حسم زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون الالتباس الذي كان قائماً حول موقفه من الوثيقة الوطنية التي أعلنتها البطريركية المارونية في بكركي قبل خمسة ايام فأعلن «اننا نؤيدها مئة بالمئة، ونتمنى من كل الاطراف اللبنانية التي أيّدتها أن نتساعد معاً على تطبيقها، وخصوصاً ان هذه المذكرة تجسد كل المبادئ التي قام عليها لبنان، والتي اذا احترمناها تؤمن الاستقرار والاستمرار للوطن والازدهار والسعادة للشعب».وجاء كلام عون بعد زيارته امس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حيث كانت خلوة تناولت الاوضاع المطروحة كافة على الساحة المحلية والاقليمية.واكتسبت الزيارة والتأييد الكامل من زعيم «التيار الحر» لوثيقة بكركي - التي دعمها بقوة فريق 14 آذار - أهميتها لانها جاءت بعد مواقف «بالمفرّق» من بعض نواب كتلته تحفّظت عن جوانب منها، وفي ظل صمت مثير للانتباه من فريق 8 آذار ولا سيما «حزب الله» حيال الوثيقة التي اشارت تقارير الى ان الحزب ممتعض مما تتطرقت اليه وخصوصاً لجهة حصرية السلاح بيد الشرعية وعدم ذكر المقاومة، علماً ان هذه الوثيقة كانت رسمت اربعة خطوط عريضة اخرى تركّزت على التمسك بالصيغة اللبنانية والميثاق والعيش المشترك، والتزام اتفاق الطائف، والدعوة الى تحييد لبنان عن الصراعات بين المحاور وتطبيق «إعلان بعبدا» والمطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية في مواعيدها الدستورية. وبدا احتضان عون لهذه الوثيقة، التي اعتُبرت بمثابة «خريطة طريق» او «برنامج عمل» للرئيس العتيد للجمهورية، في اطار التموْضع على خط الاستحقاق الرئاسي تحت مظلة السقف الذي رسمته بكركي للشأن الوطني والذي بدا بحسب الوثيقة ان الانتخابات الرئاسية تشكّل مفصلاً رئيسياً فيه. وكان عون قد قال بعد الخلوة التي استمرت قرابة 45 دقيقة مع الراعي: «الزيارة لتهنئة الموارنة واللبنانيين عموما بعيد القديس مارون، ونتمنى أن يكون هناك حل للازمة وتعود المؤسسات الشرعية تعمل بانتظام، ومن الطبيعي ان نقدم التهاني لغبطته ايضا ونتبادل معه القضايا العامة».وعن موقف البطريرك الراعي من المداورة وهل هو معكم في هذا الموضوع؟أجاب: «الحديث ليس سياسيا اليوم، إنما الحديث تعلق بالمذكرة وبالعيد».سئل: ولكن المذكرة تتضمن بشكل أساسي الأمور السياسية في مقدمها تشكيل الحكومة والاستحقاق الأهم وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟ فقال: «لمن يريد معرفة موقفنا فلينتظره بعد اجتماع التكتل الاسبوع المقبل».