| بيروت - «الراي» |بدت الاجواء في بيروت، امس، حذرة في ملاقاة التوقعات التي تحدثت عن امكان الاعلان عن الحكومة الجديدة مطلع الاسبوع، بعدما ارتفعت وتيرة الاتصالات لتذليل عقبات تعترضها، ودخل على خطها مباشرة الرئيس ميشال سليمان، اضافة الى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، الذي «يصادف» وجوده للمشاركة في زفاف كريمة رئيس البرلمان نبيه بري مع استمرار مشكلة تأليف الحكومة منذ اكثر من اسبوعين.ومرد هذا الحذر لدى الاوساط المراقبة في بيروت، الى ان اسباب عرقلة ولادة حكومة العهد الاولى، سياسية لا تقنية، اي انها ترتبط بأجندة «حزب الله»، اكثر مما هي على صلة بشروط حليفه زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، الذي يطالب بـ «استحداث» حقيبة سيادية جديدة (العدل) او باعتبار رئاسة الحكومة حقيبة سيادية لضمان حصوله على حقيبة مماثلة (المالية).ورأت ان شيئاً في المشهد السياسي، المحلي والاقليمي لم يتبدل على النحو الذي يشير الى ولادة طبيعية للحكومة، مشيرة الى تعقيدات اضافية على المستوى الاقليمي طرأت امس مع الانتقادات الايرانية اللافتة للدور الفرنسي، في الوقت الذي بلغ الانفتاح الفرنسي على سورية حد دعوة الرئيس بشار الاسد للمشاركة في العيد الوطني.واشارت اوساط مواكبة للطبخة الحكومية الى ان رئيس الجمهورية يجري اتصالات مكثفة بعيدة عن الاضواء خصوصا مع بري ورئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة ومختلف الكتل البرلمانية عنوانها الاساسي الاسراع بتشكيل الحكومة قدر الممكن من ضمن روحية اتفاق الدوحة وبمشاركة الجميع من دون استثناء لتبصر الحكومة النور قريبا وتتمكن من الانصراف الى مواجهة الاستحقاقات الداهمة ومعالجة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والحياتية، وان الظروف تحتم تسريع الخطوات وتقديم تنازلات من الجميع من دون استثناء لتحريك العجلة الحكومية.وفيما لم تستبعد دوائر مراقبة ان يكون الملف الحكومي بُحث على هامش حفل زفاف كريمة رئيس البرلمان ليل امس، والذي شارك فيه، الى موسى، نائب رئيس الوزراء القطري الوزير محمد العطية وعدد كبير من المسؤولين اللبنانيين، شدد بري على «ضرورة الاسراع في عملية تأليف الحكومة والا تتعدى هذه المهمة الساعات الـ 48 المقبلة، لان الوضع في لبنان وعلى مختلف الصعد يستدعي انجاز هذه الحكومة واي تأخير في تشكيلها لا يصب في مصلحة احد».اما الامين العام، فاستكمل لقاءاته في بيروت امس، حيث اجتمع برئيسي البرلمان والحكومة وعون ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال فوزي صلوخ، غداة لقائه رئيس الجمهورية والنائب سعد الحريري.وقال موسى بعد لقائه السنيورة: «لا نزال في الاطار الزمني لتشكيل الحكومة، ومن طبيعة اللبنانيين تعقيد الامور وعرقلتها، ومع ذلك فهي لا تستدعي تدخلا خارجيا وحلها ممكن لبنانيا».اضاف: «لمست من الرئيس السنيورة تصميما من خلال اتصالاته المستمرة مع رئيس الجمهورية على المضي قدما في موضوع تأليف الحكومة والتغلب على العقبات، وأعتقد ان على الجميع ان يتعاونوا بالكامل مع الرئيسين سليمان والسنيورة لتيسير الامور، وهي ليست صعبة ولا مستحيلة، وفي رأيي انه يمكن حلها».وعن اي نوع من العقبات يتحدث؟ أجاب: «انا لا أتدخل في نوعية المشكلات والحقائب او الاختيارات او الاسماء، هذه مسألة لبنانية والمهم ان يتم التغلب عليها».