أصعب ما قد يواجه الكاتب حينما يوّد أن يكتب مقالاً جديداً هو غياب الفكرة التي على ضوئها سيكتب مقاله الجديد. هناك صنف من الكُتاب يهتم كثيراً فيما يكتب ولا يريد أن يكون متشابها مع غيره، لذا تراه يتعب على البحث عن فكرة مقال جميلة وجديدة.هناك فرق كبير بين المقال الذي يُكتب بشكل فكري حُر، وبين ذلك المقال الذي يُكتب كتعليق على خبر أو حدث دولي أو محلي، لأن هذا النوع من المقالات لا يريد أي جهد فكري من الكاتب، بل يريد منه معلومة صحيحة وأسلوبا حسناً. أحياناً تتعبني فكرة المقال أو فكرة القصة، وذلك لأيام عدة، فتراني أحياناً أنتبه من نومي واتجه نحو القلم والورقة لكي أقوم بكتابة سطر أو جملة تفيدني في كتابة الفكرة التي أنا مُقبل عليها، وأحيانا كثيرة يحدث معي هذا الأمر وأنا أقود مركبتي حينما يكون الطريق طويلاً.عندما أفتقر لفكرة المقال بشكل شديد عادة ما أتجه نحو بعض أصدقائي واسألهم إن كانت عندهم فكرة تصلح لكتابة مقال، وأحياناً اسأل أصدقائي البسطاء مثل حارس الأمن أو القهوجي أو بائع الخبز، وكثيرا ما أجد عندهم أفكارا جميلة. ومما يتعب الكُتاب أن يُجبروا على كتابة نوع واحد من المقالات، لأن هذا الأمر يُقيّد الكاتب، ويجبره أن يُصبغ بصبغه قد لا يكون يريدها لنفسه، وإني أتحدث عن نفسي حيث انني لا أحب أن أكتب دوماً في السياسة، بل أحب أن أكتب في أي شيء أجد فيه أهمية للقراء، سواء كان سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً... ألخ، لكن بأسلوب ساخر مسؤول، لأني أميل للسخرية أكثر من غيرها، ولأن السخرية هي ذروّة الألم.ولا شك أن ما يتعرض له الكاتب من تعب نفسي أو بدني، يؤثر على ما يكتبه من مقالات أو غيرها، ولعل الكاتب يأخذ فترة يبتعد فيها عن الكتابة بسبب ما اعتراه من وعكة صحية أثرت بشدة على مزاجه الكتابي، هذا لأن كل كاتب مفتاح مزاجه هو حالته المزاجية، رغم أن بعض الكتّاب لا يكتب إلا إن كان بمزاج سيئ، وبلا شك ستجد أن هذا المزاج السيئ قد أثر تأثيراً كبيراً على ما كتبه، لذا دائماً أنصح بعدم الاقتراب من القلم والورقة إلا عندما يكون الكاتب يتمتع بمزاج جيد يساعده على الكتابة.قبل أن أكتب هذه السطور التي هي بين يديك أيها القارئ العزيز لم يكن في رأسي أي فكرة أكتب بها شيئاً جديداً، لكني حينها رميت نفسي في بحر الكتابة وأنا أكتب لك بمنتهى الشفافية.@alrawieroo7.net@gmail.com