أكدت عضو الأمانة العامة في الحركة الدستورية الاسلامية «حدس» خولة العتيقي ان الاصلاح السياسي، يبدأ برئيس وزراء «شعبي» من عامة الشعب، وأن لا شيء يمنع من وجود امرأة على رأس الحكومة طالما كانت جديرة بالمنصب.وقالت العتيقي في حوار لـ«الراي» ان المناصب التي فازت بها المرأة في التشكيل الأخير لحدس جاء استجابة للنمو الطبيعي لدور المرأة الاسلامية في العمل السياسي في البلاد، بعدما ظلت تعمل طويلا في مجال التثقيف والتوعية المجتمعية، مشيرة الى أن تجربة المرأة في الكويت تختلف عن نظيرتها في كل من مصر وتونس على سبيل المثال، فملاحقة الرجال واضطهادهم وسجنهم هناك دفع بالمرأة الى الواجهة، وهو ما لم يحدث في الكويت.وعن موقف الحركة من الحقوق السياسية للمرأة الذي تغير عام 2005 قالت العتيقي ان الموقف كان تعبيرا عن المزاج الشعبي العام الذي لم يكن موافقا على ذلك، ولكن عندما تغير نحو الموافقة جاء التأييد من «حدس» والمباركة، ورأت في الوقت نفسه أن تجربة المرأة في المجلس خلال المرحلة الماضية كانت محبطة ومخيبة، حيث فقدت النائبات بوصلة العمل واتجهن الى خدمة مصالح ضيقة وشخصية.وعن الوزيرة الجديدة في الحكومة هند الصبيح أكدت العتيقي أنها اسلامية ولكنها لا تنتمي الى حدس، مشيرة في هذا المجال الى أنه اذا كان الحجاب دليلاً على انتماء المرأة أو ميولها الى التيارات الاسلامية فستكون غالبية نساء الكويت في موضع اتهام لذلك. وتوقعت في الوقت نفسه ألا تستمر الصبيح في منصبها الوزاري في البيئة السياسية الحالية.وفي العلاقة مع تنظيم «الاخوان المسلمين» تحدثت العتيقي عن لقاءات اجتماعية وفكرية بمنتسبين الى التنظيم من مصر وغيرها، مؤكدة ان ذلك كان بدافع من التقارب والميل الطبيعي بحكم التقارب الفكري بين الطرفين.من جهة أخرى، انتقدت اللغة العنيفة التي صيغت بها أجزاء من مسودة ائتلاف المعارضة الأخيرة معتبرة أنها ليست الطريقة الأسلم لمخاطبة حكومة البلاد، وأن حدس لا تتفق مع مقدمتها القاسية، محددة نقاط الاتفاق الأساسية بين كوادر الحركة في قضية الاصلاح السياسي. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:• كثيرا ما نسمع عن ارتباط فكري تاريخي بين «حدس» والاخوان المسلمين، فهل يعني هذا ان لا وجود للاخوان كتنظيم في الكويت؟- «حدس» حركة سياسية بحتة، وهي حركة فتية عمرها لا يتجاوز 25 عاما، وخلقت في ظروف معينة على الصعيدين السياسي والتاريخي. كما انها تنظيم كويتي قد يلتقي مع تنظيم الاخوان المسلمين في الاعتقاد بالمرجعية الاسلامية لكل شؤون الحياة، ولكن يبقى له خصوصيته التاريخية والواقعية.ونحن في الحركة الدستورية الاسلامية لا نلغي الآخر المختلف فكريا ولا نعتدي عليه ولا نميز ضده. وفي الاطار التاريخي كان للتيار الاسلامي نشاط اجتماعي فاعل في مرحلة ما قبل الغزو وبعد المشاركة في ادارة المجتمع الكويتي في زمن الاحتلال تأصلت لدى الاسلاميين فكرة الاصلاح المجتمعي وبدت المشاركة في صنع القرار خيارا مهما في العمل الاسلامي ومن هنا تشكلت الحركة الدستورية الاسلامية ونمت أجنحة عملها.