استمرّ الوضع الامني في لبنان في «عين الحدَث» وسط تصاعُد عمليات «الكرّ والفرّ» بين الاجهزة الامنية والمجموعات الارهابية التي سقط بعض «رؤوسها» في «شِباك» الاجراءات الاحترازية المكثفة ما قطع الطريق على عدد من التفجيرات الانتحارية التي كان يتم التخطيط لها في معاقل «حزب الله» ومن جرائم الاغتيال التي كانت في طور الإعداد ولكن من دون «تجفيف» هذه المجموعات التي يبقى عملها و»تجييش» المنتمين اليها مرتبطاً بالازمة السورية وتداعياتها لبنانياً في ضوء العنوان الذي رفعه الارهابيون لعملياتهم وهو الردّ على انخراط «حزب الله» عسكرياً في الحرب السورية.وانشغلت بيروت امس بتطورين بالغي الدلالات هما:* مغزى قرار وزير الداخلية الجديد نهاد المشنوق بقفل مركزيْ تعبئة الغاز في منطقة بئر حسن (الضاحية الجنوبية) ريثما يتم افراغ مخزونهما وذلك بعدما افضت التحقيقات مع بعض الموقوفين وبينهم القيادي في كتائب عبد الله عزام نعيم عباس ومحمود ابو علفة الى كشف معلومات عن التخطيط لعمليات إنتحارية، تطال هذين المركزين.وفور ورود هذه المعلومات، أعطى وزير الداخلية تعليماته للأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، بضرورة إقفال مركزيْ تعبئة الغاز بصورة موقتة، بدءا من صباح اليوم ريثما يتم افراغ المخزون، وذلك حفاظا على أمن وسلامة سكان المنطقة، بانتظار توفير إجراءات أمنية كافية للحد من نجاح مثل هذه العمليات.وبغية سد النقص بتوزيع مادة الغاز في بيروت والضاحية الجنوبية، أجرى المشنوق الإتصالات اللازمة بمراكز الشويفات والدورة، لسد حاجات المواطنين من مادة الغاز. علما أن تقارير اشارت الى ان أحد هذين المركزين يعود الى النائب وليد جنبلاط الذي طلب وقف العمل في المركز هناك.* والثاني هو توقيف سرية وزارة الداخلية الليبي (س. م. أ) بعدما قام بتحركات مشبوهة أمام مبنى الوزارة في الصنائع مدعياً ان بحوزته متفجرات وذلك بعيد قرار الوزير المشنوق بقفل مركزيْ تعبئة الغاز في بئر حسن.وبعد توقيف الليبي، عثر بحوزته على هاتف محمول يتضمن صورا له في غرفة مليئة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية. كما ضبط معه مبلغ كبير من المال، وقد أحيل على فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي لاجراء المقتضى القانوني.وتعليقاً على هذا التطور، أشار الوزير المشنوق إلى أن «الليبي الذي إدعى أن بحوزته متفجرات أمام الوزارة إما مختل عقلياً أو يحمل رسالة لي من القاعدة».وفي موازاة ذلك، نشر عدد من المساجين الموجودين خلف القضبان داخل سجن رومية المركزي في لبنان أغنية على طريقة أنشودة تحمل تهديدات بالإغتيال والخطف لرئيس الجمهورية ميشال سليمان وعدد من الوزراء والقيادات اللبنانية منهم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ووزير العدل أشرف ريفي وقائد الجيش العماد جان قهوجي.وأفادت قناة «أل. بي سي» التي نقلت الخبر، أن منشدي هذه الأغنية هم من الموقوفين الاسلاميين المتشددين، وان الانشودة تم تسجيلها قبل نحو شهرين وان الأجهزة الأمنية بدأت بإجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة مع من يتصل هؤلاء الموقوفين وإذا كانت تهديداتهم جدية.ومن كلمات تلك الأنشودة: «بشروا الجيش اللبناني بالمذلة والإهانة ضربنا موجع وقاسي كل خاين بان نصفي،مثلما هدمنا السفارة (الإيرانية) وقبلها برج التجارة (نيويورك) رح ندمر هل وزارة وكل خاين بان نصفي،يا سليمان قاعدتنا، بالذخائر زودتنا ولإغتيالك ارسلتنا وكل خاين بان نصفي».وتنتهي الإنشودة بتعريف المنشد عن نفسه بـ هارون الشروري. ويعرف أن للشروري العديد من الأناشيد المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي، لا سيما موقع «يوتوب» تحت اسماء مختلفة وبالتحديد تلك المرتبطة بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).