بين تونس وروسيا، تنقّل الملف اللبناني وحضر في المحادثات مع مسؤولين دوليين التي اجراها كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان على هامش مشاركته في احتفالية الدستور الجديد للجمهورية التونسية ورئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي بعيد حضوره افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الثانية والعشرين الذي اقيم في ستاد «فيشت» بمدينة سوتشي (روسيا).ورغم الطابع «المشرق» للمحطتين، في تونس التي تثبّت مكتبسات «ثورة الياسمين» وسوتشي التي كرّست روسيا «دولة عظمى» رياضياً، فان الملف اللبناني حضر من زاوية الواقع القاتم الذي تعيشه بيروت في ظلّ «ماراتون» الأزمات المفتوح والسباق بين مظاهر الانحدار الى الفوضى الأمنية (التفجيرات الارهابية والانتحارية) وبين المحاولات الصعبة لتحصين الوضع السياسي بما يمنع «الانهيار الكامل».ففي تونس التقى الرئيس سليمان نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية وآلية تنفيذ الهبة المالية (3 مليارت دولار) التي اعلن عنها عاهل المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والتي ستخصص لتجهيز الجيش اللبناني بالاسلحة والعتاد التي يحتاجها.وفيما جدد الرئيس الفرنسي خلال اللقاء «التزام باريس دعم لبنان»، واعدا بـ «العمل بالسرعة اللازمة على تزويد الجيش اللبناني بالاسلحة التي يطلبها ضمن الهبة السعودية»، اشارت تقارير الى ان سليمان طلب من هولاند ألا تكون الاسلحة دون المستوى النوعي وخصوصاً في مجال الطيران كي يستطيع الجيش القيام بالاعباء الملقاة على عاتقه.كما اجتمع سليمان برئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني، وتم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، اضافة الى الاوضاع التي تشهدها المنطقة حاليا.وفي سوتشي إستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس نجيب ميقاتي وجرى عرض للتطورات الراهنة في المنطقة والعلاقات اللبنانية - الروسية. كذلك، التقى ميقاتي رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف وبحث معه آخر تطورات المنطقة.وانتقد ميقاتي من روسيا طريقة تأليف الحكومة، معتبراً انها لا تحمل أفقاً، وداعياً الى الاستفادة من الضوء الاخضر الاقليمي للتوافق، ومعتبراً ان هذا الضوء حث الاطراف اللبنانية على تقديم بعض التنازلات.على صعيد اخر، استوقف الدوائر السياسية في بيروت العشاء الذي أقامه السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي في منزله على شرف رئيس منظمة «الانتربول» الدولية الياس المر، وحضرها رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد.وجاء هذا العشاء بعد أيام على التكريم الذي أقامه النائب ميشال المر في داره لنجله الياس والأمين العام لمنظمة «الانتربول» رونالد نوبل والذي حضره رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحشد من الشخصيات السياسية وشارك فيه النائب رعد.ويُعتبر هذا التواصل المستجدّ بين الياس المر و«حزب الله» ثم ايران ذات دلالات ولا سيما ان الاول كان اعلن بعيد تسلُّم لبنان في 30 يونيو 2011 القرار الاتهامي بحق اربعة من الحزب في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري أنه سبق ان أبلغ الحزب وجها لوجه، بأنه «يشك بدورهم في محاولة الاغتيال التي تعرضتُ لها» (في 12 يوليو 2005). وقال حينها إن شخصيات في حزب الله سألته عن الطريقة التي تتيح أن يزيل هذا الشك، وهو الآن يبلغهم «أن الطريقة الوحيدة هي التعاون مع المحكمة».
خارجيات
إلياس المُر إلى مائدة السفير الإيراني
لبنان «المأزوم» حضر في تونس وسوتشي
03:36 م