قدم اللواء أحمد الرجيب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الأسبق استقالته بعد تقديم مجموعة من نواب المعارضة للمجلس المبطل الأول استجوابا له ومعه كشف بأسماء عشرة نواب بطلب طرح الثقة به، وكشف آخر بـ 35 اسما ًموافقين على طلب طرح الثقة.سبب الاستجواب المعلن هو كتابة الرجيب مقال من فترة طويلة، وأما السبب الحقيقي فهو محاولته فضح تجار الإقامات وأسماء الشركات الوهمية.ثمَّ قدم استجواب مماثل للدكتورة ذكرى الرشيدي وزيرة الشؤون السابقة، لأنها «هوشت» بفتح ملف تجار الإقامات، وغابت عن التشكيل الحكومي الجديد، فهل سيكون مصير السيدة هند الصبيح وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الحالية مثل من سبقها من وزراء؟فقد قدمت أم أحمد 43 شركة للنيابة العامة، ووضعت 2000 شركة أخرى تحت المراقبة، وأعطت تسهيلات في إجراءات الإقامة للشركات الجادة للقضاء على تجارة الإقامات.فهل ستصمد هند كما صمدت أختها نورية وزيرة التربية السابقّة وخرجت من استجواب مماثل أو ظالم وأعطت مستجوبيها درساً في السياسة وآخر في الديموقراطية؟إن تجارة الإقامات أعزائي القراء تجارة فائقة الربح، ولا تحتاج إلى رأسمال أو مخازن أو معارض، وموظفوها يتلقون رواتبهم من الحكومة، وهؤلاء الموظفون يُعطون حماية مهنية أو دفعاً لمناصب أعلى أو يتقاضون مبالغ نقدية ترتفع بارتفاع منصب الموظف مقابل تسهيل وتزوير في أوراق لإصدار إقامات لعشرات الآلاف من الوافدين.ومن المعروف أن كبار تجار الإقامات شخصيات متنفذة وفي مناصب عليا ولديهم حصانات من كل نوع، ويؤازرهم جيش في الإعلام والحكومة ومجلس الأمة.والسؤال هو: متى يبدأ الهجوم على هند الصبيح؟ أنا متأكد أنها ستصمد وستنتصر في أي معارك مقبلة شرط أن تلقى الدعم من الحكومة وإلا فسيكون مصيرها مصير أحمد الرجيب وذكرى الرشيدي، وتخسر الكويت شخصية فذة ذات سيرة مهنية عطرة في جميع المجالات التي عملت بها.