معلومة بسيطة أو خبر صحافي عابر أو مقال أو حتى تغريدة عن شخص أو موضوع معين، قد تفتح آفاقاً جديدة للبحث والتعلم. ونظرا لتطور وسائل التكنولوجيا وسهولة البحث عن المعلومات والمواضيع المختلفة، أضحى الوصول والحصول على المعرفة والعلم المطلوب وسيلة سهلة وقد لا تشكل عائقا أمام الجميع بلا استثناء!لفت انتباهي خبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أفقر رئيس دولة في العالم، وبعدها تلقائيا اتجهت لمحرك البحث (غوغل) للاطلاع أكثر عن الحياة المتعلقة بهذا الرئيس لأجد كما هائلا من المعلومات العجيبة والغريبة في الوقت نفسه. ولأنني أجد أنه من المفيد حقا أن أتشارك مع القارئ العزيز في بعض منها، وبعيدا عن السياسة وهمومها والتنمية وبلاويها والرياضة وحالها والأزمة السكنية وعثراتها وغيرها من المشاكل التي تواجه المواطن والمجتمع والدولة ككل، رأيت أن أبتعد قليلا في هذا المقال عن واقعنا المحلي المخجل والمحبط من خلال سرد بعض المعلومات عن هذا الرئيس بمساعدة العم (غوغل).فأفقر رئيس دولة في العالم هو رئيس الأورغواي خوسي موخيكا، الذي تبرع بأكثر من 90 في المئة من راتبه لصالح الأعمال الخيرية واحتفظ فقط بحوالي 1250 دولاراً كراتب شهري لتصريف شؤون حياته اليومية، وعند سؤاله عن السبب وراء ذلك، أجاب بأن هذا المبلغ هو متوسط الدخل الشهري الذي يتقاضاه أغلب مواطني دولته وعليه أن يتعايش هو كما هم يعيشون. والرئيس الحالي يسكن في مزرعة هو وزوجته العضوة في مجلس الشيوخ، علما بأنها هي الأخرى قد تبرعت بجزء من راتبها في سبيل الأعمال الخيرية.ولا يملك الرئيس المذكور أي حساب مصرفي أو ديون! علما بأنه يملك سيارة وحيدة فقط وهي فولكس واجن يعود تاريخ تصنيعها إلى عام 1987 وقيمتها الحالية لا تتجاوز 2000 دولار أميركي ويتمتع كثيرا بقيادة المركبات التي تستخدم في الزراعة! أما القصر الرئاسي في الأورغواي، فقد تم تحويل بعض أجنحته إلى مركز لايواء المحتاجين والمشردين وخصوصا في فصل الشتاء. ولعل القارئ قد يستكشف بسهولة ما أعنيه مما سبق سرده من خلال البحث عن صور رئيس الأورغواي ليصل إلى هذه الحقيقة، لأن الصور بواقع الحال خير من ألف تعبير.ويبدو أن الرئيس ذاته يعيش في عالم من المتناقضات، فبسبب تصرفاته، كادت علاقة دولته بالأرجنتين تتدهور بعد وصفه لرئيستها بالعجوز الشمطاء. كما أنه لا يلتزم أحيانا بالأعراف والبروتوكولات والتقاليد السياسية حيث يظهر بملابس رثة وقديمة في بعض المناسبات المهمة. ولعل تصريحاته هي الأخرى لا تخلو من الطرافة، فعند سؤاله عن طموحات شعبه بأن يكون من أغنى دول العالم، أجاب ( تخيلوا كيف الحال لو أمتلك الهندي نفس ثروات وأموال نظيره الألماني، هل من الممكن أن يتبقى لنا أوكسجين لاستنشاقه؟).والمدهش حقا، أن الأورغواي لا تعتبر دولة فقيرة، فهي تحتل المرتبة الثانية من حيث أكثر الدول من ناحية النمو الاقتصادي في أميركا الجنوبية كما أنها احتلت المرتبة السابعة عشرة من حيث جذب الأعمال والاستثمارات على مستوى العالم، علما بأنها حصدت المرتبة رقم 27 على مستوى العالم في تصنيف الحريات والمرتبة 48 من ناحية الناتج الاجمالي المحلي للفرد وغيرها من المؤشرات المشجعه حقا.نعم، نعيش اليوم في عالم لا يخلو من المتناقضات والعجائب والغرائب وما قد يثير الضحك والسخرية والتعجب أحيانا. ولعل التكنولوجيا وحدها قد ساهمت في حصولنا على ما نود وعلى معرفة ما نريد، فشكرا لكل من ساهم في تسهيل ذلك وشكرا جزيلا للعم (غوغل).boadeeb@yahoo.com
مقالات
إبراهيم أديب العوضي / اجتهادات
أفقر رئيس في العالم!
09:10 م