وفي ما يتعلق بالاخوان المسلمين في مصر فعلاقتنا بهم وبغيرهم ممن يصنفون ضمن تنظيم الاخوان انقطعت منذ الاختلاف حول الموقف من دخول قوات أجنبية لتحرير الكويت، وكان الموقف الكويتي واضحا بأن دخول القوات الأجنبية والغربية كان لغاية الدفاع عن انفسنا. وفي الواقع ان الاختلافات التي تفرضها اعتبارات واقعية مثل ظروف كل بلد واحواله الخاصة امر تفهمه حتى جماعة «الاخوان» ذاتها في امتداداتها المختلفة.وفي الواقع ان ما يقارب بيننا وبين «الاخوان» في مصر او غيرها هو اضافة الى المنهج الاسلامي للحياة، المحبة والأخوة الاسلامية فان حدث واضطر «الاخوان» الى ترك بلادهم في ظروف معينة وأتوا الى الكويت فتقاربنا معهم يبقى من باب الأخوة في الدين.نحن والسلف• ان كانت الاخوة في الدين والمنهج الاسلامي هي دوافع قربكم من «الاخوان»، فهل يمكن فهم علاقتكم بالتيارات الاسلامية الاخرى، ومنها «السلف» في السياق ذاته؟ وهل انتم أيضا قريبون من السلف؟- نعم نحن قريبون من السلف ولكن ليس بدرجة «الاخوان» نفسها لوجود اختلافات في الفهم الديني وفي الفكر السياسي أيضا. ولكن الاختلافات لم تكن يوما سببا في اقصاء احد برأينا بدليل تعاملنا حتى مع الاخوة الشيعة رغم اختلاف المذهب نتعامل معهم ونتفق في أمور كثيرة. فهناك نواح لا علاقة للدين بها مثل جوانب اجتماعية مشتركة.نحن ندعو الى تطبيق شرع الله في الأرض ولا نحتكر الفكر الديني كما قد يظن البعض، لدرجة ان هناك من يهاجمنا تحت مسمى عدائه للاخوان دون ان يفهم فكرنا ودون ان يعي ما نطلبه في عملنا، وهذه مشكلة.• ما الفرق بينكم وبين الفكر السلفي بشكل أساسي؟اهم ما يفرق بيننا وما اخرج الخلاف بيننا وبينهم الى الضوء بشكل واضح هو الاختلاف على مسألة الخروج على الحاكم. هم لا يرون الخروج على الحاكم، وان اغتصب السلطة وظلم الناس، ويعتقدون بالاكتفاء بنصح ودعوة الحاكم. أما نحن فنرى في هذا الموقف الفكري تناقضا، فالسلف في الكويت مثلا لم يوافقوا على حكم صدام للبلاد أثناء الاحتلال، ولم يقروه وبالتالي هم يناقضون موقفهم الفكري المعلن.وفي الواقع فهم فرقة ترى ما ترى، ونحن فرقة لنا رؤيتنا، وكل بنيته وعمله.إخوان مصر• هل اقتربتم من رموز تنظيم الاخوان ومنظريه؟ وهل تداولتم معهم الأفكار وتناقشتم في الشؤون العامة والفكرية؟ والى أي مدى تتأثرون بفكر حسن البنا؟- التقينا بهم في المؤتمرات المخصصة للفكر الاسلامي وغيرها، والانسان بطبعه ينجذب لمثيله، فنحن ننجذب الى من يشاركوننا الفكر الاسلامي، والرغبة في تطبيق شرع الله في الحياة سواء أكانوا من الاخوان أو غيرهم، وفي الواقع نعم التقينا بهم وتناقشنا معهم وتداولنا أفكار حسن البنا التي أراها صالحة لكل زمان في مجتمع اسلامي.