حين يغضب أحدنا ويخرج عن إطار اللائق في العلاقات الخاصة والعامة فتِّش حينها عن السبب، لأن الإنسان ما هو إلا مزيج من الحاجات النفسية والجسمية والروحية، وما هو إلا جُملة من الدوافع التي تتقاطع مع المصالح، وحين يمس شيء من هذه العناصر يستنفر الفرد مدافعاً عن نفسه، والأمر بين الدول والأنظمة والقوميات في العالم يخضع للتجاذبات نفسِها بين حاجات ودوافع ومصالح تحكم العلاقات بين الدول، لذلك لا يحدث أي تغيير في الوجود السياسي للدول إلاّ ووراءها تلك الحاجات وهاتيك المصالح.إن استخدام الفيتو الصيني لصالح الدولة السورية إلى جانب الموقف الروسي الواضح ووقوف عدد من دول العالم إلى جانب النظام في سورية منها دول (البركس) لم يكن كل هذا من أجل سورية والسوريين! وإذا كنا قد ذهبنا للجهاد في سورية من أجل الحوريات فإن أميركا التي وقفت إلى جانب بعض القضايا العربية لم يكن ذلك من أجل سواد عيون العرب! لذا علينا أن نستنتج أن الموقف الأميركي الراسخ إلى جانب إسرائيل موقف مبدئي تدعمه مصالح مشتركة عبر اقتصاد وإعلام يهودي يحكم أميركا بكل عناية من غير أن يُخلَّ بنظامها الديموقراطي!!وهذا الموقف الأميركي المنسجم مع التحرك الإسرائيلي لا مجال للمساومة عليه مهما رصدنا في الإعلام خلاف ذلك من جعجعات بلا طحين! لكننا لا نعجب من كل ما سبق ونعجب فقط من تصريح وزارة الخارجية الأميركية في ردٍّ على التدخل الروسي في الشأن الأوكراني: (لا يمكن لروسيا أن تتصرف بعقلية القرن التاسع عشر)!! صراحة أميركا رائعة.. يعني لا يمكن التصرف بعقلية القرن التاسع عشر، طيب: لو سمحتِ يا أميركا هل يمكن التصرف بعقلية القرن العشرين؟! أو القرن الواحد والعشرين! لا يا روسيا: لازم يكون عندك خبرة مثل أميركا، شوفوا أميركا: ربيع عربي.. وجهاد في سبيل الله في سورية.. وفيدرالية مرتقبة في ليبيا! واليمن الله يعين، والعراق حدّثْ ولا حرج، حتى الملفات القديمة وآثارها المستمرة: مثل جهادنا في سبيل الله في أفغانستان بسلاح أميريكي ضد الاتحاد السوفياتي في الثمانينات من القرن الماضي، ناهيك عن موقف أميركا من القضية الفلسطينية: على كيف كيفك! كل ذلك وأميركا ليس لها علاقة، أما روسيا وتدخلها في أوكرانيا يعني والله زوَّتيها!! الله يسامحِكْ!7attanaltaqi@gmail.com
مقالات
علي سويدان / حتى نلتقي
الله يسامحك... يا روسيا !
06:46 م