تراوح لجنة صوغ البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام فوق «فوهة» سطر واحد، يتناول «المقاومة» لجهة توصيف مهمتها وحدود علاقتها بالدولة، وسط صراع مستمر بين 8 و 14 آذار حول طبيعة هذا «السطر» الذي من شأن التوافق عليه ضمان مثول الحكومة امام البرلمان لنيل الثقة، ومن شأن التسليم بالخلاف حوله نقل البلاد الى سيناريوات غامضة، لن يكون الاستحقاق الرئاسي في منأى عنها.ومع تحوّل الموقف من «مقاومة حزب الله» في البيان الوزاري «القفل والمفتاح» لمرحلة من الاستحقاقات التي تطال واقع الحكومة الائتلافية بذاتها والاستحقاق الرئاسي المقبل، فان تزامن هذا «اللغم» مع محطات اقليمية ودولية عدة يحتل لبنان جانباً بارزاً فيها، يضفي بعداً اكثر حساسية للصراع الدائر في بيروت حول البيان الذي استهلك تسع جلسات للجنة المكلفة صياغته من دون التمكن من بت البند المتعلق «بالمقاومة».فلبنان سيكون امام المحطات الاتية:• اجتماع وزراء الخارجية العرب غداً في القاهرة تحضيراً للقمة المقررة في الكويت يومي 25 و 26 الجاري. وقد خضعت توجهات وزير الخارجية في الحكومة الجديدة جبران باسيل في شأن الورقة اللبنانية ومقاربتها لـ «المقاومة» لتحريات حثيثة في بيروت، بعدما كان سلفه عدنان منصور القريب من «حزب الله» ارسل الى الجامعة العربية ورقة تشتمل على «ثلاثية الجيش والشعب المقاومة» التي شطبت من قاموس حكومة تمام سلام في انتظار الاتفاق على بديل.وفيما كان السؤال كيف ستتعامل حكومة سلام مع هذه النقطة الخلافية وايضاً مع الموقف من الازمة الخليجية المستجدة، ومن سيحدد السياسة الخارجية للبنان، خصوصا ان الحكومة لم تقر بيانها الوزاري بعد ولم ينعقد مجلس الوزراء للاتفاق على الخطوط العريضة، لفت تصويب اعلام 8 آذار على وزير الخارجية الجديد ملمحاً الى انه ارسل ورقة الى الجامعة العربية تتضمن تصور لبنان للفقرة التي يفترض أن ترد في البيان الختامي لقمة الكويت ألغت الرسالة السابقة التي كان الوزير منصور بعث بها، وان صيغة باسيل تشير الى «حق لبنان واللبنانيين في مواجهة الاحتلال وتحرير أرضهم» من دون ذكر كلمة المقاومة.وعلمت «الراي» ان «حزب الله» مطمئن الى ورود كلمة «مقاومة» في ورقة لبنان، وهو ما اكدته قناة «او تي في» (تابعة للتيار الوطني الحر) التي نقلت امس عن مصادر وزير الخارجية «ان التصور الذي قدمه لبنان الى بيان القمة العربية في الكويت يتضمن كلمة مقاومة».• القمة الاميركية - السعودية المقررة في الرياض في 15 الشهر الجاري، والتي سيكون لبنان على جدول اعمالها، انطلاقاً من الاهتمام الذي يوليه الجانبان لحفظ الحد الادنى من الاستقرار فيه وعزله ما امكن عن النار السورية المتعاظمة، ودعم الجهود الايلة لضمان اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها. ولفت في هذا السياق سفر السفير الاميركي في بيروت ديفيد هيل الى واشنطن قبل انتقاله الى الرياض للمشاركة في التحضير لزيارة الرئيس باراك اوباما.• القمة العربية في الكويت، التي يتزامن انعقادها مع دخول لبنان في مدار المهلة الدستورية للانتخابات الرئاسية، وتالياً فانها ستشكل اختباراً مشتركاً للبنان والمجموعة العربية على حد سواء. فبيروت ستكون على محك استكمال عملية «تنصيب» الحكومة بنيلها الثقة تحضيراً للانتخابات الرئاسية، وقمة الكويت ستكون مطالبة بتوفير مظلة للبنان واستحقاقاته وتجنيبه «شظايا» الانقسامات العربية، وآخرها الازمة المستجدة، بين السعودية وقطر.• التوقعات في شأن انعقاد قمة سعودية - ايرانية في الرياض، وسط مؤشرات عن اتجاه السعودية لتوجيه دعوة للرئيس الايراني حسن روحاني لزيارتها بعد القمتين السعودية - الاميركية في الخامس عشر من الجاري وقمة الكويت في الـ25 منه. ويولي لبنان اهمية «ما فوق» استثنائية للاختراق المحتمل على مستوى العلاقة بين السعودية وايران لان من شأن ذلك الانعكاس ايجاباً على ملفاته اللاهبة.وعقدت لجنة صوغ البيان الوزاري بعد ظهر امس اجتماعها التاسع، في ظل توقعات بان تنجح الاتصالات الاسبوع الطالع في تفكيك «لغم» بند المقاومة وفق صيغة تجد «حداً مقبولاً» لحدود مرجعية الدولة التي تصر على ذكرها قوى 14 آذار، وهو ما سيفتح المجال امام التئام مجلس الوزراء واقرار البيان ثم تحديد موعد للبرلمان لتَمثل امامه الحكومة وتنال الثقة قبل انقضاء مهلة الشهر المحددة في الدستور والتي تنتهي في 17 الجاري، لينتقل التركيز الى الاستحقاق الرئاسي.واستدعت الاتصالات حول البيان الوزاري تواصلاً مباشراً عبر الهاتف هو الاول من نوعه علناً بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع منذ الكشف عن اللقاء الذي حصل بين الاول والعماد ميشال عون في روما قبل اسابيع والذي قوبل باستياء «قواتي» نتيجة عدم وضع تيار «المستقبل» لجعجع في أجواء حصوله ولا ما تطرق اليه.وتناول الحريري وجعجع الأوضاع المحلية والإقليمية والجهود المبذولة لإتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، والحملة التي يتعرّض لها رئيس الجمهورية ميشال سليمان من فريق 8 آذار منذ هجوم «حزب الله» عليه على خلفية وصفه ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» بـ «المعادلة الخشبية».وكرّر سليمان في حديث صحافي نُشر امس رفض الهجوم عليه مؤكدا ان الرئيس القوي لا يخضع لاملاءات «حزب الله». واذ ذكر بضرورة الالتزام باعلان بعبدا وتطبيق الدستور، اعتبر أن الحملة التي تعرض اليها قد تخطت كل حدود تحت غطاء حرية التعبير من دون الاخذ بعين الاعتبار القوانين والاخلاقيات.
خارجيات
«حزب الله» مطمئن إلى ورود كلمة «مقاومة» في ورقة بيروت إلى قمة الكويت
لبنان يتطلع إلى اختراق سعودي - إيراني
06:35 م