الصَّمْـتُ أَبْلَـغُ مِـنْ كَـلامٍ فـي دَمِــيْلـم يَـرْعَـوِ عَـنِّـي ولـم يَـتَـكَـلَّمِ!وهَـلِ اللُّغَـاتُ سِوَى هُـرَاءٍ إِنْ غَـدَتْفـي أُذْنِ سامِعِـهَا لِسَانـًـا فـي فَـمِ؟!لُغـةُ القُلُوْبِ هِـيَ القُـلُـوْبُ، فَدَعْ إِذَنْقُـتَـرًا يَـدُوْرُ بِهَـا الهَـوَاءُ ويَرْتَـمِيْ!تَعِـبَ البَـيَـانُ يَصُوْغُنِـيْ مَعْنًى، فَمَنْلِـيْ بِالـبَـيَـانِ الـمـَارِدِ المُسْتَـسْـلِمِ؟!والـنَّـاسُ تَـبْـنِـيْ وَهْمَهَا مِنْ زُرْقَـةِ [م]الإِبْـحَـارِ شِعْـرًا في ابْـتِـنَاءِ الأَوْهَـمِ!مِـنْ مُـدَّعٍ يَـزْهُـوْ بِـغَـيـْرِ حُـرُوْفِــهِأو رَامِـحٍ فـي حَـرْفِــهِ مُـسْـتَـلْـئِمِ!الكُـلُّ فـي دُنـْـيَـا الهَـوَى مُتَـشَـاعِـرٌيَـهْـذِيْ بِصَاحِبَـةِ الوِشَاحِ الأَنـْـعَمِ!والحُـبُّ أَنـْـفَـاسٌ، إذا مـا مـازَجَـتْنَـفْـسًا، بَـرَاهـا اللهُ غَيْـمًـا يَـنْـهَمِـيْ!يُــرْوِيْ بَـقَـايـَـا أَعْـظُـمٍ فـي تُـرْبِهَـافَتَـهُـبُّ غُصْنًـا يـَانِعـًـا لـَمْ يَهْــرَمِ!لـولاهُ مــا رَفَّ الجَـنَــاحُ بِـطَـائِـــرٍكَـلّا، ولَـمْ تُعْشِـبْ حُرُوْفُ المُعْجَمِ!لولاهُ مـا رَشَـفَتْ غَـزَالَـةُ خَـافِـقِــيْسَحَـرًا، ونَـامَتْ مُقْلَتَـاهَا في دَمِـيْ!الحُـبُّ كَــوْنٌ مِـنْ دُخَـانِ عُـيُـوْنِـنَـايَبْنِـيْ الجَدِيْـدَ كَقُـبْـلَـةٍ مِـنْ مَبْـسَمِ!يَسْـرِيْ مَصَابِيْـحًـا بِـشَـارِعِ عُـمْـرِنَا،ويُعِيْـدُ رَسْـمَ خَرَائِـطٍ لَـمْ تُرْسَـمِ!يـا كُـلَّ شِـعـْرِيْ إِنْ تَنَاثَـرَتِ الرُّؤَى!يـا كُـلَّ نَثْـرِيْ في القَصِيْـدِ المُحْكَـمِ!فُضِّيْ قَوَافـِيْ الشَّمْسِ، تَسْقِيْ مَشْرِقِـيْ،مُدِّيْ عُرُوْقَ الأَرْضِ، تُرْوِيْ مَنْجَمِيْ!قـالُـوا : لـهـذا الشِّـعْـرِ وادٍ واحِـدٌ،فجَعَـلْـتِـهَـا مِـلْـيُـوْنَ وَادٍ مُـلْـهِـمِ!قـالُـوا : إِمَـارَةُ ذا الكَـلامِ حَصِيْـنَـةٌ،فَفَـتَحْـتِهـَا مِـنْ نَـاظِرَيْـكِ بَأَسْـهُـمِ!يـا نُـوْرَ هـذا الـكَـوْنِ، إِمَّـا يَنْـطَفِـيْمِـنْ كَهْرُبَـاءِ الشِّعْـرِ حِـبْـرُ الأَنـْجُمِ!يا مَــاءَ «بِسْمِ اللهِ» فـي شَفَـةِ الظَّمـَـا،هُلِّـيْ سَحَابَ العُمْرِ.. ثُوْرِيْ زَمْزَمِيْ!