سئل: يقال ان اتفاق الدوحة اعطى فقط رئيس الجمهورية حقيبة الداخلية، ما صحة هذا الامر؟ فأجاب: «اتفاق الدوحة لم يتدخل ولم يتعرض لتوزيع الحقائب، الصحيح ان الروح العامة كانت تتحدث عن وزير داخلي محايد فقط».واذ اعلن انه لم يعرض على المسؤولين اللبنانيين المساعدة، «ولا هم طلبوا مني ذلك»، قال: «سأنقل انطباعاتي الى كل القيادات العربية واللجنة العربية خصوصا والى امير قطر لانه الرئيس المضيف والقوة الرئيسية في اتفاق الدوحة».وعن ربْط البعض تأليف الحكومة باللقاء السعودي - الايراني، سأل: «ما علاقة الصراعات الاقليمية بمَن يكون وزيرا للعدل في لبنان مثلا»؟ مضيفاً: «يجب الا تربطوا هذه الامور باجتماعات خارجية، فالمسؤولية لبنانية، وهذه المرة المسؤول عن تحريك الامور او اعاقتها سيكون لبنانياً، فالبرلمان فتح، ورئيس الجمهورية انتُخب، وسورية تعاونت، فمَن الذي يعطل»؟ واكد ان «في الوقت الحالي» فان المشكلة اللبنانية لا تستدعي اي تدخل اقليمي. واعلن ان جميع المسؤولين الذين التقاهم «يتحدثون في الاتجاه والتوجه الايجابي نفسيهما».وعن جهود الجامعة على صعيد العلاقات اللبنانية - السورية، قال: «لا أتوقّع ان التحرك داخل لبنان سيؤدي الى كثير من الايجابيات في هذا المجال ايضاً».واعلن الرئيس السابق امين الجميل بعد زيارته سليمان، «ان الدخان الأبيض لا بد من ان يتصاعد مطلع الاسبوع المقبل لان الأمور أصبحت كلها واضحة، والإشكالات هي تفاصيل ولا بد من ان تنضج في الساعات المقبلة وان شاء الله تثمر نتائج كل هذه الاتصالات».وابدى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، قلقه «من تعرض اتفاق الدوحة لانتكاسة في حال استمرت العقد التي تواجه الرئيس المكلف فؤاد السنيورة عبر تعثر تأليف حكومة جديدة تنهض بلبنان نحو مستقبل زاهر». وحذر من «العودة إلى الخطاب الطائفي والمذهبي الذي لا يتوافق مع اتفاق الدوحة».وفي الرياض، أجرى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط لقاءات امس، في الرياض، يرافقه وزير الإعلام غازي العريضي، مع كبار المسؤولين السعوديين حيث بحث معهم في التطورات في لبنان والمنطقة.
استهداف دورية للجيش شمالا وتوقيف نحو 10 أشخاص
أفاد مسؤول امني بأن نحو 10 اشخاص تم توقيفهم امس، اثر تبادل لاطلاق النار في شمال لبنان بين مسلحين ودورية للجيش اللبناني من دون ان يؤدي الحادث الى اصابات.وقال ان عناصر من الجيش كانوا يقومون بدورية روتينية في القبة في طرابلس «تعرضوا لاطلاق نار من مجموعة مسلحين، وحصل تبادل للنيران لكن لم تسجل اصابات». واضاف انه تم توقيف 10 اشخاص احدهم يدعى جهاد الدندشي اثر الحادث الذي وقع في جوار مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين.وعلى الاثر، نزل نحو 100 شخص الى الشارع محرقين الاطارات وقاطعين الطرق احتجاجا على تلك التوقيفات، حسب مراسل «فرانس برس».واوضح مسؤول امني اخر ان الجيش تدخل معيدا فتح الطرق واعتقل العديد من المتظاهرين. واضاف انه تم لاحقا الافراج عن جميع الموقوفين باستثناء ثلاثة اشخاص يشتبه في انهم اطلقوا النار على الجنود.وبادر تجار الى اغلاق محالهم بعد الظهر فيما عزز الجيش انتشاره في المنطقة.وتقع القبة في شمال شرقي طرابلس، عاصمة شمال لبنان، وكانت مسرحا لمواجهات مذهبية الشهر الماضي بين مناصرين للاكثرية ومؤيدين للمعارضة.