عندما يتم تقييم أي قيادي يكون التركيز على جانب القدرات القيادية به، ومنها سلوك القيادي وطبيعة تعامله مع المحيط الذي يباشر فيه مهامه اليومية سواء على مستوى أعلى الهرم أو أسفله حسب المنصب القيادي، ناهيك عن نتيجة انطباعات العاملين معه على المستوى نفسه، والمسؤول المباشر وغيرهم، فهي بمجملها تشكل مهارات مرنة يُطلق عليها «Soft Skills»، ويجب على القيادي التميز فيها لكونها تشكل نحو 90 في المئة من طبيعة العمل واحتياجاته القيادية.لو نظرنا إلى تقييم القادة لدينا من مسؤولين في السلطتين لوجدنا مجموعة من النواب، وهم أصحاب أجندة يغلب عليها الطابع الشعبي، لأنهم وصلوا إلى دفة القيادة من قبل غالبية شعبية، أما الوزراء فمازالت الأسس التي يتم اختيارهم على ضوئها غامضة إلا أنها أقرب إلى المحاصصة في التشكيلة الوزارية الحالية، وهذا يعني ميول وزير الصحة، وزير الشؤون، وزير الكهرباء والنفط، وزير العدل والأوقاف ووزير التجارة إلى النواب وصلتهم بهم يفترض أن تستغل لصالح الحكومة، وعلى أقل تقدير يجب أن توجد حال من التوازن بين النواب (السلطة التشريعية) والوزراء ( السلطة التنفيذية).وإذا كانت جلسة 24 يونيو قد يعتبرها البعض مؤشراً إلى عودة التأزيم، فإننا نرجو من الحكومة حضور الجلسة والإدلاء بدلوها، حسب وجهة النظر الحكومية التي ينبغي أن يكون دور الوزراء الخمسة واضحاً فيها لتقريب وجهات النظر والعمل على معالجة الأسباب المؤدية إلى ظهور حال عدم الارتياح لدى بعض النواب من الحكومة، ناهيك عن سياسة التهديد والوعيد تجاه المجلس!هل تستطيع الحكومة بسط وجهة نظرها عن مطالبات النواب؟ وهل يستطيع الوزراء الخمسة إقناع الحكومة بالحضور وتقبلها الوضع وأن يكون للغالبية صوت مسموع، إذ أوجب العمل الدستوري احترام رأي السلطة التشريعية، فهي نبض الشارع الكويتي؟ وإذا كانت المسألة محصورة في اختلاف على الأرقام وطريقة عرض القضايا، فهذه ليست بمشكلة، لأن طريقة الحوار بين القياديين يجب أن تكون راقية وعلى أسس علمية... هذا إذا كانوا بالفعل قياديين!الشاهد أن الأوضاع لا تبشر بالخير من وجهة نظر بعض أعضاء الحكومة بعد إحياء النواب لمطالبات قديمة، وفي الجهة المقابلة يعتبرها النواب حقوقاً مكتسبة يجب أن تتقبلها الحكومة.وبغض النظر عن تراكمات الماضي القريب، يجب أن توجد الحكومة جبهة حكومية تعمل كصمام أمان يوقف حالة التصعيد، وتتشاور مع النواب، ويفترض أن يكون للوزراء الخمسة (باقر، الحريتي، البراك، الدويلة، العليم) دور رئيسي في تلطيف العلاقة بين السلطتين، شريطة توفير الدعم اللازم من رئيس مجلس الوزراء وتعاون بقية الوزراء. فهل تتوافر الصفات القيادية في الجانبين وتنتهي حال التأزيم المبكرة؟ والله المستعان!

تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتيterki_alazmi@hotmail.com