لُـمـِّيْ جِـرَاحَـاتِـيْ التي أَبـْـدَعْـتِـهَـاولْتَجْرَحِـيْنِيْ فـي الْتِمـَامِيْ الـمُؤْلـِمِ!لـَكِ كُـلُّ مَا تَـهْوَيْـنَ، مِنْـكِ أَبـْـتَـدِيْمِـشْـوَارِيَ الأَقْصَـى، وأُنْهِيْ مَأْتـَمِيْ!أَدْرِيْ بَـأَنـِّـيْ- يـا أَمِـيْـرَةُ - دائِـمـًـافـي (اللُّعْـبَـةِ الحَـوَّاءِ) رَقْـمٌ آدَمِـيْ!كُـلُّ الضَّحَــايـَـا فـي يَـدَيـْهـا آدَمٌ،ذا خَـاتِـمٌ، أو ذا سِـوَارُ الـمِعْصَمِ!لا لَـوْعَـةُ العُـشَّـاقِ تُـشْـعِلُهـَا، ولاآهَـاتُ وَجْـدٍ شَفَّ مـَـاءَ الأَعْـظُمِ!مـا بَـيْـنَ بَـارِقِ ثَـغْـرِهَـا وبَـنَـانـِهَـاتُطْفِـيْ قَـنَادِيْـلَ الهَـوَى الـمُتـَضَـرِّمِ!تَـنْـسَـى رَسَائِـلَ كالسَّمَـاءِ عُيُـوْنُهَـا،وكَـأَنَّ شَيْـئًـا لَـمْ يَكُـنْ أو يُـحْـلَمِ!قُوْلِـيْ، لـمـاذا لـَمْ تَكُـنْ لَيْلـَى كَقَيْــــسٍ فـي الهَوَى، كَـبِدًا، ولَمْ تَتَـتَـيَّمِ؟قُوْلِـيْ، لـمـاذا كـالحَـرَائِـقِ لَـحـْنـُـهُيَـغْـشَى الأَصَابِـعَ وَهْـيَ لَـمْ تَتَـرَنَّمِ؟بالعَـقْـلِ يَشْـرِيْ مِـنْ هَوَاهَـا قَـبْـضَةًلِـتَـبِـيْعَــهُ لِـلـذَّارِيَــاتِ بِـدِرْهَــمِ!قَـلْــبٌ تـِجَـــارِيٌّ، وحُـبٌّ وَالِــغٌفـي حَـمْـأَةِ اسْـتِنْزَافِ قَلْبٍ مُعْـدِمِ!هِـيَ لَـوْ تـُحِـبُّ، فلا سِوَى مِرْآتِهَـا؛لِـتَـرَى التي فَتَـكَتْ بِقَلْبِ الضَّيْغَمِ!مَنْ قالَ : «أُنْثَى.. يا لَوَاهِيَةِ القُوَى!»؟والفَيْـلَسُــوْفُ نَبِـيُّ مَـنْ لَـمْ يَـفْهَـمِ!يَتَـوَكَّـأُ الأَوْهَــامَ فـي رَأْدِ الضُّـحَى،ويَهُـشُّ ما يَخْـشَى، كَـعِمْلاقٍ قَـمِـيْ!للهِ يـا قَـلْـبًا تَـســــَـاقَـطَ نَـبْـضُـــهُمـا فـي ثَـرَاهُ مِنْ سُــؤَالٍ مُـفْـعَـمِ!هَـلْ كالكِتَـابَـةِ تَـلْـتَـقِـيْ أَنـْفَاسـُـنَـاكَنُـفُوْسِنَـا؟ أَمْ ذاكِ مَـحْـضُ تَوَهُّـمِ؟يَـوْمَ الْـتَـقَـى القَلْبَانِ سَلـَّمَ قَـلْـبُـهـاوالقَـلْـبُ مِـنِّـيْ كَـفُّـهُ لَـمْ تَـعْـلَـمِ!وأَنـَا أُطَـوِّفُ فـي الـمـَلامِحِ هَائِـمًـا،يا وَجْهَهَا الأَشْهَى، ويا طَـرْفِيْ العَمِيْ!رُحْـمَاكِ بـِيْ - يا مَـنْ تَـرَانِـيْ حَيْـثُمـاشَاءَتْ- أَمَا شَاءَ الهَوَى أَنْ تَرْحَمِـيْ؟!لا عِـشْتُ إِنْ عَـاشَ الخَيَـالُ مُـحَلِّـقًـاوَهَوَيْـتُ وَحْدِيْ في الثَّرَى كالـمُعْدَمِ!