الشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام وزيرالدولة لشؤون الشباب لم ألتقه سوى في مناسبات وسلام «على الطاير»، لا يعرفني على المستوى الشخصي، وقد يكون علم عني الشيء القليل، وأنتهز خبر مشروع وزارة الشباب الخاص بتنظيم مشروعات دعم المبادرات الشبابية والذي نشر في «الراي» عدد الأحد 2 فبراير 2014 لإبداء الرأي.كل ما جاء في الخبر يجعله مشروعا محفزا للطاقات الكامنة لدى الشباب لكنني لاحظت شرط السن ( 18ـ34 سنة ) والذي وجدت فيه نوعا من القسوة على عقول قد تكون شبابية في طرحها لكنها من فئة عمرية تتجاوز الـــ 34 عاما!الإبداع لا سن له... وأحيانا وهو أمر تؤكده الأبحاث إن الخبرة والكفاءة في الغالب مختزلة في من تجاوزوا سن الرشد أي 40 عاما!أخاطبه كوزير الإعلام والشباب من باب مبادرة تسكن معي في منزلي في مجلد احتوى رسالة الدكتوراه المعنونة بـ «أهمية القيادة الجيدة والأخلاقية في تحويل الاقتصاد الكويتي»... رسالة تناولت الأبعاد الأخلاقية وأظهرت نموذج Model للقيادة الجيدة والأخلاقية ولم تسمح لي أخلاقيات البحث العلمي في نشرها أو إهدائها لسبب بسيط وهو «إنها حبيسة الرف... تبحث عن التطبيق وخلاف ذلك لا يعنيني»، وأنا في هذا المقام أعلن تبرعي بها لعقل مبدع يستطيع استقبال مضمونها الوطني المبني على فكر قيادي ذي أبعاد استراتيجية وهو الهدف من المشروع سالف الذكر!دراسة امتدت لأربع سنوات أشرف عليها البروفيسور ريتشارد ثورب من جامعة ليدز البريطانية وهي من الدراسات النادرة على مستوى العالم بأسره!الحاصل ان الكويت تعاني من فهم الاحتياج الفعلي لخصائص المبادرة الاستراتيجية وهنا آستطيع تصويرها في شكل مختصر بالآتي:ـ المبادرة الاستراتيجية تحمل فكرة والفكرة يجب أن يكون صاحبها ذي شخصية تتمتع في خبرة!ـ المبادرة يجب أن تأخذ الوطن من حال إلى حال وهو توجه في عالم القيادة يطلق عليه بــ «القيادة التحويلية».ـ المبادرة وإن وجدت فوجودها بحد ذاته لا يكفي، فمعلوم في العلم الاستراتيجي وهو ما ندرسه حاليا في الجامعات ان المشروع المنبثق من الفكرة يستوجب توافر عناصر تنفيذية تتابع مراحل التنفيذ وتمتلك صفة اتخاذ القرار في حينه لإصدار الأوامر التصحيحية في حال ملاحظة قصور في التنفيذ.لذلك فالمسألة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مرتبطة بعمر أو شروط لا تسمح للمبدع بأن يتقدم في وضع تصوره.والدليل على ما ذكرناه، إننا نكتب منذ سنوات حول الفكر الإستراتيجي وأهمية القيادة الأخلاقية وكل ما نستقبله لا يتجاوز عبارات الثناء وهو ما يطلق عليه بـــ Emotional Rewards أي «التوجيب المعنوي» وهو مطلوب لكن المبادرات الوطنية المتعلقة بمصير بلد من شأنها إيجاد نقلة نوعية من وضع إلى وضع أفضل تحتاج إلى رجال مرحلة بغض النظرعن «الفئة العمرية» فأحيانا تجد شابا صغيرا في السن يملك من القدرة على الإبداع الشيء الكثير وفي المقابل قد تجد من كبر سنه و«صغر فكره»... إنها معادلة ربانية يوزع من خلالها المولى عز شأنه القدرات نسبة وتناسبا!خلاصة القول... إن المشروع طيب التوجه ونشكر وزير الإعلام وشؤون الشباب الذي ذكرنا بحدود السن كي نغلق ملف الإبداع الذي ظل حبيسا في جمجمة رأس يحيطه «الشيب» من كل جانب... والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter : @Terki_ALazmi