شهدت بيروت عرضين مبهرين على خشبة مسرح المدينة، قدمتهما الأستاذة الألمانية الأشهر عالمياً في مجال الرقص المعاصر ستيفاني تيرش مع فرقتها: «موفوار»، المؤلفة من خمسة شباب (ألمان وفرنسيون) قدّموا العرض الأحدث لتيرش: «أجسام غريبة»، بعد عرض واحد يتيم في برلين.بيروت هي الثانية التي تواكب هذا العمل الذي جاء تكريمياً لمهرجان بيبود للرقص المعاصر في سنته العاشرة بإدارة عمر راجح الذي يتحضّر لتقديم عمله الجديد أيضاً ليل الخامس عشر من الجاري وعلى مدى عشرة أيام، بعنوان: «وتدور»، مع فرقة مقامات.عرض متين متماسك دقيق وجاذب بفكرته التي تعتمد على حبال مدلاّة من سقف المسرح إلى خشبته يرغب الراقصون الخمسة في الفوز بشرف بلوغ أعلاها كنوع من ملامسة الحقيقة الموجودة كما هو التقليد المتعارف عليه، لكنهم لا ينجحون ويعودون إلى قاعدتهم الأرض لكي يتابعوا الصدامات الدامية مع آدميين آخرين على ما هي حال الأمة من زمان. وتستوقف المهارات الشخصية للراقصين فرداً فرداً بحيث يمارسون طقوساً غريبة ومجنونة تنمّ عن مشاعر عدائية تجاه بعضهم البعض كبشر يعيشون عصراً يدمر نفسه بنفسه.بداية العرض ظهر الراقصون متفرقين في مقدمة الخشبة وراح كل منهم يتفحص الوجوه في الصفوف الأولى، ثم يركز واحدهم على وجه معين في الصالة ويبادله لفت الى الاهتمام بغمزة أو إشارة معبّرة قبل أن تدقّ أولى الضربات الموسيقية معلنة بدء الـ«شو» المتداخل بذكاء والسائر بإيقاع مرن في فصل واحد جاوز الساعة ونصف الساعة، مع الراقصين الخمسة الذين يتمتعون بأجساد ديناميكية قوية وذكاء مهني فيّاض يجعل أدق حركاتهم سلسة وسهلة التنفيذ بالكامل.
فنون - مشاهير
«أجسام غريبة»... عرض عالمي في بيروت لفرقة ستيفاني تيرش
مشهد من «أجسام غريبة»
01:58 م