قالتْ: حَبِيْبِـيْ، لَـنْ تَرَانـِيْ.. بَيـْـنَـنَـارَمْلُ الصَّحارَى فـي فُؤَادِيْ الـمُغْرَمِ!إِنـِّيْ الأُنـُوْثَـةُ فـي خِـضَمِّ قُـيُوْدِهَـا،وحُـدُوْدِهَـا، وَوُجُـوْدِهَـا الـمُتَحَكِّمِ!فـاسْمِـيْ ورَسْمِـيْ سَــوْءَةٌ مَـوْءُوْدَةٌ،قُتِـلَتْ بِسَـيْفِ الجَاهِـلِـيِّ الـمُسْـلِمِ!لا رَأْيَ لِـيْ فِيْمَـا أُحِبُّ، ولَـيْـسَ لِـيْإلَّا بَــأَنْ أَحْـيـَـا بِـعَـقْـدٍ مُـبْــرَمِ!الـبِـنْـتُ تُـوْلَــدُ حُــرَّةً لـ?كـنَّـهـــاسُرْعَـانَ مـا تَـدْرِيْ إلى مَنْ تَـنْـتَمِـيْسُـرْعَـانَ مـا تَـدْرِيْ بِـجِـنْـسٍ آخَـرٍمَـحْـفُـوْفَــةٍ آفَـاقُــهُ بِـجَـهَـنَّــمِ!أَتـُظُـنُّ دَمْـعَ الـوَرْدِ لا يَـجْـرِيْ علـىآثـَامِ شَـوْكِ الـوَرْدِ حَـوْلَ البُرْعُـمِ؟!هـذا الذي جَـنَتِ الذُّكُـوْرَةُ! لا تَـلُمْإلَّاكَ أَنـْـتَ هُـنَـا، ولا تَـتَـظَـلَّــَمِ!يـا مَنْ تَنَـفَّسَكَ اشْتِـيَـاقِـيْ، لَـيْسَ لِـيْفِيْمَـا أُحَـاوِلُ غَـيْـرُ صَـوْتِ تَحَطُّمِيْ!يا مَـنْ إِليـكَ هَرَبْـتُ مِنْـكَ، ولـَمْ أَجِدْبِسِوَى «أُحِـبُّـكَ» رُقْيـَـةً لِتَلَعْثُمِـيْ!إِنـِّيْ عَـشِـقْـتُـكَ! كُـلُّ ثَـانِـيَــةٍ أَرَىفيهـا حَـبِيْـبِيْ مِثْـلَ طِـفْلٍ تَـوْأَمِـيْ!يَلْهُـوْ بَأَشْيَـائِـيْ، ويَرْكُـضُ ضَاحِكًـا،فَـيَـضُمُّـهُ صَدْرِيْ، ويَلْـثُـمُـهُ فَمِـيْ!وَرَوَتْ حَـكَـايـَـا، أَيـْقَظَـتْ بِنَمِيْـرِهَايَنْـبُـوْعَ تـَحْنَانـِيْ بِدِيْوَانـِيْ الظَّمِـيْ!أَلـْقَـتْ حَـمـامَـةُ دَارِنَـا كَـأْسًـا علـىكَـأْسٍ، وَطَـارَتْ فـي الأَثِـيْرِ المُشْئِمِ!مَنْـهُـوْكَـةَ النَّجْـوَى، علـى أَهْدَابِـهَــاشَـفَـقُ الفَـواكِـهِ كالعُـيُـوْنِ اليُـتَّـمِ!نَاحَـتْ مِـنَ الوَقْـتِ الجَزُوْرِ فَوَاصِلًا،كـانتْ لنَـا وَطَـنًـا، وكَـأْسَ تَـنَـدُّمِ!بَيـْـنَ اهْـتِـيَـاجِ الـدَّرِّ فـي ثَـدْيٍ علىشَـفَـةِ الرَّضِيْـعِ، وجُوْعِ مَنْ لَـمْ يُفْطَمِكـالزَّهْـرِ فَـتَّـحَ كُـلَّ أَحْـدَاقِ النَّـدَىلِـيَـضُمَّ ضَاحِيَـةَ الجَمَالِ الـمَوْسِمِـيْ!والفَـأْسُ تَنْـهَـشُ عُـرْضَها فـي طُوْلِهاولُـهَاثُـهَا مِـلْءُ الفَـضَـاءِ الأَعْـظَـمِ!مـا ضَـرَّ لَـوْ أَضْحَتْ قَصَائِـدُ عُمْـرِنَالُغَـةَ الخُلُـوْدِ بِعُمْـرِنَا الـمُتَـصَـرِّمِ؟!