ليلة مضيئة بامتياز، اشتعلت بفعل «المحبة والخبرة» في ختام حفلات مهرجان هلا فبراير... محبة يتبادلها «بلبل الخليج» نبيل شعيل مع جمهوره وخبرة عانقت روحه وامتزجت بأحبال صوته الذي لطالما صدح من أجل إطراب محبيه. شعيل أشعل مسرح «صالة التزلج» وجمهوره في الحفل الذي جمعه بالفنان الشاب جابر الكاسر والفنانة أحلام، وعرف فيها «بو شعيل» بحنكته كيف يكون امتلاك المسرح، فأبحر في محيط النغمات وعرف كـ «قبطان» كيف يمسك بالدفة.من جانب آخر، ليس بالضرورة أن يكون الحضور الجماهيري مقياساً لنجاح أي حفل غنائي إذا ما قوبل بتقديم المطربين المشاركين فيه كل جديد من أغان أو استحضار الأغاني الجميلة لزمن مضى، وتحديداً في بداياتهم... وليس بالضرورة أن يكون صاحب «الوصلة الأولى» كعادته كبش الفداء، إذ استطاع الفنان السعودي جابر الكاسر في انطلاقة آخر ليالي «هلا فبراير» الغنائية أن يكسر هذا العرف عندما شد انتباه الحضور من الأغنية الأولى وحتى ختام حضوره على المسرح. لكن من الضروري تأكيد روعة إطلالة «بلبل الخليج» الفنان نبيل شعيل الذي لم يخفِ مدى شغفه للقاء جمهوره ومحبيه بعد غياب... أيضاً ليس ضرورياً أن يكون تقديم الإعلامي نيشان للفنانة أحلام كفيلاً بتسيّدها الحفل، بالرغم مما شدت به من أغان رائعة وضعت من خلالها نقطة في آخر السطر لحفلات هذا العام.جابر الكاسر صاحب البحّة السعودية الساحرة ملك الجمهور بمجرد أن وطأت قدماه المسرح. ولأنه اشتهر بأغانيه ذات الإيقاع السريع، حاول قدر استطاعته أن يرضي جميع الأذواق من خلال تنقله بين «الكلاسيك» و«النقازي». ويحسب للكاسر شجاعته في تبادل التشجيع بينه وبين الحضور ولم يشعر الحاضر للحظة بنوع من الارتباك نتيجة ثقته بنفسه وبقدراته. فغنّى «تدلع»، «يوه منه» و«فدوة لج» للفنان القدير عبد المحسن المهنا و«شوية شوية»، «دخيل عينك» و«وديني»، كما أهدى الكويت أغنية بعنوان «تعيش كويتنا».الكاسر استغل الفرصة التي مُنحت له من قبل شركته المنتجة «روتانا» أفضل استغلال، معلناً عن جيل سعودي قادم سيكون له كلمة في المستقبل القريب.أما الموقف الطريف و«الجميل» في الوقت نفسه والذي رافق إطلالة الكاسر، فكان من توقيع الكاسر نفسه. إذ عند تقديم الفنان، يبدو أن المذيع نسي - ربما من الارتباك - أن يرحب أولاً بالمايسترو مدحت خميس، فما كان من الكاسر، إلا أن رفض دخول المايسترو إلى المسرح، مفضّلاً أن يخرج هو إلى الجمهور ليقدمه بنفسه... بالطبع كانت لفتة ذكية من الفنان الشاب تقديراً واحتراماً لمسيرة هذا المايسترو... «برافو» جابر.«بلبل الخليج» النجم نبيل شعيل عنون وصلته الغنائية الراقية بـ «عدنا والعود أحمد»، عندما غنّى من جديده وأجمل ما صدح به من قديمه. ابتسامة «بو شعيل» وحديثه للجمهور كشف مدى الألفة المتبادلة بين الطرفين. فهناك جمهور يحبّ الفنان وهناك من يحترمه، والاحترام لن يأتي ما لم يسبقه حب وعشق حقيقي لمسناه جلياً مع تغريد شعيل الذي كانت انطلاقته مع أغنية «مشوار نبيل» التي تناولت المختصر المفيد لمسيرة نجاح لأكثر من ربع قرن، واتبعها بأغان عدة مثل «أبنساكم»، «يا عسل»، «يا قلبي وش فيك»، «دلوعة»، «يا شمس» و«طبعاً غير». كما قدم أغنية وطنية باللون البدوي وأنهى الوصلة مثلما عوّدنا بأغنية «يا دار».عبد الوهاب نبيل شعيل الذي رافق والده للحفل، كان بمثابة التعويذة التي يأخذ منها الطاقة الإيجابية والحال ذاتها من خلال تشجيع وهتافات الحضور له قبل وبعد كل أغنية.الفنانة أحلام كانت بأفضل حالاتها في هذا الحفل الذي غنّت فيه كل ما يطلبه الجمهور، وكان نجلها فاهد بطل الوصلة حيث جلس بجانب والده مرتدياً الزي الشعبي «الغتره والعقال» متصدراً الصف الأول. ولم تمضِ أغنية إلا وذكرته أو همزت له حتى أخذ القليل من بريقها.جالت أحلام بين أحدث أعمالها وأفضل ما تغنّت به في مشوارها. كما غنّت «أجر الصوت» أو كما يطلق عليها «الصوت الجريح» للقدير عبد الكريم عبد القادر أسوة بالفنان حسين الجسمي الذي نجح في غناء «مرني» لـ «بو خالد». لكن لصعوبة التحويلات في الأغنية، لم تنجح أحلام في أداء الأغنية، أو بالحري لم تعمل البروفات الكافية لها. كما غنّت «بغيضك» لرئيس شركة روتانا للصوتيات سالم الهندي درءاً للإشاعات التي تشير إلى تدهور علاقتهما في الفترة الأخيرة كما قالت. وقد تكون أحلام نجحت في توددها لشركة روتانا، وهذا ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة عندما يتبين قرار تجديد عقدها من عدمه.أحلام كسبت احترام الجميع بعد تقديم أجمل وصلة غنائية لها في السنوات الأخيرة لم نشهد لها مثيلاً من قبل.
فنون - هلا فبراير
الكاسر غنّى للجمهور... وأحلام لفاهد والهندي
شعيل... أشعل جمهور «هلا فبراير» في ختام الحفلات
06:53 ص