يستمرّ في لبنان السباق بين العمليات الارهابية التي تستهدف بيئة «حزب الله» وبين محاولات الأجهزة الامنية تسديد «ضربات» للشبكات التي تقف وراء التفجيرات.وبات واضحاً ان الاجهزة الامنية اللبنانية تتفيأ في عملها «النشط» المناخ السياسي الجديد الذي برز مع تشكيل الحكومة وأفضى الى تعزيز التنسيق بين هذه الاجهزة اضافة الى وضع شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي التي تُعتبر «الذراع الامنية» لقوى «14 آذار» في واجهة «المواجهة» مع المجموعات الإرهابية بعد رفع «حزب الله» الفيتو الذي كان يضعه على هذه الشعبة وعلى اي مشاركة لها في «العمليات الاستباقية» ضد شبكات الارهاب التي تستهدف بيئته او في التحقيقات بالجرائم التي تقع في مناطقه.وفي هذا السياق تكشفّت المزيد من المعلومات عن التوقيفات التي قامت بها شعبة المعلومات لمتورطين في ملفات ارهاب ولا سيما تلك التي نفذتها عشية تفجيريْ المستشارية الثقافية الايرانية الانتحارييْن في بئر حسن، وتحديداً القائها القبض على محمود ابو علفة الذي اعترف في التحقيق معه بأن الشيخ اللبناني سراج الدين زريقات من «كتائب عبد الله عزام» كلفه استطلاع موقعيْ المستشارية ومحطة «المنار» التابعة لــ «حزب الله».واذ اشارت تقارير الى ان توقيف ابو علفة جاء قبل ساعات من العمليتين الانتحاريتين وان لا دور له في تنفيذهما، لفتت الى ان ابن عمه حسن كان وقع في قبضة الشعبة قبل اربعة ايام من تفجير بئر حسن، وان ثمة شبهات حول دور له (حسن) في العملية الانتحارية التي وقعت امام السفارة الايرانية في 19 نوفمبر الماضي وسط معلومات عن ان التحقيقات معه تركز على دوره في اختيار «المرشّحين» ليكونوا انتحاريين ثم ارسالهم الى الشيخ زريقات في سورية وإعدادهم لتفجير انفسهم ضد أهداف لـ «حزب الله» وبيئته في لبنان.وفي سياق متصل، وبعد حسْم الجيش اللبناني ان الفلسطيني حسن نضال المغير (من سكان البيسارية الجنوب) هو احد انتحارييْ بئر حسن، شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا امس عملية تصفية للمدعو عبد الله وحيد سرية وذلك بعدما أطلق مقنعان النار عليه عند مدخل سوق الخضر.واكد مصدر من حركة فتح في مخيم عين الحلوة لـ « الراي» أن القتيل الملقب بـ «أبو وديع» هو ابن خالة الانتحاري نضال المغير (سبق ان تم حرق منزل ذويه في البيسارية)، موضحاً أن اجتماعات عدة عقدت لتهدئة الوضع في المخيم ومتابعة القضية التي لم يتم التوصل إلى خيوط لها حتى الساعة.وكان عدد من أفراد عائلة القتيل وهو صاحب محل الخضار في منطقة الشارع الفوقاني في «عين الحلوة»، أطلقوا النار في الهواء داخل المخيم احتجاجاً على مقتله الذي استدعى استنفاراً مسلحاً في عين الحلوة طلبت على اثره مدارس الاونروا من تلامذتها مغادرة مقاعدهم الدراسية إلى بيوتهم تخوفاً من تأزم الوضع.وفي سياق متصل، واصل الجيش اللبناني متابعة ملف الشبكات الارهابية اذ سُجل في هذا الاطار:• تسليم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر القيادي في كتائب عبدالله عزام الموقوف نعيم عباس و3 موقوفين اخرين، بينهم الامراة التي ضبطت في السيارة المفخخة على طريق اللبوة - عرسال.• دهم قوة من مخابرات الجيش منزل محمود خلف في محلة صيدا القديمة، وسط تقارير اشارت الى ان خلف من المتشددين الاسلاميين وانه تمت مصادرة متفجرات وقنابل من بيته.• اعلان قيادة الجيش أنه أثناء قيام دورية من الجيش بتوقيف السوري المطلوب عبد الحي صالح أمون، بعد رصده في محلة مجدل عنجر (البقاع) بادر الى رمي رمانة يدوية باتجاه الدورية، نجم عنها إصابة أحد العسكريين بجروح، فرد عناصرها على المطلوب، ما أدى الى إصابته ووفاته لاحقاً في أحد مستشفيات المنطقة.واشارت الى ان المطلوب أمون «ملاحق بجرائم عدة؛ منها: إقدامه قبل نحو شهرين على إطلاق النار على أحد الحواجز العسكرية أثناء محاولة توقيفه وارتباطه بمجموعات مسلحة وقيامه بعمليات تهريب للسلاح».• تخلية القضاء العسكري لاعب الراسينغ لكرة القدم زهير مراد بعد 3 أيام على توقيفه للاشتباه في علاقته بأعمال إرهابية. علماً ان استخبارات الجيش كانت قد أوقفته واقتادته للتحقيق معه بشبهة العلاقة بتنظيمات سلفية.