يبدو أن مجلس الأمة يفكر بعقلية صاحب شركة المقاولات الكبرى الذي وبعد أن ترسو عليه المناقصة يوزعها على شركات صغيرة متخصصة بالباطن، لذا فإن مجلسنا الموقر وزع قضايا وهموم وآمال المواطنين ومراقبة الحكومة والتصدي لقضايا الفساد على لجان عديدة، منها الدائم ومنها الموقت، ومنها لجان تحقيق، فأصبح لديه 12 لجنة دائمة، و10 لجان تحقيق، في قضايا الفساد والتجاوزات، و5 لجان موقتة ستصبح مع الزمن دائمة كلجنة الإسكان ذائعة الصيت التي استمرت سنوات طويلة ومجالس متتالية، حتى أصبح رئيسها رئيساً للمجلس.ولعل أغرب هذه اللجان لجنة الظواهر السلبية، من حيث تضارب الأهداف وتعارض الفكر والرؤية لدى أعضائها ونتمنى مع هذه اللجنة- إن لم تنحل مع أول اجتماع- أن تبدأ بدراسة ظواهر سلبية ثـــــلاث بدأت بالظــــهور على مجلــــسنا الحالي.أولها هي غياب المواطنين عن حضور الجلسات بما في ذلك جلسات الاستجوابات، وفسر البعض ذلك بفقدان المواطنين لاهتمامهم بالمجلس وظنهم بأنه مجلس محدود القدرة والصلاحيات.أما الظاهرة السلبية الثانية فهي عدم قدرة النواب المستجوبين على جمع أسماء عشرة نواب للتوقيع على طلب طرح الثقة في الوزراء المستجوَبين رغم كثرة الاستجوابات.ولعل أطرف أمر هو امتناع نائب تحدث مؤيداً للاستجواب لكنه رفض وضع اسمه مع قائمة طرح الثقة الأخيرة، فتيقنا أن المجلس والحكومة سمن على عسل.وأما السلبية الثالثة فهي كثرة اللجان البرلمانية وتنوعها وتشعبها وصعوبة وجود النواب في اجتماعاتها لكثرة انتمائهم وتسجيلهم في أكثر من لجنة، وخصوصاً لجان التحقيق التي غالباً ما تحفظ القضايا أو تحولها لديوان المحاسبة و«انطر يا... حتى يأتيك الربيع».إضاءةمن جديد يطل علينا الشاعر المبدع صالح مصلح الحربي بهذه الأبيات:لا ضاقْ صدرك والليالي تحدِّكاصبر ولو شفت التعب والمضرةوطيب تمده لا تحسِّف بمدكما يضيع عند الله مثقال ذرة
مقالات
مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي
لجان في لجان
04:23 ص