«ما زلتُ على قيد الحياة». تطبيق للهواتف الذكية ابتكرته شابة لبنانية «من وحي» الحاجة الملحّة التي تبرز مع كل تفجير يضرب لبنان لطمأنة الاهل والأقرباء والأصدقاء الذين غالباً ما تنقطع لدقائق طويلة كل امكانية للتواصل معهم في أعقاب اي عملية ارهابية نتيجة الضغط الكبير على شبكات الهاتف التي «تموت» موقتاً في لحظات تُعتبر «قاتلة» للبنانيين و«أعصابهم».ولأنّ «سبحة» التفجيرات «على أنواعها»، بالسيارات المفخخة وبالانتحاريين، تشي بأنها لن تتوقف، بدا ان اللبنانيين أخذوا، وعلى جري عادتهم بالتعايش مع «الفواجع»، يتكيّفون معها، ساعين الى توفير أفضل السبل «العمليّة» للحدّ من أضرارها أقلّه على ذويهم وأقربائهم والأصدقاء وطمأنتهم «على السلامة» ما دام «مسلَّماً» به ان منع وقوع هذه الاعتداءات ينتظر «فرَجاً» يسقط مع كل انفجار جديد.هي «كبسة زر» تعطي «إشارة حياة» عبر الهواتف الذكية مقابل «كبسة زرّ» الموت التي تم الضغط عليها 8 مرات منذ يوليو الماضي في كل من الضاحية الجنوبية لبيروت ووسط العاصمة اللبنانية وطرابلس (الشمال) والهرمل (البقاع) في تفجيرات يبدو «حبلها على الجرار».ساندرا حسن (26 عاماً)، وهي طالبة دراسات عليا مقيمة في باريس، قررت بعد تفجير حارة حريك الذي وقع الثلاثاء ونفذه انتحاري بسيارة مفخخة إطلاق تطبيق يتيح للمستخدمين إرسال «تغريدة» عبر موقع تويتر تقول «ما زلت على قيد الحياة»، إضافة الى وسميْ «هاشتاغ» لبنان و«التفجير الأخير».وعن الدوافع التي شجعتها على مثل هذا الابتكار، أكدت ساندرا أنه في «كل مرة يقع تفجير أو حادث مماثل في لبنان، نهرع جميعاً إلى هواتفنا للاطمئنان على أصدقائنا أو أقاربنا الذين نعرف أنهم يقيمون أو يمرون في المنطقة المستهدفة». وأشارت إلى أنه «بعد التفجير الأخير الذي وقع الثلاثاء 21 يناير طوّرتُ هذا التطبيق ونشرته على سبيل المزاح. لكن تبين أن الوضع الذي نعيش فيه يجعل من تطبيق مماثل أمراً عملياً».ولعل أهمية هذا التطبيق تكمن في أنه غالباً ما تتعرض شبكات الهاتف في لبنان لضغط هائل بعد دقائق على حصول التفجيرات، مع سعي الآلاف للاطمئنان على أقاربهم وأصدقائهم. ويؤدي هذا الضغط بالتالي إلى شبه استحالة في إجراء الاتصالات. ويتوافر التطبيق لمستخدمي نظام تشغيل «أندرويد» منذ 3 أيام، ولا توجد حتى الآن إحصاءات عن عدد الذين قاموا بتحميله على هواتفهم.من جهة أخرى، أعربت حسن عن دهشتها من درجة الاهتمام الذين أبداه المستخدمون بهذا التطبيق الذي صممته بدافع يخفي بعضاً من السخرية، إلا أنها «وعدت» المستخدمين بتطبيق جديد قريباً يتيح للسياسيين اللبنانيين تغريد بيانات إدانة معدة مسبقاً لدى حصول أي تفجير.وأكدت ساندرا أنها لم تتوقع الصدى الإيجابي الذي لاقاه التطبيق، كاشفة أنها تلقت طلبات من العديد من المستخدمين الراغبين في تحويل التطبيق إلى أداة تتيح لهم التواصل مع احبائهم.على الرغم من ذلك، لا تبدي الفتاة العشرينية سروراً بأن التصميم الذي صممته لاقى رواجاً واسعاً، «فمجرد كونه يخدم حاجة عملية، يجعل من انتشاره نجاحاً طعمه مُر».
أخيرة
تطبيق للهواتف الذكية ابتكرته شابة للتكيّف مع «زمن التفجيرات»
تغريدة «ما زلتُ على قيد الحياة» لكسْر «موت» الاتصالات بعد كل انفجار في لبنان
02:15 م