ولا ننسى ان فكر حسن البنا ظهر في مرحلة استعمار وظلم اجتماعي في حكم الملكية، وان كان اقل من الظلم الذي جاءت به الجمهوريات في ما بعد في مصر، ولكن أفكار حسن البنا في الاصلاح الاجتماعي مهمة في نظري شخصيا، وارى فيه الاعتدال ونبذ الخلاف والتعاون والى ما يرضي الله. أما عن الحوارات بيننا وبين المرتبطين بالاخوان، فحدثت عندما التقينا في مؤتمرات في دول أخرى، وأيضا حين خرجنا للدراسة في بريطانيا والولايات المتحدة، كنا نلتقي بعرب من جنسيات مختلفة جمعهم المنهج الاسلامي للحياة. فخلال الأعياد والمناسبات كنا نلتقي ببعضهم في المساجد وغيرها ونتجاور بالأفكار والمشاعر الدينية الراقية كما نفعل لقاءنا أي مسلم مصلح ومتمسك بدينه ولا أرى عيبا في ذلك. وفي الواقع نحن نلتقي بالاخوان من أي دولة كانوا ونشعر بالقرب منهم.• بالحديث عن أفكار حسن البنا يرى القارئ لمؤلفاته انه حدد دورا للمرأة في مرحلة مبكرة لا يخرج عن الدور الاجتماعي والمسؤولية الأسرية والاجتماعية، فكيف تتحدثون اليوم عن تمكين جديد للمرأة في الحالة السياسية ودور سياسي وربما قيادي لها؟- الحياة تتطور وتنمو، وما كان صالحا للناس منذ 60 سنة قد لا يكون كذلك اليوم. فثقافة الانسان تتغير وكذلك ظروفه في الحياة ومستواه الفكري واحتياجاته وغير ذلك. واليوم تغير دور المرأة ومن باب أولى ان تمكن من قيادة المجتمع.التثقيف والمشاركة• ما دمتم تؤمنون بتمكين المرأة سياسيا، فلماذا وقفت حدس ضد اعطاء المرأة حقوقها السياسية لفترة طويلة، قبل ان يتغير خطابها باتجاه الموافقة على منح المرأة حقوقها السياسية عام 2005؟- لأننا كفصيل سياسي تجب علينا مراعاة رأي الغالبية في مجتمعنا، وهذا ما حدث فالمجتمع لم يكن مهيأ في السابق لقبول دور المرأة السياسي، وعندما اختلف الوضع وصار دخول امرأة الى المعترك السياسي أمرا واقعاً وجب علينا مباركته كمؤيدين للفكرة ابتداء. وفي رأينا فان التصرف الاكثر حكمة هو العمل على التغيير الاجتماعي للفرد حتى يقبل تدريجيا وجود المرأة ونشاطها السياسي وهذا ما حدث.• ولكن لم يكن لكم دور فعلي في التثقيف السياسي للمجتمع والتمهيد لممارسة امرأة دورا سياسيا؟- هذا غير صحيح، فلو نظرنا الى تاريخ العمل النسائي في الكويت بشكل عام سنجد انه كان مقتصرا على ثلاث جمعيات، احداها تمارس نشاطا رياضيا، وحين قام الاتحاد النسائي قتلت كل الجمعيات واقعيا. بالنسبة لنا كإسلاميات كنا مهتمات بحسب ظروف ذلك الزمان بتثقيف المرأة وحاجاتها الأساسية من تعليم وثقافة عامة، وأيضا حاجات الطفل والأسرة، فلما كان عملنا اجتماعيا كان همنا الأكبر ينصب على الاحتياجات الاكثر أساسية.وبالنسبة لي شخصيا ناديت كثيرا بشراكة سياسية للمرأة، وقلت كثيرا ان العمل السياسي للمرأة لا دخل له في دائرة الحرام او العيب، وان المجتمع معرض لظروف ومتغيرات قد تجعلنا نحن الاسلاميات بحاجة للعمل في المجال السياسي، ومن ذلك الانحدار الأخلاقي والظواهر الاجتماعية السلبية التي يمكن التصدي لها من خلال التواجد في ميدان التشريع والسياسة بشكل عام. والدور السياسي لا يقل عن الدور الاجتماعي.