الكتابة في صحافة الرأي التي تتميز بها الصحافة الكويتية تستوجب توفر قاعدة أخلاقية في النقد والتوجيه... نقد بناء يعرض المشكلة ويبسط الحلول إن أمكن وهنا يختلف كاتب عن كاتب حسب مجال التخصص!يهمني الجانب الاستراتيجي والقيادة كمجالين مرتبطين في ما بينهما بعلاقة وطيدة... فلا يمكن أن تطلق مسمى قيادي على موظف يتبوأ منصبا أعلى الهرم الوظيفي في المؤسسة ما لم يكن ملما بالجوانب القيادية والفكر الاستراتيجي!يقول العلماء والباحثون إن القيادي الناجح يجب أن يكون رشيدا? صاحب رؤية? محققا للنتائج وعلى معرفة بعمل المؤسسة ولن أعلق على التشكيلة الوزارية كما تعهدت في مقال سابق، لكن شد انتباهي مانشيت «الراي» في عدد 7 يناير 2014 «الأمير للوزراء: مزيدا من الإنجاز لتلبية آمال وتطلعات المواطنين وتقديم أفضل الخدمات»!مع توجيه ولي الأمر يجب أن يرسم كل قيادي خريطة الطريق الخاصة بالمؤسسات التابعة له عن طريق جنوده (القياديين التشغيلسين - التنفيذيين)، وهذا لا يمكن أن يتحقق من دون تفعيل الفكر الاستراتيجي ولن تتم تلبية تطلعات المواطنين إذا كان القيادي غير ملم بعمل المؤسسات التابعة له... وجهة نظر مثبتة علميا!يفترض من الحكومة انها على دراية تامة بتطلعات المواطنين والخدمات التي تحتاج إلى تطوير وبالتالي عند تعيين القيادي الوزير يفترض أن يقال له: «هذه القضايا الخاصة بالحقيبة التي ستتولاها والمطلوب منك كذا وكذا ويفترض أن تكون الأهداف المطلوب تحقيقها محددة زمنيا، وهنا التحديد الزمني يمنح رئيس مجلس الوزراء القدرة على تقييم الأداء وكذلك مجلس الأمة ويؤدي إلى حالة من الانسجام بين السلطتين حيث الأهداف معلومة والمسؤول عن تنفيذها معروف... وعلى قدر التقصير تأتي المحاسبة!للأمانة... لم أشعر بأن هذه الجزئية متوافرة لأن المتبع «العرف» ان الوزير يأتي ويغير ما بدأ به سلفه وهكذا من وزير إلى وزير، وهذا السلوك في العمل لا يخضع للمعايير المتبعة احترافيا في قياس الأداء... فالمنظومة الإدارية خططها يجب ألا تكون مرتبطة بالوزير كفرد متى ما تم تدويره أو تغييره تعود إلى نقطة البداية... خطأ يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي!نحن نريد عملا مؤسسيا واحترافية في الأداء استراتيجيا..!الحكومة ستعالج... تعالج ماذا وكيف ومتى!خذ المنظور الإسكاني: كم مرة تم تغييره ولم تحل القضية الإسكانية... خذ معالجة وزارة الأشغال للطرق (في الأمس يقولون إن الأشغال سترفع مستوى طريق الوفرة بعد تكرار غرقه... المسألة ليست بالغرق إنها متصلة بحوادث تتكرر ويأتون بالمعالجة بعد الحوادث).. خذ من الأمثلة ما شئت فستجد العجب العجاب... تتكرر ونحن ما زلنا نسمع «الحكومة ستعالج»!أعتقد بأننا بحاجة لتحديد مكامن الخلل قياديا من جهة القياديين التشغيليين - التنفيذيين كي نتمكن من التخطيط إستراتيجيا، وجميع المؤشرات تؤكد بأن سبب تدهور أداء مؤسساتنا يعود لتدني المستوى القيادي هذا في معظم مؤسسات القطاعين العام والخاص!نقرأ كتبا والآن نجهز أبحاثا ستنشر في مجلات علمية محترمة لكن من يقرأ ومن يستمع لو أردنا توجيه النصح... هنا المشكلة!المعالجة تختلف أيديولوجيا ولا علاقة لها بالكيمياء الشخصية كما يظن البعض... إنها علاقة مبنية على أسس منها الفني (المرتبط بمجال عمل المؤسسة) ومنها السلوكي (المتصل في طريقة تعامل القيادي مع التابعين له)، وتدخل أمور كثيرة على الخط منها الرضا الوظيفي ومستوى التحفيز نحو أداء أفضل والترقيات على أساس الإنتاجية وغيرها من الأمور غير المتوافرة في مناخ العمل : فأي إنتاجية وتطور نتوقع بلوغه و«المعششين» قياديا يظنون انهم خالدون مخلدون!ما نريده يبدأ من تصحيح طريقة إختيارنا للقياديين ولا أعني الوزراء لأن طبيعة عملهم السياسي لا تسمح بتطبيق النظريات القيادية ولا المعايير الأخرى عليهم إلا من خلال التابعين لهم من قياديين تشغيليين!الخطأ مقبول لكن المضي قدما على نفس الخطأ دون معالجة فورية يجعله عرفا وهو ما بسطناه مفصلا في المقال السابق.... والله المستعان!terki.alazmi@gmail.comTwitter : @Terki_ALazmi