قبل عام تقريبا قرأت لقاء أجرته جريدة «الشرق الأوسط» مع الدكتور إبراهيم بن عبدالله المنيف في عدد 30 يونيو 2013... والنية للكتابة عن هذا النموذج الفريد من القياديين كانت موجودة لكنني مع «هموم» العمل آنذاك «تاه» من بين يدي اللقاء ووجدته اليوم ولله الحمد ونهدف منه نشر الفكرة الإبداعية كيف تتحول من حلم إلى حقيقة.في سياق الحديث نقتبس هذه الجزئية التي نلمس منها العبر القيادية من خبرة الدكتور المنيف التي تجاوزت 50 عاما.يقول المنيف «إنه نجح في تصميم برنامج «إعداد القياديين» المعتمد على طرحه لنظرية غير مسبوقة آنذاك (قبل 3 عقود من الزمن) في كيفية إعداد القادة سماها «الجدارة» بتحديد مقومات القيادة الإدارية التي تجمع بين الإدارة والقيادة معا، هذه المقومات أساسها الجدارة الفكرية والخلقية والحرفية، وقبل ذلك وكله الجدارة البدنية... وأصبح جميع الخريجين من هذا البرنامج من كبار موظفي الحكومة، لقد أصبحوا قادة إداريين.وأورد صاحب السيرة خلال تناوله لجزئية تتعلق بمدى ارتباط التعيين والترقية بالولاء والمحبة قصصا من التراث العربي تخدم المجال، منها أن هارون الرشيد قرر أن يختبر ابنيه (الأمين والمأمون) فطلب من كل واحد منهما أن يكتب رسالة إلى أحد الولاة يخبره فيها بعزله عن الولاية. جاء الأمين برسالة من ثلاث صفحات موجهة لهذا الوالي. بعد قراءتها لم يتيقن هارون الرشيد بأن ذلك الوالي سيعرف منها إنهاء خدماته. في حين جاءت رسالة المأمون معتبرة ومعبرة وبسطرين مقارنة بثلاث صفحات للأمين لتقول: «أما بعد، أحببناك فعيناك، وكرهناك فعزلناك، يد في الخطاب ورجل في الركاب والسلام عليكم» (انتهى الاقتباس)!وعليه، أظن أن فكرة عدم وجود كفاءات في الكويت ودول الجوار غير صحيحة البتة وهذا النموذج لدكتور سعودي بالإمكان الاستفادة منه في الكويت ومنظومة دول التعاون الخليجي كي تجد «الجدارة» من يستحقها وكي نعد جيلا قياديا لبناء مؤسسات تعمل بمفهوم إبداعي وبالإمكان الاستفادة منه ومن هم على شاكلته للوصول إلى سوق خليجي مشترك يعزز من قوتنا الاقتصادية!نحن لا ينقصنا من مقومات النجاح أي عامل فالكوادر موجودة «مركونة» تبحث عمن يستغل جوانبها الإبداعية لكن الخلل في فهم الفرق بين الإداري والقيادي هو أحد الأسباب التي هبطت بأداء مؤسساتنا التشغيلية ناهيك عن طريقة الاختيار بالنسبة للمناصب القيادية وزد على ذلك خلو أجهزتنا من وجود برنامج خاص لاختيار وإعداد القياديين!لذلك، وضعنا هذه المقال من باب التوعية ومحاولة منا الكشف عن قدرات أحبتنا على خلق بيئة عمل قيادية من طراز فريد لو أنها منحت الفرصة … والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter : @Terki_ALazmi