مـا ضَـرَّ لَـوْ طَـالَـتْ مـُـنًى ومَبَـانِـيًاوتَـقَـاصَـرَتْ بِـمَـنِـيـَّـةٍ وتَـهَـدُّمِ؟!غُفـْـرَانَ أُنـْثـَى الشِّعـْرِ، عَقـْلِـيْ نَـاقِمٌمِنْـهَا خَيَالِـيْ، والخَيَالُ مُـتَـرْجِـمِـيْ!ما الشِّعـْـرُ؟!.. لا ما قِيْلَ يَبْنِـيْ حُلْمَنَـاأَبـَـدًا، ولا مَـا نِـيْـلَ مِنْـهُ بِـقَـيِّـمِ!الشـِّعـْـرُ : كَـأْسُ الـرُّوْحِ إلَّا أَنـَّـهـاكَـأْسٌ مِـزَاجُ سُـلافِهَـا مِـنْ عَلْقَــمِ!تَسْـبِيْـكَ مِنْكَ بِغَـثِّـهَا وسَـمِـيْـنِـهَـا،وتُرِيْـكَ فِـيْـكَ الحُـرَّ عَبْـدَ تَـوَهُّـمِ!والشـِّعْـرُ : كُلُّ بَصِيـْرَةٍ عَـمْـيَـاءَ، عَـاذَ فَصِيْحُـهَـا مِـنْ عِـيِّـهِ بِالأَعْـجَـمِ!مِـنْـهُ إِلَـيْـهِ أُغْـنِـيَـاتــِيْ تَـلْـتَـجـِـيْ،إِذْ يَلْتَجِـيْ بـِيْ بَعْضُهُ مِـنْ مُعْظَمِـيْ!كـالأُكْسِـجِــيْنِ، تَـلَـفُّـنَـا أَغْـلالُــهُمِـنْ حَـيْثُ لا نَـدْرِيْ بِمَـا لا نَحْتَمِيْ!كالـمـَاءِ، ليسَ بِصَفْـوِهِ تَـحْيَـا الحَـيـَاةُ جَمِيْعُهَا، إِنْ جـَادَ غَـيْـثُ الـمُنْعِـمِ!فِـرْدَوْسُـهُ كَجَـحِـيْمِـهِ : أَغْـصَـانُ بَـرْقٍ لاحَ فـي كَـفِّ الخَـيَـالِ الـمُلْهـمِ!تَطْوِيْ عُـيُـوْنَ الـرَّمْلِ مِـنْـهَـا لَـوْحَـةٌأَلْوَانُـهَـا عَصْفُ الرُّؤَى في مَرْسَـمِيْ!تِلْـكُمْ حَبِـيْـبَـةُ أَحْـرُفـِيْ.. تَـنْـأَى إِذانَادَيـْـتُهـَا نَـأْيَ الصَّدَى الـمُتَـهَـشِّمِ!تِلْـكُمْ حُـرُوْفُ حَبِـيْـبَـتِـيْ.. تَنْدَى إِذانَاجَيْـتُهَا صُبْـحَ الوُضُـوْحِ الـمُـبْـهَمِ!وَجْهَـانِ فـي وَجْهٍ : هُطُـوْلُ سَـحَـابَـةٍوَطْفَـاءَ.. في ظَمَـإِ اللَّمَى الـمُتَـفَحِّمِ!وكـذا الحَيَـاةُ - خَصِيْـبُـهَا وجَدِيْبُـهَا-مَـنْ يَرْتَـقِـيْ مَـاءَ السَّمَـاءِ بِسُـلَّمِ؟!سَنَعِيْـشُـهَـا لِتَعِـيْـشَنَـا : تَـرَحًـا علـىفَـرَحٍ، وبَـدْرًا يَـحْـتَسِيْ مِـنْ مُظْـلِمِ!أَسْرَجْتُ في صَمْتِ الحِكَايَـةِ مُهْجَـتِـيْوعـَدَوْتُ وَحْدِيْ قَافِـلًا في مَقْدَمِـيْ!* عضو مجلس الشورى السعودي- أستاذ النقد الأدبي الحديث، جامعة الملك سعود في الرياضp.alfaify@gmail.comhttp://khayma.com/faify
متفرقات
رؤى ثقافية / لغة القلوب!
06:59 م