كأنه «توازن رعب بالدم» ارتسم امس شرق لبنان بسقوط 8 قتلى بينهم 5 أطفال و15 جريحاً بقصف تعرّضت له بلدة عرسال التي تُعتبر بمثابة «جمهورية الثورة السورية» في البقاع الشمالي، وذلك غداة مقتل 5 أشخاص بالتفجير الانتحاري الذي ضرب معقل «حزب الله» في الهرمل المجاورة صباح اول من أمس وادى ايضاً الى جرْح نحو 50 شخصاً.وبدا من الصعب امس مع تداوُل انباء «القصف القاتل» لعرسال، فصْل هذا التطور غير المسبوق من حيث حصيلة ضحاياه عن مشهد الهرمل اول من امس والذي اعتُبر من الإعلام القريب من «حزب الله» تغييراً لـ «قواعد اللعبة» التي كانت قضت بضرب «عاصمة» الحزب اي الضاحية الجنوبية لبيروت التي سبق ان استُهدفت ثلاث مرات في الأشهر الستة الماضية آخرها في 2 يناير الجاري (اضافة الى استهداف السفارة الايرانية في بئر الحسن)، ليتحوّل الامر الى قرار بجعل بيئته الحاضنة «أينما كان» في لبنان تدفع ثمن مشاركته بالقتال في سورية.وسواء جاء قصف عرسال امس من الجانب السوري على جري العادة منذ اكثر من عام اذ تعرضت مراراً لغارات وقصف لجرودها من الجيش السوري النظامي، او من مواقع «حزب الله» في منطقة اللبوة في الجبل الغربي المواجه لعرسال على ما اعلن رئيس بلديتها على الحجيري، فان الواضح بحسب دوائر سياسية مطلعة في بيروت ان خط تماس جديداً برز في البقاع ويصعب عزله عن محاولات إحداث توازن على قاعدة «عرسال مقابل اي استهداف جديد لبيئة حزب الله»، ولا سيما ان عرسال لطالما اتُهمت من الحزب وإعلامه بأنها «الممر لسيارات الموت» التي انفجرت في الضاحية، وهو ما تَكرر عقب عملية الهرمل التي سبق ان تعرضت مرات عدة لقصف بالصواريخ، وهو قصف تجدّد صباح امس، وتبّنته مجموعات مرتبطة بالمعارضة السورية.وجاءت التطورات الأمنية الدراماتيكية في البقاع التي بدأت بانفجار الهرمل الذي اعلنت المسؤولية عنه «جبهة النصرة» رداً «على ما يقوم به حزب الله من جرائم بحق نساء وأطفال أهل السنة في سورية»، واستُكملت امس في عرسال لتنافس في «صخبها» الوقائع المدوّية وإن غير المفاجئة للمحاكمة الغيابية في لاهاي للمتهَمين الاربعة من «حزب الله» باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتحجب الانظار عن «خفوت» التفاؤل بولادة للحكومة الجديدة خلال ساعات وهي الولادة التي ما تزال لا تزال معلّقة على سطر في البيان الوزاري الذي يتمسك فريق 14 آذار بالتفاهم المسبق عليه على قاعدة عدم إدراج معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» وتضمينه التزاماً بـ «اعلان بعبدا» فيما يصر فريق 8 آذار على ترك مناقشة هذا الامر لما بعد التأليف.ووسط صمود الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام على خيار التشكيل بحلول الاثنين او الثلاثاء كحد اقصى، ترتفع حظوظ امكان اللجوء، في حال لم يتم الاتفاق على البيان الوزاري، الى اعلان الحكومة الجامعة وفق التوافقات على المداورة في الحقائب وتوزيعها وصيغة الثلاث ثمانيات على ان يُترك البيان الوزاري، فاذا لم يتم التفاهم عليه بعد التأليف لا تتقدم الحكومة الوليدة ببيانها الوزاري الى البرلمان لنيل ثقته، وتبقى حكومة تصريف أعمال ولكن هذه المرة على طريق «حكومة الامر الواقع الجامعة».وتشكّل التطورات الامنية المتسارعة وحرص تيار «المستقبل» على الفصل بين مسار المحكمة الدولية والحكومة عامل ضغط اضافياً لولادة تشكيلة تقطع الطريق بالحد الادنى على ازمة نظام بحال لم يتم التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية في مايو المقبل.وقد استفاق لبنان صباح امس على أخبار استهداف عرسال ومناطق بقاعية اخرى بصواريخ مصدرها الجانب السوري وسقطت في سهول منطقة اللبوة والزبود وخراج الهرمل، اضافة الى حي الشفق في عرسال والسهول بين بلدتي القاع ورأس بعلبك.واعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان ان «مناطق سهل رأس بعلبك، الكواخ والبويضة- الهرمل، ومشاريع القاع، وبلدة عرسال تعرضت لسقوط 20 صاروخاً وقذيفة، مصدرها الجانب السوري. وقد أدى بعضها إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف المواطنين في بلدة عرسال، بالإضافة إلى حصول أضرار مادية في الممتلكات».وفي حين ذكرت تقارير ان عدد القتلى في عرسال هو اربعة افادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية ان 8 قتلى سقطوا بالقصف على البلدة التي تلعب دوراً استراتيجياً في موقعها الجغرافي الذي يضعها على تماس مع الصراع السوري الذي ترتبط به عبر جرودها بحدود بامتداد نحو 55 كيلومتراً مترامية من محافظة ريف دمشق الى محافظة حمص، علماً ان تموْضعها الجغرافي يربطها من خلال حدودها الجنوبية بيبرود والنبك، في حين تتصل من خلال جردها الشمالي بأطراف ريف القصير، وعبر مشاريع القاع اللبنانية - «التوأم» لها في السياسة والديموغرافيا - بقرى ريف القصير.

توقيف 4 أشخاص يحملون جوازات بريطانية في البقاع الغربي

| بيروت - «الراي» |ذكرت تقارير في بيروت أن القوى الأمنية أوقفت 4 اشخاص يحملون جوازات سفر بريطانية للاشتباه بهم في منطقة الدلهمية بين المدينة الصناعية وتربل في البقاع الغربي.وبحسب التقارير فان الاربعة يخضعون للتحقيق من دون ذكر خلفيات توقيفهم.