كلف القضاء العسكري اللبناني شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي جمع الادلة من مسرح التفجيرين الانتحاريين الذين استهدفا مقر المستشارية الثقافية الايرانية في بيروت اول من أمس واللذين ارتفعت حصيلة قتلاهما إلى عشرة و 130 جريحاً لدرسها وتحليلها. وهذه المرة الاولى التي يتم فيها تكليف الفرع بالتحقيق في مسلسل التفجيرات الذي يطاول بيئة «حزب الله».واعتُبر هذا التطور امتداداً للمناخ الذي ولّده تشكيل الحكومة الجديدة الذي عكس في جانب منه اعتبار «حزب الله» مكافحة الارهاب الذي يضرب مناطقه «امّ الاولويات» لدرجة القبول بأن تتولى قوى 14 آذار الحقائب الامنية الحساسة (الداخلية والعدل والاتصالات)، في محاولة اولاً لـ «حشْرها» في زاوية «المسؤولية» وثانياً لتسهيل التنسيق بين مختلف الاجهزة الامنية لوقف حلقات الاستهداف المتكرر، علماً ان شعبة المعلومات غالباً ما تعرَّضت لحملات قاسية من «حزب الله» وقوى 8 آذار باعتبارها «الذراع الامنية» لتيار «المستقبل» وصولاً الى «تخوينها» على خلفية تأمينها «الأرضية» (دليل الاتصالات) التي استند اليها القرار الاتهامي لاربعة من «حزب الله» في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.وكانت «ثمار» إطلاق يد شعبة المعلومات، بدأت مع الكشف عن سلسلة توقيفات قام بها هذا الفرع لمتورطين في ملفات ارهاب وصولاً الى توقيفه قبل تفجير بئر حسن مواطنا من آل حلفة اعترف في التحقيق معه بأن الشيخ اللبناني سراج الدين زريقات من «كتائب عبد الله عزام» كلفه استطلاع موقعيّ المستشارية الثقافية الايرانية ومحطة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» وسط تقارير اشارت الى انه لو تأخر التفجير المزدوج يوماً واحداً لكان في الامكان احباطه بفضل معطيات التحقيق مع الموقوف لدى شعبة المعلومات.وفي حين أصدر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تعليمات بتعزيز الحراسة على مبنى قناة «المنار» فُتحت الطريق امس بين السفارة الكويتية والمستشارية الثقافية الايرانية حيث وقع تفجيرا بئر حسن وتمت ازالة السيارات المتضررة، فيما شخصت الانظار على البيسارية (جنوب لبنان) حيث منزل نضال هشام المغير الفلسطيني الذي كُشف انه أحد انتحارييْ عملية بئر حسن.وأكد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر عصر امس ان نتائج فحوص الحمض النووي التي أجريت لوالد نضال المغير اظهرت انها متطابقة مع أحد الانتحارييْن اللذين نفذا تفجير بئر حسن المزدوج. وترافق حسم هوية أحد انتحارييْ عملية بئر حسن مع تداول صورة لنضال على مواقع الانترنت.