هل ينضم دواء «الموتيليوم» الذي يستخدم ضد الغثيان والتقيؤ الى «القائمة السوداء» ويرفع من صيدليات وزارة الصحة والصيدليات الخاصة؟الدواء المذكور أثار سلسلة من «المخاوف» من أضراره الجانبية، التي قد تؤدي الى الموت المفاجئ، وكان محل نقاش متخصص في أكثر من بلد عربي، في انتظار إشارة منظمة الصحة العالمية برفعه او الابقاء عليه.في الكويت، أكد الوكيل المساعد لشؤون الأدوية والتجهيزات الطبية الدكتور عمر السيد عمر لـ«الراي» أن وزارة الصحة على تواصل مباشر مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الغذاء والدواء الأميركية حيال أي تطورات تطرأ على الأدوية «حيث نأخذ برأيها قبل اصدار أي قرار».وقال الدكتور عمر حول ما تم تداوله في بعض المواقع الالكترونية عن تسبب دواء «الموتيليوم» في دول معينة بمشاكل صحية وموت مفاجئ «نحن نأخذ بالتقارير العالمية قبل اصدار أي قرار، فهناك تواصل مباشر مع منظمة الصحة العالمية وهيئة الدواء والغذاء الأميركية FDA» مبينا أن لدى الوزارة أجهزة طبية ورقابية لمتابعة المستجدات».وقال مراقب تسجيل الأدوية والافراج في الرقابة الدوائية والغذائية والدوائية الصيدلي رامي بهبهاني ان «ما أثير عن تسبب دواء الموتيليوم بسكتة قلبية في إحدى الدول غير صحيح»، مبينا أن «الدواء موجود، كما أن الادارات الرقابية تقوم بمتابعة جميع مايحدث من أعراض جانبية أو ظهور حالات عن طريق تقديم تقارير عن أمن وسلامة المستحضر بصفة دورية».واضاف بهبهاني أنه «يجب عدم الانزلاق وتصديق ما يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي»، مشددا على أهمية الرجوع الى الادارات المختصة في وزارة الصحة والموجودة على الموقع الالكتروني لوزارة الصحة للتأكد من صحة الأخبار التي تتداول»، محذرا من «الاعتماد عليها كونها تنشر اشاعات كثيرة وأخبارا غالبيتها تكون غير صحيحة، وهي ظاهرة في المجتمع حيث يتم تصديق كل ما يتداول في تلك المواقع وتنتشر بشكل سريع»، لافتا الى أنه «يجب الرجوع للجهات المختصة وهي صاحبة القرار».وكانت مجلة «بريسكرير» الفرنسية المستقلة المتخصصة بالشؤون الصحية قد طالبت السلطات الصحية الاوروبية بسحب دواء «الدومبيريدون» الذي يستخدم ضد الغثيان والتقيؤ، سواء باسم ماركته الاصلية «موتيليوم» او باسماء اخرى (generic) من الأسواق، بعد اكتشاف انه تسبب بـ 25 من بين 123 وفاة مفاجئة في فرنسا في العام 2012.وقالت المجلة انه تبين ان «الدومبيريدون» وهو دواء «ذو فعالية متواضعة» ضد الغثيان والقيء «يزيد من مخاطر مشكلات ضربات القلب والموت المفاجئ».وبهذا انضم «الموتيليوم» والاسماء الاخرى لـ«الدومبيريدون» الى «قائمة سوداء» تضم 63 دواء نشرتها المجلة نفسها في أواخر يناير الماضي.واوضحت ان «نحو 7 في المئة من البالغين او نحو ثلاثة ملايين شخص في فرنسا تم اعطاؤهم وصفات لتناول هذا الدواء في العام 2012، بحسب احصائيات الضمان الصحي في البلاد».وتابعت المجلة انه «بمقارنة بين معطيات الضمان الصحي لصرف هذا الدواء، وبين الوفيات المفاجئة في فرنسا تبين انه مسؤول عن 25 من بين 123 وفاة مفاجئة حصلت في البلاد في العام 2012».واكدت ان «دراسات عدة جرت في هولندا وكندا منذ العام 2005، أظهرت ان الموت المفاجئ بسبب مشكلات في القلب يزيد تقريبا 1.6 و3.7 مرة على التوالي في حالة تناول دواء (الموتيليوم) او ما يعادله.وفي نهاية 2011، أعلمت الوكالة الفرنسية للأدوية الاطباء والصيدليين بمخاطر الموت المفاجئ الناجمة عن هذا الدواء. وكانت قد حذرت الامهات في العام 2011 من تناول «الموتيليوم» ضد الغثيان بهدف تسهيل الارضاع.واوضحت المجلة ان «الوكالة الفرنسية للأدوية ستقوم باعلان حول (الموتيليوم) في مارس المقبل، غير انها اعربت عن خشيتها من أن تكتفي بالنصيحة بتخفيض الجرعات او تقصير مدة العلاج به».واعتبرت ان مثل هذه «الاجراءات غير الكافية» لحماية المرضى، «تمثل تهربا من المسؤولية من قبل السلطات الصحية نحو المواطنين»، مشيرة الى انه «حان الوقت للسلطات الصحية الاوروبية لسحب هذا الدواء من الاسواق»، مضيفة انه «يمكن «بسهولة استبداله بحلول افضل للمرضى».وقالت المجلة انه «غالبا ما تنتهي المشكلات التي تدفع لتناول هذا الدواء من تلقاء نفسها او بتعديل النظام الغذائي»، مشيرة الى ان «هناك خيارات علاجية بديلة، مثل (الموربال) في حالة التقيؤ او «(البرمبيران) الذي يجب ان يؤخذ مع الكثير من الانتباه وفي حالات نادرة وبجرعات منخفضة وبمراقبة وثيقة للاعراض الجانبية».