لم يحمل الأسبوع الجاري أي انفراج حتى الساعة في موضوع تأليف الحكومة اللبنانية رغم مرور نحو عشرة أشهر على تكليف الرئيس تمام سلام تشكيلها، ولاسيما في ظل «الكباش» السياسي الحاصل تحت عنوان «المداورة» في الحقائب.«الراي» سألت النائب أحمد فتفت (من كتلة الرئيس سعد الحريري) الذي التقى سلام أول من أمس عن أجواء المصيطبة (مقر اقامة سلام) وعن «مروحة» الخيارات المطروحة أمام الرئيس المكلف اذا استمرّ التعثر ووضع الشروط، فلفت الى أنه «من المؤكد أن الفراغ غير وارد عند الرئيس سلام»، قائلا: «انطباعي أن سلام لم يعد متحمساً للحكومة الحيادية، وهو ميال الى حكومة أمر واقع سياسية، علما أنني على قناعتي بأن الحكومة الحيادية تبقى الأنجح في لبنان وهذا ما كان أصلا طموح الرئيس سلام، لكنه يعتبر أن الرئيس نبيه بري سيمنعها بالنهاية من الوصول الى مجلس النواب وسيحول دون أن تكون فاعلة وبذلك ستكون مضيعة للوقت في هذه الحال. ومن هنا من الممكن أن يذهب باتجاه حكومة الأمر الواقع السياسية»، ومشيرا الى أن «ما من مدى زمني محدد، لكن أعتقد أن الكل على عجلة من أمره».ووسط الأجواء السياسية التي توحي بأن الأطراف السياسية لاسيما قوى الثامن من آذار لن تقبل بحكومة بمواصفات «مرفوضة» أصلاً قال: «سيرضى بها من يرضى بها ومن لا يرضى بها يستقيل».وعن مسألة الميثاقية في حال استقال وزراء عون وتبعهم «حزب الله» من الحكومة المتوقعة، لفت فتفت الى أن «تيار المستقبل» بقي لثلاث سنوات خارج الحكومة، ولم تُعتبر حينها غير ميثاقية، معتبراً أن «من الممكن أن تستمر هكذا حكومة، وبالسياسة اذا تمكنت من الاستمرار أم لا تصبح حكومة تصريف أعمال وتجري استشارات جديدة في حال سقوطها، لكن الغريب أن حزب الله هو الذي يريد الحكومة ووضع شروط التداول والمداورة واليوم يتراجعون عن هذا الموضوع».وعما اذا كان «حزب الله» يتوسط لدى حليفه عون لتذليل العراقيل، أم أنه راض ضمنيا عن أداء زعيم «التيار الوطني الحر»، أشار فتفت الى أن الفرضية الثانية ممكنة، «ونحن اعتدنا على ممارسة حزب الله التقية»، متداركا: «لكن أنا أعتقد أن الموضوع هو عند الرئيس بري، الذي كان المكلف من حزب الله بأن يفاوض باسم 8 آذار، وبالنهاية الخذلان يذهب لرئيس المجلس. وأنا أعتقد أن هذه مسؤولية عنده بأن يتصرف ويحدد المسؤوليات».وجدد نفيه أن يكون «تيار المستقبل قدم تنازلاً بالقبول بالجلوس على طاولة واحدة مع حزب الله»، موضحاً: «قلنا من الأساس أننا نعتبر اعلان بعبدا هو الأساس ونرفض ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وهذا الأمر ينتظر البيان الوزاري، وقد حصل اتفاق سياسي تم على أساسه ما يسمى بالتنازلات المتبادلة، وهذا الاتفاق السياسي يشبه المداورة، لا التكارم في كل يوم من حسابنا كلما زعل الجنرال عون، فليعطوه وزارة المال ان أرادوا. هناك سلّة وضعها الرئيس المكلف لكل طرف سياسي، وليوزع فريق الثامن من آذار وزارات السلة في ما بينه»، مؤكدا أن «المشكلة هي بين قوى الثامن من آذار وليست في أي مكان آخر».فتفت الذي نفى علمه بشأن اللقاء الذي قيل أنه حصل بين الرئيس سعد الحريري والعماد عون في روما، قال ردا على سؤال عن امكان حدوث مثل هذا اللقاء: «عندما يطلب الجنرال عون أصلاً موعدا من الرئيس الحريري، لا أعتقد أننا امتنعنا في يوم من الأيام عن لقاء أي قوى سياسية لبنانية لا دخل لها بالتدخل بسورية مباشرة. لكن لا علم لي أبداً عن هذا الموضوع (لقاء روما)».