تقاسمت أفلام «12 عاماً من العبودية» و«غرافتي» وDallas Buyers Club معظم جوائز النسخة 86 من حفل الأوسكار الذي أقيم في وقت متأخر من ليلة الأحد على مسرح «دولبي» في مدينة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا.ففي الحدث السينمائي الأهم الذي يختتم موسم جوائز هوليوود، تجاوز عدد الأفلام المتنافسة في هذا العام 289 فيلمًا، من بين إنتاجات هوليوود وأعمال أجنبية.وأضفت مقدمة البرامج الشهيرة الأميركية إيلين ديغينريس على الحفل أجواء استثنائية، وهي المرة الثانية التي تقدم فيها حفل أوسكار بعدما سبق تقديمها للحفل قبل سبع سنوات، اعتمدت في طريقتها بالتقديم على عفويتها وصداقتها القوية مع الكثيرين، وأيضاً تغريدها أثناء الحفل، وهو الأمر الذي كان متوقع حدوثه، ما سيجعل هناك قواعد جديدة للأوسكار.وكانت الصورة التي التقطها برادلي كوبر وغرّدت بها إيلين وكانت برفقة النجوم ميريل ستريب، براد بيت، أنجيلينا جولي، جينفير غارنير، جوليا روبريتس، برادلي كوبر، قد حققت أكثر من مليون «ريتويت» وتسببت في إسقاط «سيرفر» موقع التواصل الاجتماعي الأشهر لثلاث دقائق. كما أنها وزعت البيتزا على النجوم في الحفل، وتناولوها أثناء العرض، ومن ثم قامت بجمع المال منهم ثمناً لها. كما غيّرت بدلتها ثلاث مرات، فظهرت ببدلة رجالية سوداء ثم بدّلتها بأخرى بيضاء ثم عادت للسوداء، وكان لها مرور بفستان أقرب إلى زي ساحرة لبضع دقائق تزامناً مع إحدى الأوبريتات التي قدمت في الحفل.خطاباتعادة ما تشكل الخطابات حدثاً بحد ذاته، خصوصاً أنها تتصف بعفويتها وسرعتها، وأبرز ما مرّ في خطابات هذه الدورة:• جينير ليندر – الفائز بجائزة أفضل ممثل مساعد: «أهدي الجائزة للملايين الذين هزمهم الإيدز، ولكل من يتعرضون للتمييز فقط لاختلافاتهم، وأوجه تحية وشكر للشعبين الأوكراني والفنزويلي اللذين يعيشان المستحيل».• كيت بلانشيت – الفائزة بجائزة أفضل ممثلة: «الفيلم أثبت أن الأفلام التي تتمحور قصتها حول السيدات مشروع ناجح، ويحقق إيرادات، فالعالم يتغيّر».السجادة الحمراءتعثر جينفير لورنس على السجادة الحمراء خطف الأنظار، وقد كان للمرة الثانية خلال دورتين، وهي أصغر مرشحة للأوسكار، خصوصاً أنها بدت وكأنها تسقط سيدة أمامها. أما النجمة الأميركية ليز مينيللي، فقد سارت على السجادة الحمراء مرتدية بيجامة السنافر الزرقاء، وظهرت وقد صبغت بعض خصلات شعرها باللون الأزرق أيضاً.غياب بعض الأسماءكان أبرز الغائبين عن حفل هذا العام المرشحة للأوسكار «جوني دانش» التي تتواجد في الهند لتصوير فيلمها الجديد، أما الفنان جورج كلوني فكان غيابه غامضاً.كارثة مناخيةرغم التوقعات أن الحدث سيتحول إلى أسوأ أحداث الموضة في تاريخ الأوسكار على مرّ سنواته الطويلة بفعل عاصفة الأمطار الغزيرة التي ضربت جنوب كاليفورنيا في 28 فبراير الماضي والمستمرة توابعها حتى الآن، وقد تسببت الأمطار في إغراق أجزاء من السجادة الحمراء البالغ طولها 500 قدم، إلا أن العمال قاموا بتنظيف الخيام التي سيقف تحتها النجوم في حفل الأوسكار من برك المياه التي تجمعت فوقها بفعل العاصفة، كما قاموا بحماية السجادة الحمراء وكذلك تماثيل الأوسكار الضخمة المزينة لها من الأمطار، بأغطية من البلاستيك، ورغم ذلك كانت الاستعدادات على قدم وساق ولم تؤثر على إطلالة النجوم، خصوصاً أن عدد ساعات العمل لتحضير الحدث تجاوزت الألف ساعة.