تحوّل لبنان في الأيام الأخيرة «مستودع رعب» هو في واقع الحال أبعد ما يكون عن «الفوبيا» اي الخوف «اللا منطقي»، لاسيما بعدما قدّم تفجير حارة حريك يوم الخميس الماضي وقبله اغتيال الوزير السابق محمد شطح دليلاً على ان البلاد انزلقت الى النفق السوري الذي استجرّ عمليات ارهابية وعلى ان مسلسل الجرائم السياسية «عاد الى الحياة» بعد عام ونيف على اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن.وما فاقم حال الخوف الشديد بين اللبنانيين، توالي التحذيرات من دول عربية وغربية لرعاياها بعدم التوجه الى «بلاد الأرز» ومغادرتها، وصولاً الى دعوة واشنطن مواطنيها الموجودين في بيروت الى «توخي الحذر الشديد وتجنب الفنادق ومراكز التسوق، وأي مناسبات عامة أو اجتماعية حيث يتجمع عادة مواطنو الولايات المتحدة»، معتبرة أن «هذه المواقع هي الأهداف المحتملة للهجمات الإرهابية على الأقل في المدى القريب»، من دون اغفال اتخاذ غالبية سفراء الدول الكبرى وسفراء الدول الأوروبيّة والعرب في الايام الاخيرة اجراءات وقائية على قاعدة الحدّ من تنقلاتهم، الامر الذي رسم صورة قاتمة عن «الآتي الأعظم» الذي ينتظر لبنان على مشارف مؤتمر «جنيف - 2» حول سورية.وفي حين بدأت الفنادق والمجمعات التجارية تعزيز تدابير الامن الوقائي كي لا يشكّل هذا المناخ التحذيري «الضربة القاضية» للقطاعين السياحي والتجاري اللذين يئنان تحت وطأة الواقع السياسي والامني المترنّح منذ 9 اشهر بين السيئ والأسوأ، عاشت بيروت ليل الثلاثاء الاربعاء ساعات عصيبة مع إشاعات امنية ساهمت مواقع التواصل في تسعيرها وتمحورت حول الآتي:* ما نُقل عن وزير الداخلية مروان شربل من انه قال في مناسبة عزاء، ان ثلاث سيارات مفخخة تجوب شوارع بيروت، الامر الذي نفته مصادر امنية، مؤكدة ان أي خبر لم يصدر عن وزارة الداخلية او عن المراجع الامنية.* الإشاعات عن الاشتباه بسيارات في الضاحية الجنوبية وعلى مداخلها وتحديداً سيارة في منطقة المريجة، واخرى على اوتوستراد هادي نصر الله، وثالثة داخل حرم الجامعة اللبنانية في الحدث.* توزيع لوائح عبر الهواتف النقالة بأسماء وارقام 7 سيارات مفخخة يجري البحث عنها سرعان ما تم تداولها على مواقع التواصل قبل ان ينفي مصدر امني مضمون اللائحة، مشيراً الى ان غرفا سوداء باتت مختصة بفبركة ما يزيد هلع الناس، داعياً المواطنين الى الاخذ فقط بما يصدر رسمياً عن قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني.* التداول بنص تحذير صادر عن السفارة الاميركية، يطلب عدم ارتياد المراكز التجارية «اليوم وغداً» ما أشاع حالاً من الهلع، ليتبين ان النص ارسل الى موظفي السفارة يوم الاحد الماضي، وتزامن مع التحذير الذي وزعته السفارة على كل رعايا الولايات المتحدة في لبنان، وان مفاعيل التحذير انتهت.
خارجيات
المجمعات التجارية عززت إجراءاتها لطمأنة روادها
لبنان أسير الإشاعات عن السيارات المفخخة
12:30 م