فالسبيل الى اصلاح المجتمع قد يكون سياسيا، وهذه قناعتي ولكن الاشكالية كانت بوجود نسبة كبيرة من الاسلاميات غير المتفقات على أهمية العمل السياسي للمرأة، ويرين اكتفاء المرأة بالمسار الدعوي وترك السياسة للرجال. شخصيا اعتبر هذا الكلام غير منطقي ولكن ما كنت استطيع فرض رأيي عليهن، لذلك سرنا بحدود ما أمكن التوافق حوله. ومع الزمن تغيرت آراء كثيرة نتيجة لتبدل الظروف العامة، وأيضا بفعل النضج الفكري.وفي ما يتعلق بالمطالبات بمشاركة فاعلة للمرأة فلا يجوز برأيي اقصاء أصحاب الفكر الاسلامي عنها بدعوى أننا ضد الجديد، فهذا غير صحيح ولدي شخصيا رسالة كتبتها مع زميلات لي في مطلع الستينات في أيام دراستي بمدرسة المرقاب اطالب فيها باتحاد للطالبات مماثل لاتحاد الطلبة اليوم، ورغم انني لم اكن حينها منتمية للفكر الاسلامي الا انني مازلت اؤمن بالمطالب نفسها لذلك فاتهامنا بالانتهازية وصعود الامواج الظرفية من جهة البعض لا أساس له، ودافعه الوحيد السعي لهدمنا لأننا نمتلك الغالبية في الشارع الشعبي على عكس خصومنا الليبراليين، ومنهم الكثير من لا يعمل حتى لتكوين قاعدة شعبية، بل هم مشغولون في البكاء على ماضيهم وعلى ضياع الشارع من بين ايديهم واتجاهه الى الفكر الاسلامي.العمل النسائي... طبقي!• بالانتقال الى العمل النسائي في الكويت، عاصرت كل مراحل الحركة النسائية، فهل صحيح ان اشكالات الاتفاق بين المنتميات للعمل النسائي العام هي في الأساس اجتماعية ناتجة عن تباينات الطبقة الاجتماعية كما تثير بعض البحوث والآراء الاجتماعية؟- بكل تأكيد اتفق مع هذا الرأي. فقد استحوذت طبقة معينة على العمل النسائي من خلال جمعيات محددة يستأثر بادارتها شخصيات بأسماء عائلية معينة كان دائما عقدة العمل النسائي في البلاد. والمشكلة ان هؤلاء السيدات اللاتي تصدرن المشهد النسائي اكتفين عن العمل الفعلي بالظهور الاعلامي والصور التذكارية، وهذا النهج لا نراه عند الاسلاميات فنحن نهتم بالعمل الفعلي لا بالشكليات.ولان أهم الصعوبات في أي عمل جماعي هو الاقصاء فان اقصاء الأخريات كان دائما مشكلة العمل النسائي في البلاد والطبقية الممارسة بصورة واضحة في عمل السيدات في جمعيات النفع العام.• لماذا لم نر حالة تمكين سياسي للمرأة في صفوف «حدس» موازية للحالة التي شهدتها المرأة المنتمية تنظيميا للاخوان المسلمين في مصر وتونس ودول أخرى، رغم تقاربكن الفكري معهم؟- لان الفكر السائد في الكويت يحافظ على المرأة اكثر، أما في مصر وتونس فالرجال تعرضوا الى ضغوط كثيرة مثل السجن والاعدام والقتل وغير ذلك من صور الاقصاء ولمدد زمنية طويلة وصلت أحيانا الى 30 سنة، فأصبحت هناك حاجة كبيرة الى دور ونشاط المرأة، ولهذا اكتسبت خبرة في العمل السياسي تفوق ما حازته المرأة الكويتية.