أثارت قضية غسل الموتى في المقبرة الجعفرية بمبيدات الصراصير «الأسفنيك»، التي نشرتها «الراي» أمس، حفيظة أعضاء المجلس البلدي جراء تسريب المعلومات السرية حول محضر اجتماع اللجنة القانونية والمالية في المجلس البلدي.أعضاء في المجلس رفضوا الإدلاء بدلوهم عن ملابسات هذه القضية والبقاء بعيدين عن «المهاترات» التي يسعى البعض الى افتعالها، واصفين إياها بـ «الفتنة»، وأكدوا لـ«الراي» أن «الأمر شائك جداً وعلى وزير البلدية عيسى الكندري حل القضية بأسرع وقت ممكن قبل الوقوع في ما لا تحمد عقباه».وفي هذا السياق، علمت «الراي» أن أعضاء اللجنة القانونية والمالية ومقررها سيتقدمون باستقالاتهم الى رئيس المجلس البلدي مهلهل الخالد «اعتراضاً على ما قام به رئيس اللجنة العضو مانع العجمي في تصريحه عن ملابسات القضية سالفة الذكر»، مؤكدين أنه «خالف القوانين واللوائح الداخلية للمجلس البلدي التي تشدد على ضرورة الحفاظ على سرية اللجان».وقال عضو المجلس البلدي المحامي عبدالله الكندري لـ«الراي» إن المادة 44 من اللائحة الداخلية لتنظيم أعمال المجلس البلدي تفيد بأن تكون أعمال جلسات اللجان سرية، والمقصود في هذه المادة عدم الإفصاح عما تم في المداولة، مطالباً رئيس المجلس البلدي باتخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيق القانون على رئيس اللجنة القانونية.وأوضح الكندري أن الأمر تكرر لأكثر من مرة، ما يستدعي الوقوف والتصدي له «بهدف المحافظة على المبدأ وعدم انتهاك الخصوصية التي خصنا بها القانون»، موضحاً أن «تفاصيل الاجتماع يجب أن تبقى في إطار السرية لحين الانتهاء من تقارير البلدية في أي موضوع يعرض على اللجنة».ومن جانب آخر، قال عضو في المجلس البلدي، رفض ذكر اسمه، ان موضوع المقبرة الجعفرية شأن خاص بالجهاز التنفيذي في البلدية ولا علاقة للمجلس البلدي به لا من قريب ولا من بعيد، كما أنه لا شأن له في محاسبة موظف في البلدية، مطالبا الوزير الكندري بإيجاد حل للقضية المذكورة، وعلى المدير العام أحمد الصبيح البت فيها وقطع الطرق التي تؤدي إلى افتعال قضايا من شأنها إثارة الفتنة والبلبلة.واستغرب استدعاء المواطنة فاطمة النجار صاحبة الشكوى الى اجتماع اللجنة دون أخذ رأي بقية أعضائها، حيث كان من الأجدر برئيس اللجنة القانونية والمالية أن يدرج المعاملة والشكوى على جدول أعمال اللجنة ومن ثم تتم الإحاطة بالشكوى وإحالتها الى جهة الاختصاص للبت فيها.وعقب مساعد المدير العام لشؤون قطاع الخدمات البلدية محمد غزاي العتيبي «حول ما أثير في الصحف المحلية الصادرة أمس في شأن التعامل مع الموتى، بأن كرامة الإنسان مصانة حياً او ميتاً»، لافتاً إلى «أن البلدية وانطلاقاً من مبدأ شريعتنا السمحاء في التعامل مع الأموات تحرص على حرمتهم وتوفير كل التجهيزات اللازمة، كما أن أبوابنا مفتوحة لتلقي أي شكوى والتعامل معها وفقاً لقوانين وأنظمة البلدية».بدوره نفى مدير إدارة شؤون الجنائز ببلدية الكويت فهد جاسم المسبحي التجاوزات بالمقبرة الجعفرية، موضحاً أنه تم التحقيق في هذه الاتهامات بالإدارة القانونية وقد تم حفظ القضية إدارياً لعدم توافر الأدلة.وقال المسبحي في تصريح صحافي انه تم رفع الشكوى إلى النيابة العامة وتم التحقيق في هذه الاتهامات ولم تسفر التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة عن إدانة، وامرت بحفظ القضية إدارياً لعدم صحة ما أثير بهذا الخصوص.