ارتسم في بيروت بعد التفجير في منطقة الشويفات «سباق» فعلي بين التحقيقات المتواصلة في هذا الملف ومع موقوفين بقضية «الإرهاب المتنقّل» في لبنان وبين حال «الاستنفار» التي اعلنها مواطنون ولا سيما من بيئة «حزب الله» الحاضنة في اطار «التكيُّف» مع الوقائع «المخيفة» الجديدة التي بات يفرضها «النمط الانتحاري» الذي بدأ يتحكّم بيومياتهم منذ ان تسارعت وتيرة التفجيرات التي دهمتها منذ يوليو الماضي.فعلى وقع مشهد «الدشم» امام محلات تجارية في الضاحة الجنوبية و»ازدهار» تجارة «الزجاج المصفح» للمنازل والمؤسسات التجارية القادرة على «امتصاص» عصف تفجيرات بعبوات تبدأ من 15 الى 200 كيلوغرام (لكل زنة عبوة الزجاج «المضاد» لها) كما الأشرطة اللاصقة التي تقي الزجاج من التحطم والتناثر وتالياً التسبب بايذاء المحيطين به، بقيت الاجهزة الامنية تسعى الى تحديد الاشخاص الذين تواطأوا وسهّلوا مهمة انتحاري الشويفات الذي تقاطعت المعلومات عند الاشارة الى انه كان يقصد مستودعا للغاز في بئر حسن (الضاحية) حيث كان ينوي ربما تفجير نفسه في المستودع.واذ برز امس ادعاء القضاء العسكري على الشيخ عمر الاطرش (من عرسال) في ملف التفجيريْن الانتحارييْن اللذي استهدفا محلة حارة حريك في 2 و 21 يناير الماضي، فان هذا التطور عزز الاهتمام بمتابعة الاجهزة الامنية لبعض الخيوط في عملية الشويفات (دون وجود رابط بين الاطرش وبينها) وتحديداً «داتا» الاتصالات التي كانت «الراي» اشارت الى انها اتاحت حديد هوية شخصين على الأقل على ارتباط بهذه العملية، وأن من غير المستبعد التوصل إلى الكشف عن جميع التفاصيل المتصلة بها.وكان لافتاً حسم التحقيقات ان «انتحاري الباص» في الشويفات كان يحمل رشاش كلاشنيكوف عندما صعد مع سائق التاكسي المدعو ع.غ الذي أقلَّه من خلدة الى ساحة الشويفات وان الاول لم ينزل معه الرشاش حين ركب الباص وجلس الى جانب السائق الذي سأله عن وجهته فقال له: «مستودع الغاز في بئر حسن»، قبل ان يلاحظ سائق الباص حسين مشيك ان بطن الراكب منتفخ. وحين استفسر منه عن السبب ردّ الانتحاري «ما خصّك» فحصل نوع من السجال انتهى بإشارة السائق الى انه سيسلم الراكب الى مركز للجيش فقام الانتحاري بتفجير نفسه بالحزام الناسف.وفيما أحال مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الشخصين اللذين تم استماع إفاداتهما أمام شعبة المعلومات (سائق التاكسي وابنه) في قضية إنتحاري الشويفات الى استخبارات الجيش للتوسع في التحقيق، اشارت معلومات الى ان سائق سيارة التاكسي الذي أقل الإنتحاري باع الكلاشينكوف الذي تركه الاخير في السيارة قبل أن يفجر نفسه، وان التحقيقات أظهرت ان لا علاقة للسائق بالانتحاري.وكانت تقارير اشارت الى ان سائق التاكسي دخل في حوار مع الإنتحاري منذ أن استقلَّ السيارة قرب أفران «شمسين» في اتجاه الضاحية الجنوبية، وخصوصا بعدما اكتشف أنه يحمل رشاشاً تحت سترته، وقد شاركه في الحديث راكبان آخران، فتوقّفوا أمام التطورات الأمنية ومخاطر ما تشهده الساحة اللبنانية، وما تعيشه الساحة السورية من إجرام وقتل وتدمير فاقَ كل التوقعات»، لافتة إلى أن السائق قال امام المحققين ان «الإنتحاري لم يُظهر بوضوح ما إذا كان مع النظام السوري او ضده، لكنه كان خبيراً في الملف السوري ويعرف حجم تدخّل حزب الله ودوره بدقّة، وما نفّذته وحداته بحقّ السوريين في بعض المناطق السورية”.