وبهذا فقد أدت الظروف الضاغطة مع وجود المرجعية الدينية والفكرية التي تدعم نشاط المرأة السياسي ودخولها هذا الميدان في مصر وتونس وغيرها. وفي الواقع ان أساسات ممارسة المرأة للسياسة موجودة وواضحة في الفكر الاسلامي. ومن أدلة ذلك دور أسماء بنت أبي بكر في مساعدة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق حين خروجهما من مكة بعد اضطهادهما هناك.• وهل اصبح هناك اضطرار في الكويت اليوم لدخول المرأة عالم القيادة السياسة كما فعلتم أخيرا؟- لا. نحن في الكويت حصل لدينا نمو فكري طبيعي، ولم نمر بأزمات استدعت خروج المرأة الى العمل السياسي ولذلك تأخرنا، وحتى السيدات في الحركة النسائية الكويتية عموما لم يسكتن عن المطالبة بحقوقهن، الى ان استجاب المجتمع في هيئة منحهن حقوق الترشيح والانتخاب في عام 2005.• بموازاة الخطوات التي تم اتخاذها لجهة تمكين المرأة سياسيا في «حدس» جرى افساح المجال لفئة أخرى تبدو محورية في هذه المرحلة، وهي فئة الشباب فتم انتخاب فاطمة البداح ومريم الفيلكاوي وأيضا معاذ الدويلة، فما أسباب هذا التجديد؟- كل جمعية عمل عام لا يتم الاعداد فيها لجيل آخر جديد تنتهي فاعليتها مهما كانت، ونحن نعمل منذ زمن لايجاد البديل للجيل الأقدم، ولم يكن ما حدث مفاجئا او مستغربا.ويمكن حتى ملاحظة ان الجمعيات الأخرى في الميدان الاجتماعي والسياسي لم تحاول الاعداد للبديل الشاب والصف الثاني، ومع انتظار الشباب المنتمين اليها طويلا فقد الشباب حماستهم للعمل في تلك الجمعيات، ووجدوا البديل الذي احتوى نشاطهم، وكان ذاك هو جمعيات التطوع والعمل العام المختلفة على اتساعها. ولنعلم ان كل عمل لا يتم الاعداد فيه لصف ثان يموت فعليا.هند الصبيح و«الإخوان»• تردد حديثا عن تمثيل غير رسمي لمقربين من الحركة الدستورية وكان ذلك بدخول هند الصبيح الى التشكيل الوزاري الاخير، فما صحة هذا الكلام، وهل يمكن مشاركتكم في الحكومة؟- ليست هند الصبيح من كوادر «حدس»، ولكنها امرأة من بيئة اسلامية. ولو تتبعنا كل امرأة محجبة، ومحبة للاسلاميين بتهمة الانتماء الى «حدس» او خدمة مصالحها فسننتهي الى اتهام معظم النساء في الكويت بخدمة مصالح «حدس»! وشخصيا لا أتوقع لهند الصبيح ان تواصل العمل في البيئة السياسية الحالية في البلاد. واما مسألة التعامل مع الحكومة فهي ليست سبة ولسنا مناوئين لشريحة تمارس سلطة فعلية علينا، فالواقع يحكمنا باعانتها حتى لو لم نتعاون معها، ولا نرى عيبا في ذلك، وفي الواقع نحمد الله ان الحكومة تعرف جيدا من نحن ومن يحاول تشويه صورتنا بالباطل وتميز بين الاثنين.تعديل الدستور• بالانتقال الى عملية الاصلاح السياسي التي تنادي بها قطاعات المعارضة ومن ضمنها «حدس»، كيف تنظرين الى المسودة الاصلاحية التي قدمها ائتلاف المعارضة أخيرا، وهل تتفقين مع ما جاء فيها؟ وكيف سيتم تعديل الدستور؟