من خلف «الدخان الابيض» الذي تصاعد مع التلاقي اللبناني المرتكز على تفاهم اقليمي - دولي «موْضعي» اتاح ولادة الحكومة الجديدة، ومن خلف «غبار» الامتعاض الكبير الذي أثاره دخول اللواء اشرف ريفي الى الحكومة ولاسيما توليه وزارة العدل في صفوف رموز في قوى 8 آذار وبين جمهور هذا الفريق وتحديداً «حزب الله»، جاء الكشف عن لقاء عُقد اول من امس في منزل ريفي وجمعه بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا ليشكّل ما يشبه «القنبلة» السياسية.فاللقاء بين ريفي وصفا اكتسب دلالته البارزة في الشكل والمضمون. فهو الاول من نوعه على صعيد التواصل بين «تيار المستقبل» (يمثله ريفي في الحكومة) و«حزب الله» منذ انقطاعه كلياً قبيل سقوط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في مارس 2013 على خلفية رفض 8 آذار التمديد لريفي في منصبه على رأس المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، علماً ان ريفي وصفا غالباً ما شكلا قبل ذلك «قناة تواصل خلفية» بين الطرفين المتصارعيْن في اطار الحرص على ضبط العلاقة المتوترة والحؤول دون انفلات الامور الى صِدام في الشارع.كما ان هذا اللقاء اكتسب رمزيته لانه جاء بحضور رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان، ورئيس غرفة العمليات في قوى الامن الداخلي العميد حسام التنوخي، وهو ما جعل زيارة صفا تتجاوز تلقائياً طابعها المعلن اي التهنئة بتولي ريفي منصبه الجديد لتشكّل امتداداً للمناخ الايجابي الذي أفضى الى ولادة الحكومة ومحاولة لتفعيل قنوات التواصل مواكبةً لاستحقاقات سياسية مقبلة ولتفاهمات اقليمية - دولية قد تحصل وينبغي «تحضير» الساحة اللبنانية لتلقّيها.وجاء حضور عثمان ايضاً بمثابة دلالة على الاهمية التي يعوّلها «حزب الله» على تعاون كافة الاجهزة الامنية اللبنانية للتصدي لـ «الارهاب» الذي يضرب بيئة الحزب وهي المهمة «رقم واحد» التي حددها الحزب للحكومة وصولاً الى اعتبار البعض ان موافقته على تسليم ثلاث حقائب امنية الطابع (الداخلية والاتصالات والعدل) لقوى 14 آذار جاءت في اطار رغبته في تحميل هذه القوى «كرة النار» الامنية في محاولة لاخمادها وتالياً جعل هذا الفريق في واجهة المسؤولية تجاه استمرار الاستهدافات لمناطقه.وترافقت مشاركة عثمان، التي شكّلت مؤشراً الى تجاوُز مرحلة الحملات القاسية من «حزب الله» وقوى 8 آذار على فرع المعلومات باعتباره الذراع الامنية لـ «تيار المستقبل» مع ما يشبه الاشادة من قناة «المنار» التابعة للحزب بهذا الفرع من باب الاشارة الى توقيفه اربعة اشخاص في محلة الطريق الجديدة سائلة: «هل هذا مؤشر على بداية مرحلة جديدة من الشراكة الامنية في مواجهة الارهاب التكفيري؟».ويُذكر ان صفا وخلال وجوده في منزل ريفي، أجرى اتصالاً هاتفياً بوزير الداخلية الجديد نهاد المشنوق، مهنّئاً اياه بمنصبه الجديد.وقد اعلن اللواء ريفي على هامش انعقاد جلسة مجلس الوزراء امس أن «اللقاء مع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا هو فتح لقناة خلفية سابقة للتواصل السياسي والأمني بعد القطيعة»، لافتا الى أن «البحث مع صفا تناول حواجز حزب الله بين اللبوة وعرسال (البقاع الشمالي) لتكون بعهدة الجيش واكدتُ خلال اللقاء ان اهالي عرسال يريدون انتشار الجيش اللبناني وحصلتُ على وعد من صفا بمتابعة موضوع الحواجز».
خارجيات
طالب وفيق صفا الذي زاره في منزله بإزالة حواجز الحزب بين اللبوة وعرسال
الوزير اللبناني أشرف ريفي يعلن معاودة التواصل مع «حزب الله»
04:56 م