«زعلي سيطول». هكذا بدا «لسان حال» بيروت يوم امس بعدما صعقها خبر رحيل شاعر الوطن والحب جوزف حرب الذي كتب لها أجمل الأبيات التي «أبحرت» بصوت فيروز وألحان الاخوين الرحباني.بيروت كانت امس «تبكي» الشاعر الفيروزي، حزينة على رحيله وحزينة منه لانه تركها في عزّ مآسيها هو الذي كان من اوائل الذين واسوها حين دهمتها حرب العام 1975 فكتب لها «من قلبي سلام لبيروت... وقُبل للبحر والبيوت... لصخرة كأنها وجه بحار قديم (...) هي من... عرقي هي خبز وياسمين.. فكيف صار طعمها... طعم نار ودخان».بيروت شعرت يوم امس وكأنّها أصيبت في قلبها، فنكّست أشرعتها مع مغادرة «بحّار الشعر» في رحلة بلا عودة، تاركاً خلفه القوافي والدواوين ووعداً لها نكث به بعدما أفلت يدها هو الذي كان عاهدها «انت لي عانقيني بيروت».كثيرون استذكروا امس قصيدة «استشراف» الموت التي كتبها الراحل بعنوان «طالع ع بالي فلّ» والتي أطل بها على غياب مؤلم للبنان وقيمته الشعرية، وفيها قال: « عشت، وعرفت. حزنت، وفرحت، وكبرت. وهلق ي هالدفّي، انغمسي بموج الليل. بيكفّي. زهقت من هالكون، زهقت من هالكلّ، وطالع ع بالي فِل».حرب الذي كان ولد العام 1944 في قرية المعمارية من قضاء الزهراني في الجنوب اللبناني، كتب لـ «ترابه» رائعة «اسوارة الجنوب» التي غنّتها السيدة فيروز. هذا الشاعر الكبير الذي تعلم في المدرسة الأنطونية، درس الأدب العربي والحقوق في الجامعة اللبنانية، ومارس التعليم، وعمل في الإذاعة اللبنانية،وكتب برامج عدة للإذاعة والتلفزيون.الا ان شعر جوزف حرب اكتسب قيمته المضافة عندما ارتبط باسم السيدة فيروز التي غنّت له أروع القصائد ومنها: «لبيروت»، «حبيتك تنسيت النوم»، «لما عالباب»، «ورقو الأصفر»، «أسامينا»، «اسوارة العروس»، «زعلي طول»، «بليل وشتي»، «خليك بالبيت»، «رح نبقى سوا»، «فيكن تنسو»، «البواب»، «يا قونة شعبية». وقد لحَّن وغنَّى له مارسيل خليفة: «غني قليلاً يا عصافير» و«انهض وناضل». كما لحَّن له رياض السنباطي: «بيني وبينك» و«أصابعي» وهما اغنيتان لم تصدرا بصوت فيروز.وقد تولى حرب رئاسة «اتحاد الكتاب اللبنانيين» من عام 1998 حتى العام 2002. ونال العديد من الجوائز التكريمية منها: جائزة الإبداع الأدبي من مؤسسة الفكر العربي، والجائزة الأولى للأدب اللبناني من «مجلس العمل اللبناني» في دولة الإمارات العربية.له دواوينه بالفصحى منها:شجرة الأكاسيا، مملكة الخبز والورد، الخصر والمزمار، السيدة البيضاء في شهوتها الكحلية، شيخ الغيم وعكازه الريح، جزء أول بعنوان «قميصي الوزال قبعتي العصافير»، المحبرة، رخام الماء، كلك عندي إلا أنت، أجمل ما في الأرض أن أبقى عليها، دواة المسك، كم قديم غداً، وقلم واحد في ثلاث أصابع الصادر العام 2013.وله باللغة المحكية «مقص الحبر»، سنونو تحت شمسية بنفسج، طالع ع بالي فل (العام 2007) زرتك قصب فليت ناي (العام 2009).
أخيرة
الشاعر الفيروزي كتب في 2007 «طالع ع بالي فلّ»
بيروت «زعلها مطوّل» على رحيل جوزف حرب
جوزف حرب
03:55 م