النتائج مرت مع النجوموكعادته السنوية، شهد الحفل مرور نتائج الحفل في حقائب سوداء حملت مغلفات الأسماء الفائزة، ويتم إغلاقها بمفتاح حتى تسلم، والطريف أن الاستعداد المحكم تطلب أن يكون هناك حقيبتان وليس واحدة، في حال ضياع الأولى أو حدوث أي طارئ.حفر الأسماء بعد الفوزانطلاقاً من كون نتائج الحفل سرية ولا تعلن إلا في وقتها المحدد في الحفل، وبالتالي فإن الأوسكار يحمله صاحبه من دون أن يكون عليه اسمه، ولكن في الحفل الذي يتبع الأوسكار يتم حفر أسماء الفائزين عليها.استعراضشهد الحفل مرور أكثر من فاصل غنائي بداية مع أغنية «هابي» لـ Pharrell Williams الذي نزل إلى الجمهور ورقص معهم، وكان لافتاً حضوره للحدث بـ «شورت» وجاكيت رسمي وسار بهذا الزي الغريب على السجادة الحمراء.وتفاعل النجوم معه كميريل ستريب، لوبيتا، ايمي ادمز وغيرهم، وكان للأغنية التي قدمتها فرقة «يو 2» إهداء لروح الزعيم الراحل نيلسون مانديلا الأثر البارز في نفس الحضور، إلى جانب الأداء المذهل للمغنية الشهير «بينك» بأغنية خطفت الألباب.دي كابريو حاول مرة أخرىيبدو أن على ليوناردو دي كابريو المحاولة مجدداً للفوز بالأوسكار، فهو الذي رشح لفئة أفضل ممثل حتى الآن أربع مرات، ولكن يبدو أن آمال فوزه لا بد أن تنتظر بعض الشيء، وعليه المحاولة مرة أخرى.20 عاماً للطهاةعادة ما يتبع حفل توزيع الجوائز، حفل عشاء يضم أطعمة مختلفة وحضرت خصيصاً للأحدث الأهم. وبمناسبة مرور عشرين عاماً على عمل الطهاة في الحفل السنوي الأضخم، فقد تم توزيع حلوى على شكل «الأوسكار» على الحضور.أبطال حقيقيونشهد الحفل حضور الشخصية الحقيقية «فيليب»، وهو الكابتن الذي احتجزت القوات الصومالية سفينته، وقدم دوره النجم توم هانكس، وكذلك «فاميتا» وهي الشخصية التي قدمتها جوني دانش.أبرز أزياء النجمات• اختارت ايمي ادمز فستاناً أزرق بسيطاً مكشوفاً من على الصدر من «غوتشي» واكتفت بوضع الأقراط وارتداء سوار بسيط.• فتاة «ديور» والوجه الإعلاني الحاصلة على أوسكار أفضل ممثلة في العام الماضي جينفير لورنس، ارتدت ثوباً أحمر أنيقاً، ووضعت عقدها الماسي للخلف كما فعلت العام الماضي، على أمل أن يجلب لها الحظ.• كيت بلانشيت اختارت ثوباً طويلاً ومرصعاً من «أرماني».•جوليا روبريتس ارتدت فستانا اسود انيقا من «جيفنشي».• أنجلينا جولي ارتدت فستاناً من تصميم اللبناني إيلي صعب، وتزين بمجوهرات تقدر بـ 42 قيراطاً.مع من حضر النجوم؟تشكل عملية اختيار المرافق للنجوم أهمية كبيرة، وهي مؤشر لعلاقاتهم العاطفية. ففي حين حضر ماثيو ماكونهي مع زوجته ووالدته، اختار ليوناردو دي كابريو المحافظة على عادته بمرافقة والدته له في الأحداث الرسمية، وكان لافتاً أن جيرارد ليتو وبرادلي كوبير حضرا برفقة والدتيهما.