- يجب أولا التأكيد على ان تسريب المسودة بهذه الطريقة، وهي لاتزال في طور الاعداد والتنقيح، كان عملا خاطئا وأضر بالمبادرة، فالعملية لا تزال في بدايتها وستجرى تعديلات على الوثيقة، وبرأيي ان من سربها لم يرد خيرا بالبلد. وعن رأيي فيها، في الحقيقة اختلف مع اللغة التي صيغت بها مقدمتها اختلافاً بيناً، ونحن في «حدس» لا نتفق مع اللغة القاسية التي كتبت بها المقدمة. ولم يكن من حاجة الى الاستفاضة في الحديث عن الفساد وان تفرد له 3 صفحات، فهذه طريقة غير سليمة لعرض القضية العادلة في مسألة الاصلاح.اما بقية الجوانب فبعضها لم يأت بجديد وتم طرحه كثيرا. وأرى ومعي أكثرية في «حدس» اهمية التعديل على الدستور، كما نرى الدفع بالاصلاح من 3 محاور اولها اشهار الاحزاب السياسية لتنظيم الوسط السياسي، وثانيا ان يكون النظام الانتخابي قائما على الدائرة الواحدة بقوائم تمثيل نسبي، وثالثا تعديل مبدأ الصوت الواحد ومن اهم ما ادعم شخصيا طرحه الاتجاه نحو رئيس وزراء شعبي منتخب، وهو من اهم التعديلات على الوضع القائم بنظري، وحتى وان تم ابتداء بتعيين من جهة سمو الامير لشخص من عموم الشعب يعقب ذلك التعديل القانوني الضروري باتجاه انشاء الحكومة البرلمانية الكاملة.• هل يمكن ان تكون رئيسة الوزراء امرأة برأيك؟- ولم لا؟! لا أرى مانعا في ذلك، بشرط ان تكون مستحقة لهذا المكان. فبعد الصدمة من أداء النائبات السابقات في مجلس الأمة يتردد كثير من النساء في انتخاب امرأة من جديد. ورغم اننا نحن الاسلاميات عملنا بشكل مكثف لدعم النساء اللاتي نجحن في الوصول الى عضوية البرلمان، الا اننا لم نفهم سبب بعدهن عن قضايا المرأة بعد الفوز وانشغال بعضهن بالمصالح الشخصية. وفي الواقع نحن نتمنى ان تصل المرأة الى النضج لتملأ مكانها في مجلس الأمة.• عودة الى قضية تعديل الدستور الذي اثرتها، كيف ستتمكن «حدس» بالاشتراك مع أطياف المعارضة الأخرى من اجراء التعديل في ضوء المقاطعة للانتخابات؟- من خلال المشاركة بالانتخابات، ولكن المشاركة ذاتها مرتبطة بما يستجد من ظروف ولم نقرر بعد المشاركة في انتخابات مقبلة من عدمها وان كنت أرى شخصيا عدم مشاركة أي طيف اسلامي في الأوضاع الحالية بسبب حال الضعف العام في ادارة البلاد. وأتمنى شخصيا ان يستمر المجلس الحالي لأربع سنوات حتى يرى الشعب ويتبين الفارق بين من يعمل للاصلاح ومن يضر بالبلد او يهمله، وحتى تتبلور الرؤى والمشروع لدى الأطراف المعارضة أيضا.• ماذا تتوقعين من مصير لتنظيم «الاخوان» في مصر؟نحن الان في مرحلة مخاض، والاخوان بعد عمر طويل من النضال اكتسبوا من الخبرات الشيء الكثير، وفي التجربة الأخيرة وما تلى عزل الدكتور محمد مرسي كان خبرة مهمة لجماعة الاخوان، واتصور ان اهم ما تعلموه من هذه التجربة هو ان الحكم لا يدار بمبادئ التسامح الشديد، بل يحتاج الى حزم وشدة في التعامل مع الظروف والمستجدات وليس الا الضعف.فالحاكم لا يجوز ان يسمح بالاستهزاء به في برامج الاعلام مثلا. ثم ان هذا التنظيم الذي صمد 80 عاما لن ينتهي دوره اليوم بل سيعود الى العملية السياسية وربما يتمكن من الحكم مجددا وان تكالب عليه أعداؤه علنا مثلما يجري اليوم.