماري، ما يدل على ان العقار «نشط».

شراء إلكتروني

تسويق العقارات دخل عالم التكنولوجيا وانتشر بشكل كبير، إذ يلفت مسؤولون في بعض الشركات العقارية إلى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في التسويق لعقاراتها في مختلف البلدان. وتشمل العروض التي يتم الإعلان عنها عبر هذه الوسائل التأكيد على العوائد التي تحققها المشاريع، وهو ما يشكل عامل جذب إضافيا لهذه العقارات.

ملاحظة

العقار المحلي ... «خجول»

مشاريع كثيرة شرق وغرب، وفي النهاية المحصلة للمشاريع العقارية المحلية في المعارض العقارية في الكويت لا تتجاوز 10 في المئة من حجم المعروض، هذا هو حال المعارض العقارية في الكويت، مشاركات للشركات ولكن بمشاريع غير كويتية.واللافت للنظر ان المشاريع العقارية الخارجية المعروضة في السوق تلقى إقبالاً كبيراً من قبل المستثمرين العقاريين، وان الأسعار تلعب دورا بارزا في استقطاب شريحة الباحثين عن العقار الخارجي، ولكن تبقى المشكلة الأكبر ان العقار المحلي يشارك في المعارض وهي مشاركة خجولة، أما لشقق استثماري أو شاليهات بحرية، أي عقار استثماري بحت.ويرى أهل السوق ان غياب العقارات المحلية أو المشاركات الخجولة علامة واضحة على ان العقار المحلي «غال».والغريب في هذا السياق ان هناك شريحة كبيرة من فئة الشباب تتوجه حاليا لاقتناص الفرص العقارية الخارجية سواء للأراضي او البيوت في بعض دول الخليج وأوروبا، وان هذا التوجه أتى لكون أغلب المشاريع المعروضة في متناول المستثمر الصغير قبل الكبير.kamal_h555@hotmail.com