«الميدان»يعد فيلم «الميدان» أول فيلم مصري يتم ترشيحه لجائزة الأوسكار في قائمة الأفلام التسجيلية، للمخرجة جيهان نجيم لكن لم يفز، والفيلم يتتبع حياة 3 نشطاء منذ فرحة بداية الثورة وتنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011، وحتى بعد انتخاب الرئيس المعزول محمد مرسي، ومدة الفيلم 90 دقيقة.وتشير بعض المصادر إلى أن الفيلم لن يتم عرضه في مصر، بسبب تعرضه لمواقف الجيش خلال فترة الـ 18 شهراً التي سبقت انتخاب الرئيس مرسي، ويبدو أنه تم وقف عرضه بسبب انتقاده الضمني لدور الجيش في السياسة بعد ثورة يناير.فلسطينخرج فيلم «عمر» خاسراً كذلك من السباق، فقد كان مرشحا لفئة أفضل فيلم أجنبي وهو للمخرج هاني أبو أسعد ويتناول قصة حب على خلفية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. ويقدم فيلم «عمر» إطلالة جديدة على الواقع الفلسطيني تتسم بالجرأة وتحاول التماهي مع ذلك الواقع وفق حبكة بوليسية أبطالها أربعة شباب يحاولون العيش بكرامة ضمن واقع لا يرحم أحلامهم البسيطة بالعيش الكريم.تكريم المبدعين التقنيينتتميز نسخة أوسكار 2014 بحصول عشرات المبدعين السينمائيين الذين يعملون في الكواليس على أول اعتراف وتكريم من نوعه من صناعة السينما الأميركية. وتم عرض التقرير عن حفل تكريم الجوائز خلال حفل الاوسكار، فقبل أسبوعين من توزيع الجوائز منحت الأكاديمية السينمائية الأميركية جوائز الإنجازات العلمية والتقنية الخاصة بالمؤثرات البصرية التي كانت سبباً في نجاح أفلام منها «أفاتار» و«لايف أوف باي» و«جاذبية».وابتكر التقنيون الكثير مثل تقنية القذف بالسيارات إلى ارتفاع قد يصل إلى 25 متراً بآلة تعمل بضغط الهواء في سيارات استخدمت في أفلام منها «توتال ريكوال»، ومثل برامج معلوماتية مكنت السينمائيين من استبدال النماذج المصنوعة من الطين لتحل محلها منحوتات رقمية، وهذا العام قدمت الأكاديمية شهادات أو لوحات مكتوبة لـ 52 شخصاً عن 19 إنجازاً علمياً أو تقنياً وتمثالين من تماثيل الأوسكار المذهبة بالإضافة إلى ميدالية تقدير في الحفل الذي سبق الأوسكار.

ما قصة الفتاة المحجبة على مسرح الأوسكار؟!

اختارت اللجنة المنظمة للحفل الأضخم أن تمنح فرصة لمجموعة من طلبة السينما حول العالم بالتواجد - ليس فقط في كواليس الحفل ولقاء مجموعة من القائمين عليه - بل وأيضاً الوقوف على خشبة المسرح العريق ومساعدة النجوم في تسلم «الأوسكار»، وكان من ضمن الفائزات زينب عبد النبي، وهي طالبة في جامعة ميتشغن.

الفائزون:

• أفضل فيلم: «12 عاما من العبودية»• أفضل ممثل في دور رئيسي: ماثيو ماكونهي في فيلم «Dallas Buyers Club»• أفضل ممثلة في دور رئيسي: كيت بلانشيت في فيلم «Blue Jasmine»• أفضل ممثل في دور مساعد: جاريد ليتو في فيلم «Dallas Buyers Club»• أفضل ممثلة في دور مساعد: لوبيتا نيونجو في فيلم «12 عاما من العبودية»• أفضل فيلم رسوم متحركة: «Frozen»• أفضل كرتوني قصير: «Mr Hublot»• أفضل أزياء: «The Great Gatsby»• أفضل مونتاج: «غرافتي»• أفضل مؤثرات بصرية: «غرافتي»