لم تكن بداية حفلات مهرجان ربيع سوق واقف تقليدية كعادة بعض المهرجانات، اذ كانت الانطلاقة مع قيمة فنية وكتلة فن وعطاء تتمثلان في النجم رابح صقر، حيث قاد الليلة الأولى في الهواء الطلق وحيداً وبنجاح دلّل عليه الحضور الكبير من الجمهور الذي اكتظت به المدرجات.صقر، وبعدما قدمه المذيع فواز مزهر بكلمات تحمل عمقاً وتقديراً من أهل قطر لهذا الفنان، اعتلى المسرح منتشياً ليقدم أروع ما تغنى به في السنوات الأخيرة، وكأنه يقول لمن طالبه أخيراً بتقنين حفلاته والتركيز على ألبوماته «انني قادر على التجديد في كل ظهور». ولمس الجميع مدى التناغم بينه وبين الفرقة الموسيقية بقيادة هاني فرحات وكان يكتفي باشارات بسيطة كفلت صحة بداية أغانيه وقفلتها، رغم تذمره أكثر من مرة بسبب مشكلة الصوت قائلاً «ماني سامع كويّس»، والتي تداركها المنظمون وعملوا على حلها بسرعة.قطف صقر من كل بستان وردة واستطاع ان يروي عطش الحضور بغناء مجموعة من أعماله القديمة والجديدة، بدءاً من «باين عليك» و«حط عينك» و«مغرورة» الى «ما هو انت» و«منتهى الرقة» وأغاني أخرى حرّكت المشاعر والأجساد معاً.مسرح الحفل صمم بشكل دائري يتيح للجميع مشاهدة مريحة وسلسة للفنانين أثناء أدائهم وصلاتهم الغنائية، وبطريقة تعكس الموروث الشعبي القطري، تقابله مدرجات للجماهير واسعة ومريحة تتسع لأكثر من 3000 متفرج، هذا الى جانب احتواء المسرح على شاشات بانورامية ضخمة تحيط به، وتنقل بالصوت والصورة كل ما يحدث على خشبة المسرح المجهز بأحدث التقنيات الحديثة، وذلك لاتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من المشاهدين رؤية المطرب والاستماع الى صوته بكل وضوح.مؤتمران صحافيانعقدت اللجنة الاعلامية في اليوم الأول من المهرجان مؤتمرين صحافيين أدارهما الزميل الاعلامي فواز مزهر، الأول للفنان مزعل فرحان، والثاني للفنان السعودي الشعبي فتى رحيمة.في المؤتمر الأول، أكد فرحان «ان الأغنية الشعبية ستعود الى سابق عهدها»، مضيفاً ان هذا الفن عاش أزهى فتراته خلال الفترة الماضية في الخليج عندما كان هناك تنافس بين الفنانين، وهو ما شجع شركات الانتاج على عشرات الألبومات للفنانين الشعبيين، بخلاف ما يعرفه المجال اليوم بسبب احجام هذه الشركات على التعامل معهم. وأشارا الى ان هذا الواقع نتج عنه تعرّض الكثير من الفنانين الى الخسارة المادية، خصوصاً في ظل نشاط القرصنة الالكترونية حيث أصبح الفنانون يلجأون الى قرصنة أعمال بعضهم البعض، ما جعل الكثيرين يختفون عن الساحة، مشدداً على ان الأغنية الشعبية في أمس الحاجة اليوم الى من يأخذ بيدها ليرجع لها وجهها وألقها السابق.كما أشار فرحان الى انه من بين الفنانين المظلومين اعلامياً بسبب عدم الاهتمام به، مشدداً على انه أيضاً من أكثر الفنانين تعرضاً للسرقات الفنية حيث تشتهر ألحانه بأصوات مطربين آخرين، ضارباً المثل بجمل موسيقية لأحد أشهر الملحنين بالسعودية والذي نسبها الى نفسه مع انها من انتاجه، كما ان احدى الفنانات سرقت لحناً كاملاً منه ونسبته الى نفسها واشتهرت من خلاله. وكشف خلال المؤتمر عن انتهائه من تجهيز ألبوم شعبي كامل، غير انه لا يستطيع طرحه بسبب عدم توفر الامكانات المادية، وكذا الشركة التي بامكانها ان تحتضن هذا العمل وتوصله الى الجمهور في كل مكان.من جانبه، تحدث الفنان السعودي الشعبي فتى رحيمة في المؤتمر الثاني عن بعض المشاكل التي تعرض لها مع شركات الانتاج، مشيراً الى انها مجرد مشاكل بسيطة ينتج عنها أحياناً تأخر طرح ألبوماته. ولفت الى ان اغراق السوق بالألبومات ليس هاجساً لديه في حد ذاته، بدليل انه وطوال مساره الفني لم يطرح سوى عشر ألبومات على خلاف فنانين آخرين من جيله، والذي وصل بعضهم الى 30 ألبوماً، لان الأهم هو طرح أعمال ينفذ من خلالها الى قلوب محبيه.وحول السر في اختياره للقب فتى رحيمة عوضاً عن اسمه الحقيقي عيسى الناصر الأحسائي، قال انه عندما تقدم بطلب اعتماده كفنان كان هناك فنان يحمل الاسم نفسه، وبحكم انه ينتمي الى منطقة رحيمة بالشرقية اقترح عليه أصدقاؤه اختيار اسم فتى رحيمة، وهو اللقب الذي لازمه ويعتزّ به الى اليوم.كما تحدث عن سرقة بعض الفنانين لألحان الفنانين الشعبيين وتسويقها للجيل الحالي من دون ان يذكر صاحبها الأصلي من خلال سرقات أغاني وكوبليهات بأكملها، وأكد على ان مهرجان الجنادرية حق لكل الفنانين السعوديين ويجب ألا يكون حكراً على أسماء معيّنة مع لاستثناء الفنانين محمد عبده والراحل طلال مداح لكونهما قامتين فنيتين يعتزّ بهما العرب جميعاً.
متفرقات - مناسبات
حفل الافتتاح تزيّن بحضور فاق 3 آلاف متفرج
رابح صقر يحصد العلامة الكاملة في انطلاق «ربيع سوق واقف» بالدوحة
09:21 م